حماة الإيمان بين اتهامات التشدد ومحاولات الانقلاب.. لماذا يتملص الأقباط من الرابطة؟

الخميس، 09 أغسطس 2018 02:00 م
حماة الإيمان بين اتهامات التشدد ومحاولات الانقلاب.. لماذا يتملص الأقباط من الرابطة؟
الكنيسة - لوجو حماة الإيمان

تحولات كبيرة تمر بها المؤسسة الكنسية منذ وصول البابا تواضروس الثاني إلى الكرسي الباباوي، تلك التحولات التي يؤمن بها البابا نفسه في ضرورة التجديد داخل الكنيسة، إلا أنها اتخذت مسارات أخرى بظهور ما يسمى بحماة الإيمان.

ارتبط اسم "حماة الإيمان" دائما في الكنيسة الأرثوذكسية بالفتن والشائعات والتشدد، صاحبتها انتقادات واسعة من الأقباط أنفسهم وتوجيه الاتهامات لمؤسسي الرابطة الأكثر نشاطا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ببياناتها وأعضائها، تتعلق بمحاولات السعي لانقلاب الشعب القبطي على البابا تواضروس بداية من واقعة نشر فيديوهات تزعم بتزوير الانتخابات البابوية والقرع الهيكلية أواخر 2017.

البابا تواضروس الثاني
 

فيديوهات رابطة حماة الإيمان أثارت حفيظة كثيرين من الأقباط، حتى إن بعض أعضاء الرابطة نفسها انشقوا عنها بعد هجومها على الكنيسة، وفي نوفمبر 2017 خرج سامي زقزوق المقرب من مؤسس الرابطة مينا أسعد وهاجمهم بضراوة "إنها جماعة منافقة تعشق الشهرة والشو الإعلامي".

ما يحدث في الكواليس كان أعضم عندما كشفت "زقزوق" أنه كان يخدم داخل رابطة حماة الإيمان عبر صفحات البالتوك على شبكة الإنترنت، وبعد زيارات بينهم، عرض مينا أسعد مخططا شبيها بالجماعة القبطية التي اختطفت الأنبا يوساب الثانى البطريرك الـ 115، وفقا لما قاله زقزوق.

تصريحات زقزوق جاءت على خلفية أزمة الاعتراف بمعمودية الكاثوليك داخل الكنيسة، بعدما نقل عن المنسق الإعلامي لرابطة حماة الإيمان قوله "إن البابا تواضروس سوف يعترف بمعمودية الكاثوليك بعد أن وقع وثيقة مع بابا الرومان "الفاتيكان"، وسوف نحشد المواطنين عبر جروب على موقع التواصل الاجتماعي معني بالشأن الكنسي وأن البنرات جاهزة وأنهم ينتظرون ساعة الصفر للتظاهر ضد البابا".

وزاد تحذير زقزوق من أن جورج المنسق الإعلامي للرابطة أخبره بأن مصدره حول اعتزام البابا بالاعتراف بمعمودية الكاثوليك "عمة كبيرة ــ أسقفا أو مطرانا "، وأن مينا أسعد سوف يزوره خلال أيام ليوضح التحركات، إلا أن المجمع المقدس لم يتطرق إلى الاعتراف بمعمودية الكاثوليك، وأفصح "زقزوق" عن أنه تلقى تهديدات من رابطة حماة الإيمان بعد أن كشف حقيقتها.

منهج مينا أسعد والذي أعلنه في غير مناسبة يقوم على أن من يدعى أنه قائد لحركة إصلاح لابد أن يثبت أولا أن هناك فسادا يحتاج إلى إصلاح، دون التطرق إلى تفسير مفهوم الفساد لديه أو لدى رابطته، لكن يبدو أن تحركات ومنشورات أعضاء الرابطة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أظهرت أن "الفساد داخل الكنيسة وعلينا القضاء عليه بداية من الرأس".

كشف الستار

الكنيسة
 

في يوليو 2015، اشتعلت حرب بين الحركات القبطية أعقاب أزمة مناقشة قانون الأحوال الشخصية الموحد، تبعتها بيانات باتهامات متبادلة بين أطرافها، حيث اتهمت رابطة أقباط 38 المطالبة بحق التطليق والزواج الثانى للأقباط، حركة حماة الإيمان الأرثوذكسية بأنها مدعومة من قبل 3 أساقفة كبار بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، واصفة إياها بأنها شبة حركة "الأمة القبطية" التى عزلت البابا يوساب عقب ثورة 1952.

وقالت رابطة أقباط 38، إن حركة حماه الإيمان الأرثوذكسية هم الامتداد التاريخى لرابطة الأمة القبطية، والتى عاصرت البابا يوساب الثانى من أعظم بابوات الكنيسة ولكنه أخطأ حينما قدم الاعتراف والدعم اللوجستى لجماعة الأمة القبطية، حيث انتهنت إلى عكس ما بدأت حيث بدأت حركة دينية واكتسبت شرعيتها كجمعية خيرية عقب ثورة يونيو عام 1952 وسرعان ما تكشفت نواياها أو تغبرت أهدافها أو تكونت خلايا سرية برئاسة بعض قيادتها كانت تعمل لصالح مراكز القوى بالمجمع المقدس وأصبحت أكثر خطورة على النظام العام.

وتابعت الرابطة فى بيان لها: "نظرا لعدم استقرار الحكم فى مصر وللخلافات الحاصلة بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر وانشغال الأخير بمحاربة جماعة الإخوان المسلمين وأيضا الخلاف الحاصل بين البابا والمجمع المقدس من ناحية والمجلس الملى والمجمع من ناحية أخرى، كانت الترتيب لجريمة اختطاف البابا وإجباره على التنازل عن البطريركية لصالح مطران المنيا على غرار الضباط الأحرار، إلا أن الرئيس جمال عبد الناصر حسم هذا الخلاف بالانتصار للمشروعية وصحيح الإنجيل وأصدر القانون 462 لسنة 1955 بتوحيد القضاء وأنشأ المحاكم الوطنية ودوائر ملية للمسيحيين بمحاكم استئناف الأسرة امتثالا لرغبة بعض القيادات الكنسية فى الانتزاع التدرجى لاختصاص القضاء أو السيطرة على استقلاليته بتوجيه أحكامه من خلال لجان المجلس الإكليريكى غير الدستورية والتى تقف مانعا حائلا ضد حق اللجوء للقضاء رغبة فى السيطرة.

حماة الإيمان ومراكز القوى

وتابعت الرابطة، فى العصر الحالى استخدمت مراكز القوى بالكنيسة من يطلقون على أنفسهم حماة الإيمان والذين تواجدوا على الأرض دعما من ثلاثة أساقفة وكاهن حصل على درجة الأستاذية فى اللاهوت ومعروف بمولاته لحزب سياسى رفض تأسيسه وكذلك بعض الساعين قى الظهور الوهمى كمؤيدين للكنسية طمعا فى مكاسب مادية أو أدبية أو سياسية أو فى الشهرة والمجد الباطل حيث ظهروا كدارسين ومدافعين على القيادات الكنسية عن طريق موقع إلكترونى والظهور متحدثهم الرسمى فى بعض وسائل الإعلام محاربين البابا فيما يخص الميرون ووحدة الطوائف والإصلاح فى الأحوال الشخصية.


وأردفت الحركة: "قد أبرمنا معهم وثيقة توافقية فى الأحوال الشخصية إلا أننا لم نجد منهم سوى عدم الالتزام والمخالفة وتمادوا فى تحقيق الاجندة المكشوفة للظهور شكلا كحماه العقيدة وجوهرهم كله تشويها للعقيدة وعداء للبابا واستفزازا لمنكوبى الأحوال الشخصية، فرحين بسيل التحول للإسلام والإكراه المعنوى على الزنى والقتل وضياع الحقوق والحريات المشروعة والتى أعترف بها البابا تواضروس والأنبا باخوميوس مطران البحيرة.

معارك طائفية

مينا أسعد
مينا أسعد

أعقاب استعداد البابا تواضروس الثاني إلى السفر للفاتيكان للمشاركة في اجتماع صلاة مع البابا فرانسيسي وبطاركة الشرق من أجل السلام في العالم، خاض أعضاء رابطة "حماة الإيمان"، التي تقوم في الأساس كما أظهروا على فكر أصولي أرثوذكسي، معارك طائفية، ومن هذا القبيل جاءت حملتهم تحت عنوان: "هل الكاثوليكية الحالية كنيسة رسولية؟ أي تم تأسيسها على يد واحد من رسل السيد المسيح وهل استمرت على تعاليم رسل المسيح؟".

وأجابت الرابطة رغم أنهم - أى الكاثوليك - ينادون بهذا ويصفون أنفسهم بالرسولية إلا أن المناداة باستقامة التعليم الشخصى لم يكن أبدًا هو المحك أو المقياس، فكم من منحرف عن التعليم السليم نادى بأرثوذكسيته واتباعه لآباء الكنيسة، مثل صاحب البدع الشهير أريوس.. الذى كان يدعى صحة تعاليمه وهو على العكس مرفوض من الكنيسة.

مسائل ومعارك من هذا القبيل قادتها رابطة حماة الإيمان، تردد اسمها وصداها على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتبط دائما بمسائل مثارة تحمل وراءها أهداف أخرى تكون خلف الكواليس وقت قصير، قبل أنت خرج رابطة أخرى أو عضو منشق من أعضائها لكشف "المخطط"، على حد وصفهم، لكن الأكيد أن تلك الرابطة لم يرض عنها أقباط كثيرون ولا الروابط المسيحية الأخرى، قبل أعضاء بارزين من الكنيسة نفسها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق