من الذاكرة الأرشيفية.. الجزيرة بوق الإرهابيين في المنطقة (فيديو)

السبت، 28 يوليو 2018 08:00 ص
من الذاكرة الأرشيفية.. الجزيرة بوق الإرهابيين في المنطقة (فيديو)
الجزيرة القطرية
كتب- شيريهان المنيري

لازال النظام القطري على نهجه في ادعاء المظلومية في المحافل الدولية، في محاولة لكسب العاطف الدولي، وحشد الرأي العام، والذي بدأ في التراجع عن متابعة الوسائل الإعلامية التابعة له، وعلى رأسها شبكة الجزيرة، بروافدها المختلفة.

وتستمر «الجزيرة» في بثّ مواد إعلامية مُضللة وأكاذيب من شأنها الإضرار بأمن وإستقرار دول المنطقة. هذا وتتعمد القناة القطرية وموقعها الإليكتروني الإساءة إلى دول بعينها في مقدمتها الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، إلى جانب الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي، والذي كان للجزيرة دورًا كبيرًا خلالها حيث ما قدمته من تقارير ومواد إعلامية مختلفة هدفت إلى تأجيج وإثارة الرأي العام ودعم الجماعات والعناصر الإرهابية لاسيما من أفراد جماعة الإخوان الإرهابية والمليشيات التابعة لإيران.

اقرأ أيضًا: بالصور والوقائع والتواريخ.. كيف دعمت "الجزيرة" الإرهابيين في مصر

هذا وكانت الذراع الإعلامي الأبرز لتنظيم الحمدين - حكومة قطر – بوقًا لعناصر وأفكار التنظيمات والجماعات الإرهابية، فقد ظهر من خلالها زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، وقائد أحد المليشيات المتشددة في سوريا، زهران علوش، وأمير جبهة النصرة بسوريا في مايو 2015، أبو محمد الجولاني. أيضًا استضافت الإرهابي الليبي، عبدالحكيم بلحاج، وفي مايو 2017 عرضت «الجزيرة» فيلمًا وثائقيًا بعنوان «الرمال المتحركة» يُروج لسياسات تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا. إلى جانب استضافتها الدائمة لمفتي الإرهاب الهارب من أحكام القضاء المصري، الشيخ يوسف القرضاوي، وعدد من المعارضين الفارين من بلادهم، ومن أشهرهم المعارض السعودي، سعد الفقيه.

ولم تكتفي «الجزيرة» بإستضافة الإرهابيين والمعارضين، ولكنها أصبحت تعتمد على المواقع الإخبارية والحسابات التابعة لهم عبر السوشيال ميديا، كمصدر للأخبار والتعامل معها كمصادر موثوق بها، مثل وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش، والأذرع الإعلامية التابعة للحوثي المدعوم من إيران.

الترويج لوكالة أعماق
 

وشهدت الآونة الأخيرة الكثير من الدعم للحوثيين من قبل القناة القطرية، على الرغم الحرب الدائرة في اليمن بين قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبينهم، بهدف تحرير اليمن ودعم الشرعية وحفظ استقرار وأمن اليمن وشعبه.

وشهد أمس الأربعاء آخر معالم فشل «الجزيرة» في نمط معالجتها الإعلامية للأحداث، وانحيازها لتغطيتها عبر المنابر الإعلامية التابعة للإرهابيين، حيث نقلت عن قناة «المسيرة» أن الحادث الذي شهده مطار أبوظبي جاء نتيجة غارة جوية شنتها جماعة الحوثي، في حين أن مطار أبوظبي نفى عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر ذلك الأمر، موضحًا أن مركبة لنقل الإمدادات في ساحة المطار هي التي تسببت في الحادث، مع التأكيد على استمرار سير العمليات التشغيلية للمطار وانتظام جدول الرحلات الجوية ذهابًا وإيابًا.

الجزيرة
المسرة
 
مطار ابوظبي

 

الجدير بالذكر أن المتحدث الرسمي بإسم مليشيا الحوثي في اليمن، محمد عبدالسلام ظهر خلال أكتوبر من العام الماضي، عبر شاشة «الجزيرة» مهددًا بإستهداف العمق السعودي والمدن التي تنطلق منها الطائرات المقاتلة للتحالف العربي، ملوحًا بأن أبوظبي هدف عسكري رئيسي بالنسبة للحوثيين. وفي نوفمبر من العام ذاته كررت الجزيرة القطرية بثّ التهديدات الحوثية للسعودية، ولكن تلك المرة من قبل مساعد الناطق بإسم مليشيا الحوثي، عزيز راشد، والذي قال: «لا يحلم محمد بن سلمان بأي مدينة صناعية لأنها ستكون في مرمى الصواريخ اليمنية».

محمد عبدالسلام
 

أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فطالما انحازت المعالجة الإعلامية لـ«الجزيرة» إلى طرف فلسطيني على حساب آخر بحسب موقع «24 إمارتي»، ما من شأنه تعزيز الإنقسام الداخلي الذي يفتح الباب أمام التدخلات الخارجية والغير مُرحب بها، وهو ما ظهر من خلال احتجاجات واسعة شهدتها غزة رفضًا للدور القطري المشبوه، وفي فبراير الماضي تعرض السفير القطري لدى فلسطين، محمد العمادي إلى الضرب المُبرح من قبل الفلسطينيين في غزة، وهو ما لم تبثه وسائل الإعلام القطرية، ولا قناة الجزيرة التي ترفع شعار «الرأي والرأي الآخر».

وفي تصريحات إعلامية تعود إلى أكتوبر من العام الماضي، أكد الناطق بإسم الجيش الليبي، أحمد المسماري على دور «الجزيرة» فيما تشهده ليبيا من إرهاب، لافتًا إلى أن مراسليها يعملون كجواسيس على الليبيين. وأتت تصريحات المسؤول الليبي متوافقة مع ما ذكره المعارض القطري، خالد الهيل في عام 2016 بحسب «البيان» الإماراتية بأن الإستخبارات القطرية تستخدم الصحفيين والمراسلين التابعين لـ«الجزيرة» كجواسيس، مشيرًا إلى مقتل المصور بالقناة، علي حسن الجابر في 12 مارس من عام 2011، في بنغازي، كاشفًا أنه كان ضابط استخبارات قطري في ليبيا.

هذا ولم تسلم المنطقة العربية من فتاوى «القرضاوي» الهارب من العدالة والكائن في قطر تحت حماية تنظيم الحمدين، والتي كانت تُبث عبر «الجزيرة» منذ عام الثورات العربية، ولعل من أشهر فتاويه إباحة مقتل الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، في فبراير 2011. كما فعل الأمر ذاته بالنسبة للقيادات السورية والعراقية، وحتى الشعوب الإسلامية أهدر دمها دون أي وجه حقّ.

وقال رئيس تحرير جريدة «السياسة» الكويتية، أحمد الجارالله في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «كل هذا الضخ الإعلامي من قناه الجزيرة والقنوات التابعة لهواها، أصبح غير مؤثر؛ فالإشاعات والأكاذيب لها توقيت قصير محدد بعد إطلاقها ثم تسقط»، مضيفًا أن «قناة الجزيرة وولاتها ومعها كل ذبابها الإليكتروني فشلوا في اقناع شعوب الدول الأربع المقاطعه لقطر بتوجهاتهم موادهم الإعلامية، حتى أن الشعب القطري ذاته غير مرتاح لما تبثه الجزيرة من شرور إعلامية ضد أشقاءه في المنطقة».

ويرى الإعلامي السعودي، محمد الخالد أن استمرار «الجزيرة» وباقي الأذرع الإعلامية التابعة لقطر في الإساءة لدول الرباعي العربي، يُعد أمرًا طبيعيًا في ظل ما تشهده السلطات القطرية من تخبط، قائلًا في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «النظام القطري لم يصبح لديه سوى السلاح الإعلامي لمواجهة الحقائق التي كشفتها الدول الأربعة حول السياسات القطرية ودعمها للإرهاب، معتقدة خطأّ أن وعي الشعوب العربية لازال متوقفًا عند ما قبل 30 يونيو من عام 2013، عندما نجحت الإرادة المصرية في إطاحة حكم جماعة الإخوان الإرهابي، ما يُعد نقطة تحول حقيقية في المنطقة».

وأضاف أننا «لسنا بحاجة للحديث عن الدعم القطري للإرهاب بكل الطرق حاليًا، فتوضيح الواضحات من الفاضحات، ولنكتفي بالعودة لأرشيف قناة الجزيرة، والذي يحوي الكثير من الدعم الخرافي الذي كان حمد بن خليفه يقدمه للجماعات الإرهابية وعلى رأسهم تنظيم القاعدة، ناهيك عن تغريدات المقربين لتنظيم الحمدين، والتي قاموا بمسحها مؤخرًا، وتحمل دعمًا صريحًا لبن لادن والزرقاوي وغيرهم من الإرهابيين».

انفوجراف
إنفوجراف

اقرأ أيضًا: شريط الجزيرة المشبوه وشهادة وفاة داعش

يذكرأن الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب أعلنت قطع العلاقات مع قطر دبلوماسيًا وتجاريًا في 5 يونيو من عام 2017، إثر ثبوت دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، متجاهلة الوساطة الكويتية لحل أزمتها، ورافضة لقبول قائمة المطالب العربية التي من شأنها احتواء تلك الورطة القطرية، التي جاءت أبرزها في قطع العلاقات مع إيران، وطرد القاعدة العكسرية التركية من الدوحة، وإغلاق قناة الجزيرة، إلى جانب ضرورة توقفها عن دعم وتمويل الإرهاب وتسليم الهاربين من دولهم ممن يهددون الأمن القومي للمنطقة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق