المرأة ممنوعة من النظافة بأمر «المقدس».. نقيب الزبالين: «علشان تدخل دايرتنا لازمك فيزا وتأشيرة»

الأحد، 05 أغسطس 2018 03:00 م
المرأة ممنوعة من النظافة بأمر «المقدس».. نقيب الزبالين: «علشان تدخل دايرتنا لازمك فيزا وتأشيرة»
نقيب الزبالين في القاهرة الكبرى، شحاتة المقدس و جامعى القمامة

النظافة من الإيمان، ومن الأمن القومي أيضا. وإذا كنا نقر بأهمية هذه المهنة ودورها الحيوي، فمن الغريب أن يرفض أبرز مسؤول عنها عمل المرأة في المجال بدعوى أنهم «صعايدة».
 
في حديثه عن الأمر يقول نقيب الزبالين في القاهرة الكبرى، شحاتة المقدس، إن نقابة جامعي القمامة ليست كأي نقابة، وليست أقل من أي نقابة، إذ إنها «مهنة أمن قومي»، مشيرًا إلى أن النقابة لديها شروط لالتحاق أي شخص بالمهنة، وبطاقة عضويتها لا تُستخرج بسهولة، متابعًا: «عددنا 3 ملايين زبال وكلنا عارفين».
 
 
 

مش عمال نظافة
 
في تصريحات صحفية، أكد المقدس أن مهنة جامعى القمامة أو «الزبالين»، تختلف كثيرا عن عمال النظافة، حيث يتبع العمال المتواجدين في الشوارع هيئات النظافة في المحافظات، وليسوا أعضاء بالنقابة.
 
طبيعة عمل عمال النظافة - من وجهة نظر المقدس - كناسين، وأغلبهم يلجئون إلى «الشحاذة» والتسول من المواطنين، ما أساء لسمعة الزبالين، الذين يحاولون بشكل دائم إثبات عضويتهم للنقابة الرسمية. عكس مهنتنا التي تعد «أمنا قوميا» نظرا لمسئوليتهم عن جمع القمامة من المنشآت السكنية والمدارس والفنادق والمستشفيات وجميع مؤسسات الدولة من مديريات ووزارات.
 
يقول: «قبل السماح للعضو بالحصول على الكارنيه، لابد من التأكد من هويته، وبالتالى لا نقبل عمل أي شخص لا نعرفه، ولا يعمل بجمع القمامة، حيث يتم إجراء اجتماع شهرى بمقر النقابة، لدراسة طلبات الحصول على العضوية»، مشددا: «محدش يشغل حد ميعرفوش»، لضمان عدم انضمام أحد أعضاء الجماعات الإرهابية للنقابة، موضحا أن رسم الاشتراك فقط 80 جنيها سنويا.
 
 
 
للزبالين بالمنشآت الحيوية مواصفات خاصة حددها المقدس، يوضح: لا يوجد مواصفات محددة لجامع القمامة المعنى بالعمل فى الفنادق والوزارات، والمنشآت الحيوية والهامة، لكن ذلك يحتاج فقط التأكد من تسجيل المتعهد فى النقابة وحصولهم على التراخيص كاملة، وإبرام عقود مع إدارة الفندق أو المنشأة، ويتم التأكيد عليه بشكل دورى أن أى مخالفات تحدث هو المسئول عنها وغير مسموح له بتشغيل عمالة من خارج المهنة، وفي حال حدوث أى تغيير فى بيانات أحد العمالة لابد أن يخطر النقابة، ويلتزم بإحضار صور بطاقته للتحرى عن هويته.
 
مهنتنا بالوراثة، يضيف نقيب الزبالين: «أنا اتولدت لاقيت أبويا وجدى زبالين، تركوا بلدهم وتوجهوا للقاهرة فى 1948، كانوا بيجمعوا القمامة في السيارات الكارو بالحمار، وكانت الشقة وقتها بمليم أحمر، ومكنش فى تكنولوجيا ولا إعادة تدوير، كان يتم بيع القمامة لمستوقدات الفول للتخلص منها».
 
 
 
وحول انضمام المرأة بنقابة جامعي القمامة، يرى المقدس أنه ليس من حقهن الانضمام للنقابة أو العمل بتلك المهنة: «إحنا عصبيات زي الأرياف بالضبط، ومفيش ستات معهن عضوية، إحنا صعايدة ولم نتخل عن أجواء المجتمع الريفى الذى جئنا منه، فالست ست، والراجل راجل».
 
ولم يسبق للنقابة أن اتخذت قرارًا بشطب أحد أعضائها، منذ بدأت عملها رسميا وإشهارها لدى وزارة القوى العاملة، وتسجيلها باتحاد نقابات عمال مصر، فى  2013، يصف المقدس أبناء مهنته بـ«الغلابة»، يتابع: النقابة تقدم خدمات لأعضائها مثل سائر النقابات، حيث تواصلت مع التأمين الصحى، وتساهم بثلث تكلفة العلاج للعضو، بخلاف الخدمات التى يتم تقديمها لهم اعتمادا على علاقات أعضاء النقابة.
 
 
وتابع: خلال فترة وجود الشركات الأجنبية فى القاهرة، أدى ذلك إلى تراجع دور النقابة، حيث كانت تسمح لغير أعضاء النقابة بالعمل، لكن حاليا أى زبال هيئة النظافة فى المحافظات تشترط عليه الرجوع للنقابة، خاصة أن هناك سماسرة يستفيدون من إدخال عمالة بأشكال غير رسمية، وبالتالى يأتى كل من يرغب العمل كزبال للنقابة للحصول على الكارنية.
 
وانتهى: «النقابة لا تصرف معاشات، ومحدش بيخرج على المعاش لأننا أعمال حرة، وطول ما ربنا مدينا الصحة بنشتغل، ونعمل كخلية نحل، فالزبالة أكسبت أجسامنا مناعة، فأنا ولدت ووجدت والدى زبال بإمبابة، ووجدت نفسى فى أسرة الأم وأخواتى البنات يعملون فى فرز القمامة، وبالتالى اختلط بشكل دائم بالميكروبات الصادرة من القمامة مما أكسبت جسمى مناعة، تساعدنى فى تحمل طبيعة العمل، وأصبحت سد منيع ضد أى أمراض».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق