العالم يتساءل ونحن نجيب.. هل يقود «تابوت سيدي جابر» إلى كشف قبر الإسكندر؟

الخميس، 19 يوليو 2018 08:00 م
العالم يتساءل ونحن نجيب.. هل يقود «تابوت سيدي جابر» إلى كشف قبر الإسكندر؟
تابوت الإسكندرية المكتشف
كتب- محمود حسن

 

يتابع العالم كله عن كثب، أخبار التابوت الجرانيتى الأسود المكتشف أسفل عقار بمنطقة سيدى جابر مدينة الإسكندرية، فهو التابوت الأكبر حجما والمكتشف فى الإسكندرية، فضلا عن أن «الدفن فى التوابيت» لم يكن أمرا شائعا فى الإسكندرية حيث الحضارة البطلمية، فيما رفع الكثيرون من سقف آمالهم معتقدين أن التابوت سيكشف عن السر الدفين ويريح العالم أخيرا ليعرف أين دفن الإسكندر الأكبر؟ فهل يا ترى سنجد مومياء الإسكندر الأكبر داخل التابوت؟ حتى نستطيع الإجابة على هذا السؤال فإننا نحتاج العودة إلى الخلف، لنعرف كيف مات الإسكندر، وأين يعتقد أنه دفن؟


كيف مات الإسكندر فى العراق ودفن فى الإسكندرية؟
 

فى مدينة بابل العراقية، وفى سن باكرة مات الإسكندر الأكبر، فاجأته الحمى والمرض وانتهى الفاتح الأعظم ميتا فى سن 32 عاما فقط، تقرر أن يدفن الإسكندر فى مدينة نشأته فى مقدونيا، لكن واحدا من أهم المتنازعين على حكم الإسكندر وهو بطليموس الأول رفض القرار، وقرر أن ينتقل الجثمان إلى مدينة الإسكندرية التى وقعت فى قبضته بعد أن تنازع القواد إرثه.

 

كانت الإسكندرية لم تنته بعد على أكمل وجه كما خططها القائد الإسكندر، إذ أنه وضع خطة تأسيسها ومضى إلى فتوحاته العالمية، لذا فقد بقى التابوت بعيدا فى «منف» العاصمة القديمة، حتى افتتحت المدينة فى عهد بطليموس الثانى، ونقل التابوت إليها كدرة عقد المدينة الجميلة.

 

نقل جثمان الاسكندر
نقل جثمان الإسكندر


القبر من الإزدهار إلى الاختفاء التام
لكن جذرا أتى بعد مد وعظمة المدينة، ولم تصبح كما كانت بعد الفتح الإسلامى إذ انتقلت العاصمة إلى الفسطاط جنوب القاهرة حاليا، بعد أن أوصى عمر بن الخطاب عمرو بن العاص بألا يجعل بينه وبين «المدينة المنورة» ماء أى «النيل»، والقبر الذى كان قبلة الزوار والمحبين، ناله من الإهمال ما نال كل شيء آخر فى المدينة.

 

يوليوس قيصر يزور قبر الإسكندر
يوليوس قيصر يزور قبر الإسكندر
 

وكأن المدينة كان ينتظرها من سوء القدر المزيد، فأتى زلزال مدمر عام 1323 فدمر شطرا واسعا من المدينة، وكان أشهر ما دمره هو «منار الإسكندرية»، وظلت الفنار مدمرة حتى وصفها ابن بطوطة فى رحلته إلى الإسكندرية بعد ذلك بنحو نصف قرن فقال عنها: «وقصدت المنارة عند عودتى إلى بلاد المغرب، فوجدتها قد استولى عليها الخراب، بحيث لا يمكن صعودها وهبوطها»، أما أواخر من وصفوا موضع القبر فكان «الرحالة» مارمول، فى حوالى عام 1560، حيث وصف مكانه بأنه ما بين الكنيسة المرقصية ومسجد النبى دانيال.

 

عادت المدينة لدورها من جديد، حين قرر محمد على مد قناة المحمودية أو «ترعة المحمودية» إليها، ومع عودة الحياة لها بدأ البعض فى البحث عن قبر الإسكندر على مدار سنوات طويلة، أما مكان البحث فلم يكن سوى تقاطع أهم شارعين فى المدينة وقتها، الأول هو شارع «كانوب» والثانى هو شارع «سوما»، وهما اليوم ما أضحيا شارع «فؤاد» وشارع «النبى دانيال»، ويتقاطعان عند «حلوانى فينوس» الأثرى، وهو الموضع الذى يعتقد أن قبر الإسكندر كان هناك.

 

مسجد النبى دانيال اوائل القرآن
مسجد النبى دانيال

 

«الجبانة الشرقية» قصة ممتدة

لم تكن الإسكندرية ممتدة كما هى اليوم، فقد كانت مدينة تمتد من حيث منطقة «باب الشمس» وموضعها اليوم منطقة «باب شرق»، وحتى باب القمر، وهو بالقرب من منطقة «الجمرك» اليوم، وفى الجنوب ينتهى الأمر عند «باب السدرة»، حيث عامود السوارى اليوم، أما ما هو خارج «باب الشمس» فقد كان الجبانة الشرقية، حيث اعتاد البطالمة أن يدفنوا موتاهم، وفى ناحية «باب القمر» فهناك الجبانة الغربية بمنطقة القبارى، حيث اعتاد أصحاب الأصول المصرية دفن موتاهم.

الجبانة الشرقية للمدينة
الجبانة الشرقية للمدينة

 

كانت عملية الدفن تتم فى قبور جماعية، حيث يتم وضع الجثمان فى مقبرة مصنوعة بتابوت من الرخام أو الجرانيت إذا كان الميت من الطبقات العليا، ومن الفخار أو الرصاص إذا كان الميت من الطبقات الأدنى، وعبر مقبرة طويلة ينزل إليها بسلالم تتراص الجثامين الموضوعة فى التوابيت، وعلى يمينك ويسارك تجد الفتحات المستطيلة حيث توضع الجثامين، فى تلك الفتحات التى تتسع لشخص واحد فقط، وتمتد الجبانة الشرقية بداية من باب الشمس فى منطقة «باب شرق» مرورا بمنطقة الشاطبى وحتى منطقة مصطفى كامل، بما فيها موضع التابوت المكتشف حديثا.

 

لذا على الأرجح فلن يكون المدفون فى هذا التابوت هو الإسكندر الأكبر، ولكنه شخص هام ومن الطبقة العليا فى اسكندرية البطلمية، وهذا ما رجحه الكثير من المسئولين فى وزارة الآثار، ولكن حتى الآن فنحن فى انتظار لحظات فتح التابوت، والتعرف على هوية الشخص الموجود بداخله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق