أجمل يوم في حياة الرئيس السيسي

الأحد، 05 أغسطس 2018 05:35 م
أجمل يوم في حياة الرئيس السيسي
تامر إمام يكتب:

 
 
«والله النهاردة من أجمل أيام حياتي».. بهذه الجملة بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته بالمؤتمر والمعرض الدولي السابع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وفي الحقيقة فإن قصص النجاح التي استعرضها مجموعة من ذوي الإعاقة كانت مثارا للفخر والسعادة، هل هؤلاء حقا هم من نفذوا تلك الابتكارات؟ وهل الابتسامة التي تعلو وجوههم هي حقا ابتسامة رضا وفخر؟ وهل هناك جهات في الدولة تقوم برعاية تلك الفئة على غرار ما تقوم به وزارة الاتصالات؟
 
 
أسئلة عديدة دارت في ذهني، وشعرت بكل ثقة أن الإجابة نعم، فذوي الإعاقة لديهم قدرات خارقة – سبحان الله- تمكنهم من تحقيق المعجزات، ودائما ما تجد على وجوههم ابتسامة تحمل معاني الرضا بقضاء الله والفخر بما حققوه برغم إعاقتهم، وهناك عدة جهات أخرى تقدم الدعم لذوي الإعاقة.
 
 
مع هذه الثقة كانت لديّ ملاحظتين: الملاحظة الأولى، حينما قام أحد المعاقين الحاضرون داخل المؤتمر، ليقول للرئيس إن «الحكومة مش بتعمل حسابنا في الدمج داخل المجتمع»، ويتطرق آخر إلى عدم التزام الجهات الحكومية والخاصة بتعيين 5% من ذوي الإعاقة وفقا للدستور، ومواطن ثالث يطلب من الرئيس توجيه الحكومة لزيادة المخصصات المالية الخاصة بذوي الإعاقة.
 
 
الرئيس استقبل مطالبهم بصدر رحب، وملاحظتي هي أين الوزراء والمسؤولين من تحقيق تلك المطالب؟ لن أتحدث هنا عن حقوق فئة ذوي الإعاقة سواء بتوفير فرص عمل لهم أو توفير مخصصات مالية ضخمة لرعايتهم أو غير ذلك من المطالب، ولكني سأتحدث عن أمر بسيط أراه معنويا أكثر منه ماديا، هل تلاحظون أن المباني الحكومية العامة بل والخاصة لا تلتزم حتى بتوفير أماكن مخصصة لصعود وهبوط الكراسي المتحركة الخاصة بذوي الإعاقة، وشتان الفارق بين مصر وأي دولة أخرى في تلك النقطة، أكاد أجزم أن أي دولة أجنبية قمت بزيارتها أجد ما لا يقل عن 90% من المباني مجهزة بشكل يسمح لذوي الإعاقة بالتحرك بسهولة وآمان داخل المباني دون أن يشعروا بأنهم عبء على أحد، العامل النفسي هام جدا وله أثر كبير على ذوي الإعاقة.
 
 
الملاحظة الثانية عبارة عن موقف حدث مع والدتي، وهي تعمل مشرفة توجيه اجتماعي بإحدى مدارس ذوي الإعاقة، حيث تعكف على حل مشكلات الطلاب وتوفير الدعم اللازم لهم من خلال تقديم طلبات رسمية لرجال الأعمال الراغبين في التبرع لصالح المدرسة، وفي ذات مرة كانت تخطط لعمل رحلة مدرسية للطلاب المعاقين - وقد لا يدرك بعضكم مدى السعادة التي يشعر بها هؤلاء الطلاب خلال الرحلات الترفيهية – فتوجهت إلى رجل أعمال شهير يمتلك سلسلة من المدارس لتطلب منه توفير أتوبيس واحد من الأسطول الذي يمتلكه، على أن يقوم هذا الأتوبيس بنقل الطلاب من المدرسة إلى مكان الرحلة ثم العودة إلى مقر المدرسة في نهاية اليوم، وكان الرد صادما حينما رفض الرجل هذا الأمر، بالمناسبة رجل الأعمال الذي أتحدث عنه كان وزيرا وعضوا بمجلس إدارة أحد أكبر الأندية الرياضية داخل مصر.
 
 
أؤكد مجددا أنني لا أطالب بدعم مادي، سواء من الدولة أو من القطاع الخاص أو من رجال الأعمال، ولكنن أطالب بالدعم النفسي والمعنوي، فهو من أكثر الأمور التي يبحث عنها ذوي الإعاقة، ولدي يقين بأن ذوي القلوب الرحيمة مازالوا قادرين على إدخال البهجة والسعادة على نفوس ذوي الإعاقة.

رسائل قصيرة
 
* نجاح شركة هواوي الصينية في الوصول للمرتبة الثانية من حيث حجم الشحنات التي تم بيعها عالميا خلال شهر يوليو الماضي، وتجاوزها شركة أبل الأمريكية، يؤكد أن خريطة الهواتف تتغير بشكل سريع، فأتذكر قبل عدة أعوام حينما كانت نوكيا تسيطر على الصدارة، لكنها تراجعت وانتهت تماما لتقوم مايكروسوفت بشرائها ثم بيعها بعد ذلك إلى HMD ، وبعد ذلك سيطرت أبل بقوة لعدة أعوام، إلى أن صعدت سامسونج ونجحت في تخطي أبل لتسيطر على الصدارة، والآن نرى شركات صينية مثل هواوي وأوبو وشاومي يسيرون بخطى سريعة نحو السيطرة على مبيعات الهواتف في محاولات جادة للحاق بسامسونج. الوصول للصدارة أمر صعب، ولكن الأصعب هو الحفاظ عليها.
 
 
* قرار البرلمان بالموافقة على فرض ضرائب على إعلانات فيسبوك وجوجل أعتقد أنه عادل تماما، وسيكون طوق النجاة للمواقع الإلكترونية التي تقلصت فرصها في الحصول على حصتها الإعلانية العادلة، ولكني أتعجب بشدة من عدم الكشف عن ملامح وآليات تحصيل تلك الضرائب!، هل تفعلها الحكومة وتنجح في تحصيل الضرائب من الشركات العالمية؟ مع الوضع في الاعتبار أن تلك الشركات لا تقوم بسداد ضرائب داخل جميع الدول التي تعمل بها.
 
 
 
* دون الخوض في أسباب ودون سرد وقائع حقيقية ودون الإفصاح عن معلومات أعرفها وتأكدت منها بالفعل، سأكتفي فقط بأن أقول «منظومة النقل التشاركي في مصر تحتاج لإعادة تقييم». ياريت أوبر وكريم يهتموا شوية بتحليل مئات أو آلاف المشاكل التي تصل إليهم يوميا، والوصول إلى نتائج إيجابية قبل فوات الآوان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق