كيف أخبرنا «ساندوتش البيج ماك» أن الجنيه المصري سيتعافى أمام الدولار قريبا؟

هل سمعت من قبل عن «مؤشر الهامبروجر»؟ هذا المؤشر استحدثته مجلة الإيكونوميست منذ عام 1986، ليقيس مستوى الحياة فى بلدان العالم المختلفة، والقوة الشرائية، وكذلك «الدخل الحقيقى»، وقوة العملة الحقيقية، عن طريق استخدام ساندوتش «البيج ماك»، أما ما قاله المؤشر هذا العام عن «مصر» فيستحق الانتباه، بل ويدعو أيضا للتفاؤل.

 لماذا ساندويتش البيج ماك؟

كان افتتاح مطعم «ماكدونلدز» فى الاتحاد السوفيتى فى حقبة ميخائيل جورباتشوف حدثا غير اعتياديا، لقد تراص الناس بالمئات أمام المطعم قبل أن يفتح فى انتظار تناول الساندوتش الذى طالما سمعوا عنه،  ومع تنامى العولمة أصبح لشركة «ماكدولندز» حوالى 35 ألف فرع حول العالم، وفى كل دول العالم هناك فروع لمطاعم ماكدونلدز عدا 10 دول منعتها، بعضها لأسباب صحية وأخرى لأسباب سياسية مثل كوريا الشمالية وبوليفيا، لكن رغم هذا المنع فإن منتج «البيج ماك» يظل هو المنتج الأكثر تناولا فى العالم كله، أما المكونات التى تدخل فيه فهى تقريبا مكونات تدخل فى جميع انواع طعام البشر، مثل الخضروات، والقمح، وبالطبع اللحم.

افتتاح ماكدونلدز فى الاتحاد السوفيتى 1990

كيف يعمل هذا المقياس؟
يقيس المقياس إذا كانت العملات فى مستواها الصحيح، أم أنها على المدى الطويل يجب أن تتحرك لترتفع قيمتها أو تقل قيمتها بالمقارنة بالدولار، اعتمادا على القدرة الشرائية، لتبسيط الأمر، إذا كنت بحاجة لشراء كيلو من اللحم بقيمة 100 دولار فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى المقابل تقوم بشراؤه بـ 100 جنيه مصرى، فهذا قد يكون جزء من مؤشر ضعيف على أن قوة الجنيه مساوية لقوة  الدولار فى حجم الشراء، وأن الجنيه يجب أن يكون سعر صرفه يساوى دولار واحد.

العبقرية فى اختيار "البيج ماك" أن المكونات هى عبارة عن "اللحوم"، "الخضروات" ، "القمح"، "منتجات الألبان"، وبالطبع "العمالة"، و"خدمات التوصيل"، هذه كلها توليفة من نفس قدر المكونات، ونفس كميتها، وهو ما يؤشر إلى أنها قد تصلح لقياس ما تعنيه القيمة الحقيقية للعملة، لذا فإن هذا المقياس يعمل لمقارنة بكم يباع "البيج ماك" فى الولايات المتحدة الأمريكية، مقابل الدول الأخرى، أما المفاجأة فإن "البيج ماك" هو الأرخص فى "مصر".

نجحت سلسلة المطاعم فى الانتشار فى اغلب دول العالم

ورغم وجود انتقادات لهذا المؤشر تقوم على أن "تكلفة العمالة" فى الدول الأفقر أقل، لكنه يظل مؤشرا قويا فى الوقت نفسه، فتكلفة العمالة فى أحسن أحوالها لن تتعدى 20% من قيمة ساندوتش الهامبورجر، وحتى إذا تم خصمها فهذا يعنى أن لدينا "جنيها قويا" وسيحسن من وضعه الاقتصادى فى مقابل الدولار على المدى الطويل، بحسب المؤشر الخاص بالمجلة.

ماذا قال لنا مؤشر "البيج ماك" عن الجنيه المصرى؟

 

وفقا للمؤشر فإن تكلفة "البيج ماك" فى الولايات المتحدة 5 دولارات و 51 سنت ، لكنه فى الوقت نفسه فى مصر بقيمة 31 جنيه و37 قرشا، ولأن الدولار يساوى 17.91 جنيه حاليا، فهذا بالنسبة لواضعى المؤشر أن الجنيه أقل مما يساويه فى الحقيقة بقيمة 68.2%، أما فى سويسرا فإن البيج ماك يباع بحوالى 6.5 فرنك سويسرى، ولأن الفرنك السويسرى حوالى 1.18 دولار، فهذا يعنى أن هناك مغالاة فى سعر الفرانك السويسرى وتوقع بان يتجه للانخفاض فى خلال السنوات القادمة.

مؤشر البيج ماك

لا يمكن بطبيعة الحال اتخاذ المؤشر كأساس وحيد للقياس، ولكن يمكن أن نضع فى حسباننا العديد من الظروف والأرقام الجيدة التى يحققها الاقتصاد المصرى، بداية من ارتفاع معدلات النمو وتوقع وصوله إلى 5.3% نهاية العام، وكذلك انخفاض مستوى البطالة، وارتفاع الاستثمار الأجنبى، وغيرها من الأرقام المبشرة.