البداية من صفقة الـ47 حصانا.. مصر تعود لتصدير الخيول العربية بعد 8 سنوات حظر

الأربعاء، 25 يوليو 2018 08:00 ص
البداية من صفقة الـ47 حصانا.. مصر تعود لتصدير الخيول العربية بعد 8 سنوات حظر
مني محرز نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي
كتب ــ محمد أبو النور

أعلنت الدكتورة مني محرز نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، عن تصدير 3 خيول عربية جديدة للاتحاد الأوروبي أمس الاثنين، وذلك من مطار القاهرة إلي المانيا عبر مطار فرانكفورت، وأشارت الدكتورة منى إلي أن الخيول الثلاثة من أحد مزارع إنتاج الخيول العربية الأصيلة، بلونيه الأزرق والأشقر، وشددت نائب الوزير علي أن التصدير يأتي في إطار إعادة ترتيب منظومة صادرات الخيول باعتبارها أحد أهم الثروات المصرية التي تخدم القطاع الإنتاجي لأغراض التصدير وزيادة عائد الدولة من العملات الاجنبية.

مزرعة الزهراء للخيول العربية الأصيلة
 

2
 
وتُعد هذه الصفقة الأولى ، بعد أن بدأت مصر من جديد فى إعادة تصدير الخيول العربية المصرية، منذ قرار الاتحاد الأوروبى، بحظر استيرادها عام 2010، حيث بدأت مصر تصدير أول شحنة خيول عربية أصيلة، شملت 8 خيول عقب جولات متتالية من المفاوضات ، استمرت أكثر من 7 سنوات، بعد سحب عينات منها وتحليلها بالمعامل الدولية المعتمدة من الاتحاد الأوروبى فى دبى  بالإمارات، والتأكد من خلوها من الأمراض ، 8  سنوات عاصفات عاشتها صناعة وتربية الخيول المصرية، واجهت خلالها تحديات كبيرة نتيجة الزحف العمرانى على محطة الزهراء للخيول العربية بمنطقة عين شمس فى القاهرة، وهو الأمر الذى دفع الدولة للتفكير فى إنشاء مدينة عالمية للخيول تضم معملا دولياً لتنسيب الخيول للحفاظ على السلالات الجيدة، ومدرسة فنية لتخريج المدربين والمتخصصين فى تربية الخيول، وأكاديمية عليا للتدريب على الفروسية، وصناعة وتربية الخيول، فى خطة وطنية لإنقاذ هذه الصناعة العريقة ، و تجد الإشارة إلى أن مصر تمتلك محطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة، والتى تشتهر بـ"محطة الدم النقي".
 
 
1
 
 
وكانت بداية الاهتمام بالخيول العربية الأصيلة في أوائل القرن الـ 19، عندما قام محمد علي باشا ، باستيراد عدد قليل من أنقى سلالات الخيول العربية من شبه الجزيرة العربية، وفي عام 1811م داوم ابنه إبراهيم باشا وحفيده عباس باشا على استيراد الخيول ، وترك عباس باشا الأول بعد وفاته خيوله العربية لابنه إلهامي باشا ، الذي لم يكن متحمساً لتربيتها، وآلت معظم هذه الخيول إلى علي باشا شريف والذى اعتنى بها عناية فائقة ، وفي عام 1908م تم تكليف قسم تربية الحيوان بالجمعية الزراعية الملكية ، بالبدء في تربية خيول عربية أصيلة بعد الحصول على أفضلها من عباس باشا الثاني وعلي باشا شريف والأمير كمال الدين حسين، وقد جُمعت الخيول في مزرعة بهتيم، ولكن نتيجة للتربة الطينية تم نقلها إلى صحراء عين شمس وقتها ، وكانت تسمى "كفر فاروق" عام 1928م على مساحة 55 فداناً، وسُميت  بـ "محطة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة" في عهد الملك فاروق ، وكانت تابعة للهيئة الزراعية، وكانت فى ذلك الوقت تعتبر بيئة ملائمة لتربيتها ، لأنها كانت مكان صحراوي مشابه لظروف الحياة الطبيعية،قبل أن يزحف عليها غول الخرسانة والطوب والأسمنت والتوسع العمرانى.

 

محطة جديدة لتربية الخيول
 

3
 
وتشير التقارير الزراعية إلى أن محطة الزهراء هى المسؤولة عن تربية 4 أنواع من خيول وهى الصقلان والكحيلان والهدبان والعبيان ، والعبيان هو أشهر وأجمل وأندر وأغلي أنواع الخيول في العالم مع الصقلاوي ، وترجع تسمية كل من هذه الأنواع لنسبة إلي القبائل العربية التي اشتهرت بهذه الخيول ، وكانت هي مصدرها في العالم بمنطقة الجزيرة العربية ، منذ حوالى 4500 عام ، وقد انتقلت لمصر مع قدوم الفتح الإسلامي والحروب وتناسلت مع سلالات أخري، وتتم المحافظة علي هذه الأنساب من خلال التزاوج والتلقيح ، وكل ما يتم تربيته بالمحطة خيول عربية نقية أصيلة ، يتم تناسلها بين الأنساب العربية فقط، لتحسين قدراته لأن الخيل العربية واحدة من أهم 10 سلالات خيل في العالم ، وتتميز بالقوة والسرعة والدقة والصبر ، ولذلك تتصدر الخيول العربية سباقات الخيول في العالم، ومن مواصفات الخيل العربية ، أنها تتميز برأسها المرتفع وذيلها المرفوع وقوة عظامها وتناسق شكلها وجمالها المميز مثل خيول العبيان والصقلاوي علاوة على سرعتها وذكائها،غير أن فترة الحظر على تصديرها من جانب الاتحاد الأوربى لمدة 8 سنوات ،أدت إلى فترة ركود في تربية و بيع تلك الخيول، وهو ما فطنت إليه الحكومة مؤخراً ، ووضعت خطة هامة وعاجلة لدعم تلك التجارة مرة أخرى، من خلال إنشاء مدينة عالمية جديدة للخيول.
 
4
 
وقد جاء هذا الطلب ضمن المقترح الحكومي لإنشاء مدينة عالمية جديدة للخيول،بتخصيص أرض في نطاق حيز العاصمة الإدراية لإنشاء المدينة العالمية الجديدة للخيول على مساحة 1171 فداناً، حيث تعد أول مدينة في العالم للنهوض بصناعة الخيول العربية الأصيلية، وتنمية استثماراتها، وقد جاءت هذه المطالبات عقب تردى الأوضاع بمحطة الزهراء، وعقب نفوق الحصان العربي "تجويد بن جاد الله بن أديب" من سلالة الصقلاوي، وهو أحد أشهر أحصنة العالم، والمصنف ضمن أجمل 10 سلالات في العالم، وأهم حصان عربي أصيل، بعد رحلة مرض قصيرة ، وكانت التقرير وخبراء تربية الخيول قد أكدا على أن "تجويد" كان سعره يتراوح بين 7 إلى 10 ملايين دولار، و أنه من إحدى السلالات النادرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق