من حوادث البدرشين إلى الإسكندرية..

بعد نقل الوفيات والمصابين للمستشفيات.. رُكّاب القطارات على قارعة الطريق

الجمعة، 20 يوليو 2018 06:00 ص
بعد نقل الوفيات والمصابين للمستشفيات.. رُكّاب القطارات على قارعة الطريق
حادث قطار البدرشين بالجيزة
كتب - محمد أبو النور

أثارت رسالة من أحد الركاب الناجين ، فى حادث قطار البدرشين بمحافظة الجيزة جانباً مهماً و مُهمَلا ومتروكاً فى حوادث الطرق عموما ، وفى حوادث القطارات على وجه الخصوص،تقول كلمات الرسالة : ( تخيلوا كل ركاب القطار وهم يحملون حقائبهم و شنطهم وأولادهم ، ومنهم المصابين ، وأطفال وسيدات وكبار السن ، يقفون على الطريق ، بعد وقوع الحادث يبحثون عن سيارة أو أى وسيلة مواصلات حتى يكملوا رحلتهم ويوصلوا لبيوتهم أو أعمالهم مع أنهم دافعين ثمن تذكرة القطار )!

وتابعت الرسالة ( فين المسئولين عن إدارة الأزمة فى السكك الحديدية ،  فين وزير النقل ومستشاريه الذين كانوا فى موقع الحادث ،لماذا لم يأمر "سيادته" بتوفير أتوبيسات للناس دى توصلهم لبلادهم وأعمالهم؟! ثم يجيب :مسخرة ).

الرُكاب المنسيين
 

88888

الركاب لايجدون وسائل مواصلات عقب الحوادث
 

خلال وقوع حادث قطار البدرشين بالجيزة،وكذلك فى الحوادث السابقة،ومنها حادث قطار خورشيد بالإسكندرية فى أغسطس 2017 ، والذى لقى فيه 41 شخصاً مصرعهم،تهتم جهود الحكومة والمحافظين خلال وقوع الحدث ، بإسعاف المصابين فى أقصى سرعة ، ونقلهم للمستشفيات لتلقى العلاج ، وأيضا انتشال الجثث والوفيات من موقع الحادث،ورفع آثار الحادث وإعادة حركة السير إلى سابق عهدها،وكل هذا شىء طيب ،وهو الأولوية فى أوقات الحوادث مصرياً وعربياً وعالمياً،غير أن هناك جزئية بسيطة ، يتم تناسيها خلال هذه الحوادث وهى الرُكاب والأُسر رجالاً ونساءً وأطفالً وشيوخاً،وكل هؤلاء لا يهتم بهم أحد ولا يدخلون فى حسابات المسؤولين ،الذين يسارعون إلى الانتقال لموقع الحادث،هؤلاء الرُكاب المكلومين ــ ضحايا الحوادث ــ يظلوا على قارعة الطريق بكل ما يحملون من حقائب وشنط وأجولة وكراتين، ينتظرون أى وسيلة مواصلات لتحملهم،وتحمل أُسرهم إلى مُدنهم وقراهم ،لايعبأ بهم المسؤولون ولا يهتم بهم أحد،وقد يطول هذا الانتظار نظراً لكثرة الركاب،وعدم وجود وسائل مواصلات ، وهروب القيادات التنفيذية عقب الظهور فى صورة ، "وقد انتقل إلى موقع الحادث".

ساعات على قارعة الطريق
الدكتور هشام عرفات وزير النقل

الدكتور هشام عرفات وزير النقل

ويزداد الأمر سوء عندما تقع الحوادث بعيداً عن المناطق العمرانية والمأهولة،وعلى مسافات طويلة من المدن والقرى ،حيث يجد الركاب أنفسهم وسط الزراعات وعلى قارعة الطريق،ويبدأ السائقون فى استغلال ظروفهم وحاجتهم إلى مغادرة المكان،مع أنه من المفترض أن يكون هؤلاء الركاب وأسرهم،الذين تعرضوا للحادث،هم جزء من الأزمة ،التى يجب على القائمين علاجها لوصول الركاب لبيوتهم وأسرهم،كما أن هذا الأمر يعتبر من عناصر إدارة الأزمات.

 

وسائل نقل بديلة في الأزمات
 

المهندس سيد إبراهيم سالم رئيس هيئة السكك الحديدية
المهندس سيد إبراهيم سالم رئيس هيئة السكك الحديدية

 ولتدارك هذه الأمور ،أكد المهندس أحمد رياض ،الخبير الدولي وعضو مجلس إدارة استراتيجية الأمم المتحدة ،للحد من مخاطر الكوارث على ضرورة العمل لتوفير وسائل نقل بديلة في حالات الأزمات والكوارث المماثلة ،لأن هذا من العناصر المهمة التى لابد من وجود خطط جاهزة ومُعدة مُسبقاً لها،ويتم التدريب عليها أكثر من مرة ،حتى لاتكون التصرفات فردية من محافظ أو وزير فقط،وهذا لن يتم إلا فى وجود آليات واضحة لتحديد المخاطر ، وبالتالي تحديد استراتيجيات المعالجة اللازمة وتنفيذها ووضع خطط لضمان استمرارية الأعمال في حالات الحوادث والطوارئ والكوارث.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق