لماذا يرفض ترامب اتهام روسيا بالتلاعب في انتخابات 2016؟.. كواليس من داخل البيت الأبيض

الخميس، 02 أغسطس 2018 01:00 م
لماذا يرفض ترامب اتهام روسيا بالتلاعب في انتخابات 2016؟.. كواليس من داخل البيت الأبيض
دونلد ترامب وفلاديمير بوتين- أرشيفية

يبدو أن أزمة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية (2016)، والذي استمر الحديث عنه طول الفترة الماضية، أصبح طي النسيان، فعلى الرغم من تصريحات دونالد ترامب التي قالها في روسيا بأنه لا حقيقة لتدخل روسيا في الانتخابات، وتكذيبه تلك التصريحات وتأكيده انه لم يقصد هذا الكلام، فقد بدأ «ترامب» يتخذ مواقف للتأكيد أن التدخل الروسي لم يكن حقيقة.

كما يبدو أن رجال الرئيس الأمريكي، أسبحوا يؤكدون على هذا الأمر، حيث قال مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) إن أجهزة المخابرات بالولايات المتحدة خلصت إلى أن التدخل الروسى لم يؤثر على نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، غير أن تصريحاته أثارت انتقاد البعض وبدا أن الوكالة نفسها تتنصل منها.

يأتي ذلك في أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكي، والتي طلب خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، من وزير العدل، جيف سيشنز، وضع حد للتحقيق بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

ويرى ترامب أن التحقيق يصطدم بتعارض مصالح لدى المدعي الخاص، روبرت مولر، كما يتلاعب به خصومه السياسيون. وطلب دونالد ترامب في تغريدة على "تويتر" من وزير العدل "وقف حملة الملاحقات المزيفة هذه حالا، قبل أن تلطخ بلادنا أكثر".
 
ويحقق مولر في تواطؤ محتمل بين موسكو وفريق ترامب الانتخابي في 2016، وغالبا ما يندد قطب العقارات السابق بالتحقيق خصوصا بعد توجيه الاتهام إلى 4 أشخاص من فريقه بشأن جنح ليست مرتبطة بشكل مباشر مع أي تواطؤ.
 
وبدأت محاكمة رئيس حملة ترامب السابق، بول مانافورت، الثلاثاء في ضاحية العاصمة واشنطن بشأن تهم بالاحتيال وتبييض الأموال. ومع إن الوقائع المنسوبة إليه تعود إلى ما قبل العام 2016، إلا أن مولر هو من كشفها.
 
وجدد ترامب من جهة أخرى، صباح الأربعاء، انتقاداته لمانافورت وكتب في تغريدة: "لقد عمل لدي لفترة قصيرة جدا ولماذا لم تقل لي الحكومة إنه يخضع للتحقيق؟ لا علاقة للاتهامات القديمة بالتواطؤ".
 
ويؤكد ترامب في هذه التغريدات بأنه بات يشن حملة مباشرة ضد مولر. إلا أن سيشنز لا يتمتع بالصلاحية للتدخل في التحقيق حول التواطؤ فقد كان مسؤولا ضمن حملة ترامب الانتخابية وانسحب من التحقيق وسلم صلاحيته في هذا الموضوع الى نائبه رود روزنستين.
 
كانت أجهزة المخابرات الأمريكية قد قالت فى يناير كانون الثانى إنها لم تجر تقييما بشكل أو بآخر على أثر الاختراق الإلكترونى الروسى والحملة الدعائية التى قامت بها موسكو، غير أن تقرير هذه الأجهزة نص على أن هدف روسيا كان محاولة تعزيز فرص فوز المرشح الجمهورى آنذاك دونالد ترامب.
 
وخلال حدث فى واشنطن أمس الخميس سئل بومبيو، العضو الجمهورى السابق فى الكونجرس وحليف ترامب، عما إذا كان بإمكانه الجزم بأن نتيجة الانتخابات لم تتأثر بالتدخل الروسى فأجاب "نعم. تقييم أجهزة المخابرات هو أن التدخل الروسى الذى حدث لم يؤثر على نتيجة الانتخابات".
 
غير أن هذه التصريحات قوبلت بالانتقاد من جانب آدم شيف الديمقراطى البارز فى لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكى الذى قال فى بيان "شعرت بخيبة أمل بالغة حين علمت أن مدير السي.آي.إيه بومبيو أكد أن أجهزة المخابرات خلصت إلى أن التدخل الروسى فى انتخاباتنا لم يؤثر على النتيجة. فى الواقع، أجهزة المخابرات لم تتوصل لمثل هذه النتيجة ولا يمكنها أن تفعل".
 
وأضاف "هذه ليست المرة الأولى التى يدلى فيها المدير بتصريحات تقلل من حجم ما اقترفه الروس، لكنها يجب أن تكون المرة الآخيرة". وأصدرت وكالة المخابرات المركزية لاحقا بيانا بدا أنه يحمل تراجعا عما قاله بومبيو.
 
وقال دين بويد مدير مكتب الشؤون العامة فى السي.آي.إيه "تقييم المخابرات فيما يتعلق بالتدخل الروسى فى الانتخابات لم يتغير، والمدير لم يقصد أن يوحى بهذا".
 
ونفت روسيا مرارا ما أعلنته وكالات المخابرات الأمريكية من أنها تدخلت فى الانتخابات، كما نفى ترامب أى تعاون فى هذا الصدد بين حملته والمسؤولين الروس.
 
وتجرى لجان فى مجلسى الشيوخ والنواب الأمريكيين تحقيقات فى الأمر وكذلك مستشار خاص هو مدير مكتب التحقيقات الاتحادى السابق روبرت مولر. وتلقى التحقيقات بظلال على رئاسة ترامب وخاصة بعد إقالته مدير المكتب جيمس كومى فى مايو أيار.
 
كان دميتري بيسكوف، المتحدث الصحفي للكرملين، دعا واشنطن، إلى الكف عن اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتدبير هجمات إلكترونية روسية على مواقع الإنترنت الأمريكية.
 
وقال بيسكوف، في تصريحات صحفية اليوم الجمعة، حسبما أفادت قناة «روسيا اليوم»، على واشنطن التوقف عن الحديث حول الهجمات الإلكترونية الروسية أو تقديم البراهين التي لديها بهذا الشأن.
 
بدوره، أشار يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين، رد بشكل واضح على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، موضحا أن بوتين وأوباما تطرقا إلى هذا الموضوع خلال حديثهما على هامش قمة G20 التي جرت في الصين في سبتمبر الماضي.
 
ولفت «أوشاكوف» إلى أن الجانب الروسي قام برد واضح في هذا الشأن، ربما لا يتماشى مع ما حاول أن يشرحه أوباما.
 
كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد أعلن أنه حذر الرئيس الروسي من أن واشنطن ستتخذ إجراءات ضد موسكو بسبب تدخلها في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق