78 مليون طفل فى العالم معرضون للوفاة.. كيف تقتل الأم طفلها بعد الولادة؟

الخميس، 02 أغسطس 2018 10:00 م
78 مليون طفل فى العالم معرضون للوفاة.. كيف تقتل الأم طفلها بعد الولادة؟
الرضاعة الطبيعية
محمد فرج أبو العلا

بدأ أمس الأسبوع العالمى للرضاعة الطبيعية تحت شعار «الرضاعة الطبيعية.. أساس لحياة أفضل»، والذى يمتد حتى السابع من أغسطس الجارى، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن 78 مليون طفل بما يعادل نحو 60% من المواليد، لا يرضعون طبيعياً، خاصة بعد الولادة مباشرة، ما يزيد من تعرضهم لخطر الموت أو الإصابة بالعديد من المرض.

 

وفى تقرير صادر عن اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، تبين أن معظم الأطفال الذين يتأخرون فى الرضاعة الطبيعية بعد الولادة يولدون فى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وأن احتمالات البقاء على قيد الحياة للأطفال الذين يرضعون طبيعيًا خلال الساعات الأولى من حياتهم تزيد عن غيرهم، بينما قد يتسبب التأخر عن إرضاع الطفل بالشكل الطبيعى من «لبن السرسوب» فى إصابة الطفل بالعديد من الأمراض التى تكون عواقبها وخيمة فيما بعد.

 

وأكد التقرير أن التلامس بين الأم والطفل أثناء الرضاعة من الثدى يعمل على تحفيز إنتاج «حليب الأم» والذى يعتبر «اللقاح الأول» للطفل، حيث يكون غنيا جداً بالعناصر المغذية، إلى جانب احتوائه على الأجسام المضادة لبعض الأمراض، لذلك قالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف: «عندما يتعلق الأمر ببدء الرضاعة الطبيعية، فالتوقيت هو العنصر الأهم، بل هو الفرق بين الموت أو الحياة».

 

وكشف تقرير منظمة الصحة العالمية، أن معدلات الرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى بعد الولادة هى الأعلى فى دول شرق وجنوب إفريقيا بنسبة تصل إلى 65%، ولكنها تعتبر الأدنى بدول شرق آسيا والمحيط الهادئ بنسبة تصل إلى 32%، حيث يتم إرضاع 9 من بين 10 أطفال فى «بوروندى، وسريلانكا، وفانواتو» فى الساعة الأولى بعد الولادة، بينما يتم إرضاع طفلين من بين كل 10 أطفال فى «أذربيجان، وتشاد، والجبل الأسود» خلال الساعات الأولى بعد الولادة.

 

«الرضاعة الطبيعية تمنح الأطفال أفضل بداية ممكنة فى الحياة.. علينا توسيع نطاق الدعم للأمهات بشكل عاجل، سواء من أفراد الأسرة أو العاملين بمجال الرعاية الصحية، أو أصحاب العمل أو الحكومات، كى يتمكن من منح أطفالهن البداية التى يستحقونها».. هذا ما قاله الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، مشيرا إلى أن كثير من أطفال العالم ينتظرون فترة طويلة بعد الولادة، لتلقى الرضاعة الطبيعية، لأسباب مختلفة.

 

ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية، إلى ارتفاع نسب تأخر الرضاعة الطبيعية بسبب عمليات الولادة القيصرية الاختيارية، موضحا ارتفاع معدلات العمليات القيصرية فى مصر إلى أكثر من الضعف خلال الفترة من 2005 إلى 2014، مؤكدا أن النسبة بلغت من 20% إلى 52% من مجموع الولادات، وأنه خلال نفس الفترة، تقلصت نسب البدء المبكر للرضاعة الطبيعية من 40% إلى 27%، حيث تلقى 19% فقط من الأطفال الذين ولدوا قيصريا الرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى بعد الولادة، مقارنة بـ39% من أطفال الولادات الطبيعية.

 

ونشرت «اليونيسيف» بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية إحصائيات وأرقام خطيرة فى هذا الصدد، منها أن الرضع الذين يحرمون نهائيًا من الرضاعة الطبيعية أكثر عرضة 7 مرات للوفاة نتيجة العدوى، مقارنة بالرضع الذين يحصلون على رضاعة طبيعية من الأم، وأوصتا الأمهات بالشروع فى الرضاعة الطبيعية بدءا من الساعة الأولى بعد الولادة حتى يبلغ الرضيع 6 أشهر من عمره، إلى جانب إضافة المكملات الغذائية بعد ذلك إلى الرضاعة الطبيعية حتى يبلغ الطفل عامين أو أكثر.

 

ووفقا لإحصائيات منظمة اليونيسيف العالمية، فإن كل عام يموت نحو 9 ملايين طفل قبل بلوغهم سن الخامسة، مشيرة إلى أن الرضاعة الطبيعية من أكثر الوسائل فعالية فى الحد من تلك الوفيات، لأن لبن الأم يمد الطفل بنصف احتياجاته من الطاقة أو أكثر خلال تلك الفترة، كما أنها تقى الأم أيضا من الإصابة بالعديد من الأمراض القاتلة مثل «السرطان».

 

تقرير منظمتى اليونيسيف والصحة العالمية يؤكد الأهمية الشديدة للرضاعة الطبيعية، ولذلك فإنه بالرغم من الألم الذى تتعرض له الأم أثناء عملية الولادة، إلا أنه يجب عليها إرضاع طفلها فور الولادة، لحمايته من الأمراض، حيث «حليب الأم» على العديد من العناصر الغذائية التى يحتاجها الطفل لتقوية جهازه المناعى، وتقليل فرص إصابته بالالتهابات المختلفة.

 

تعمل الرضاعة الطبيعية كما يؤكد الأطباء على تنظيم درجة حرارة جسم الطفل، إلى جانب انها تخلق بين الأم وطفلها علاقة نفسية قوية، كما أنه أثناء الرضاعة الطبيعية تفرز الأم هرمونا يساعد على انقباض الرحم، ويقلل كمية النزيف بعد الولادة، كما تقى الرضاعة الطبيعية الأم من خطر الإصابة بسرطان الثدى، كما تزيد من وزن المولود بشكل منتظم، وتقيه من نزلات البرد وعدوى الجهاز التنفسى، والنزلات المعوية، حيث إن «لبن السرسوب» يحتوى على الأجسام المضادة التى تعزز مناعة الطفل ضد الأمراض المختلفة.

 

ويؤكد الأطباء أيضا أن الرضاعة الطبيعية تحمى الأطفال من الإصابة بالالتهاب الرئوى خاصة فى الأشهر الأولى من عمر الطفل، كما تحميه من عدة أمراض أخرى مثل «التقزم، والسمنة، والسكر»، حيث تؤكد المعلومات والإحصائيات أن 16% من الأطفال الذين حرموا من الرضاعة الطبيعية يعانون من السمنة، وأن 8% منهم يعانون من الجزام، و27% يعانون من الأنيميا الحادة، كما أن جميع القوانين والاتفاقيات الدولية تحض على الرضاعة الطبيعية، خاصة فى ظل الارتفاع الباهظ لتكاليف الألبان الصناعية، والتى تتكلف ما يزيد على 40 بليون دولار سنويا.

 

هناك فوائد أخرى للرضاعة الطبيعية للأمهات والأطفال منها نمو الطفل بالشكل الصحيح والمثالى، وتمده بالإنزيمات والهرمونات، إلى جانب العناصر الغذائية التى تساعد الأطفال على تطوير نظام هضمى صحى، وتقلل خطر الإصابة بالأمراض المعدية والمزعجة مثل الإسهال وآلام المعدة، كما أنها تحمى الأم من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

 

اقرأ أيضا:

 

يعالج بالمضادات الحيوية.. كيف يؤثر صديد البول على الجماع ويسبب سرعة القذف؟

أخطر أنواع المخدرات على الأمن العام.. كيف يتحول متعاطى الـ«فلاكا» إلى مصاص دماء؟

مش كله تسالى.. لماذا صنفت «الصحة العالمية» إدمان ألعاب الفيديو اضطرابا عقليا؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق