أنقرة تخالف تعهداتها مع موسكو بشأن سوريا.. هل تشعل "إدلب" حربا بين تركيا وروسيا؟

الجمعة، 17 أغسطس 2018 10:00 ص
أنقرة تخالف تعهداتها مع موسكو بشأن سوريا.. هل تشعل "إدلب" حربا بين تركيا وروسيا؟
سوريا
كتب أحمد عرفة

بعد أيام قليلة من الاتفاق الذي أبرمته تركيا مع روسيا، بشأن مدينة إدلب، وضرورة السماح للجيش السوري بتطهير المدينة من المجموعات الإرهابية، سارعت أنقرة بمخالفة تعهدتها، لتعلن من جديد أنها ستدافع عن تلك المجموعات الإرهابية ضد أي اقتحام للمدينة السورية.

 

الخطوة التي أقدمت عليها تركيا، من شأنها أن تدفع روسيا للهجوم على أنقرة عبر خطوات أو تصريحات شديدة اللهجة، م شأنها توتر العلاقات بينهما، خاصة في ظل المساعي التي تقوم بها موسكو لتمكين الجيش  السوري من تحرير جميع الأراضي السورية من الجماعات الإرهابية.

 

يأتي هذا في الوقت الذي لاتزال فيه أزمة اللائجين السوريين تثير اهتمام المجتمع الدولي، وهو ما اتضح من خلال اللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.

 

وذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أنه بعد يوم واحد من إعلان مصدر عسكري سوري عن فتح معبر أبو الظهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي أمام المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية في إدلب باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية، صدر قرار من تركيا بإلغاء افتتاح المعبر، موضحة أنه لا توجد أية معلومات عن سبب إلغاء افتتاح المعبر، ولكن القرار جاء بعد اجتماع استدعى إليه الضباط الأتراك في نقطة مراقبة خفض التصعيد التركية بمحيط مدينة مورك شمالي حماة، وقادة المجموعات الإرهابية من ريفي حماة وإدلب، وأمرهم بملازمة المدنيين لمنازلهم وعدم الخروج باتجاه المعبر، وعدم الالتفات إلى ما تروج له السلطات السورية عن عملية عسكرية وشيكة لتحرير إدلب، زاعمين أن تركيا ستقوم بمنع إطلاق أي عملية عسكرية من هذا النوع باتجاه المحافظة.

 

وأوضحت الوكالة الروسية، أن أحد الذين حضروا الاجتماع، سأل الضباط الأتراك عن تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، حيث أعلنت تركيا القبول بعملية الجيش السوري العسكرية في إدلب، مشيرة إلى أن الضباط الأتراك أكدوا على أن تلك التصريحات بنيت على خطأ في الترجمة، وأن الجيش التركي لن يسمح بتقدم الجيش السوري بالمنطقة، والقوات التركية ستحمي جميع المناطق في إدلب، بما فيها مناطق سيطرة تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" و"حراس الدين" الذي يتبع مباشرة لتنظيم القاعدة في أفغانستان، ولن يتم السماح بأي اقتحام بري لإدلب بحجة وجود إرهابيين، وطلب من نظيره الروسي تحديد من هم الإرهابيون ليتم التعامل معهم من قبل تركيا.

 

وأشارت الوكالة الروسية، إلى أن قرار إلغاء افتتاح المعبر جاء بعد ورود معلومات تشير إلى إعطاء الضوء الأخضر لتنظيمي النصرة وداعش لاستهداف المعبر بعمليات انتحارية ما يصعد خطر افتتاحه بشكل كبير على الأهالي المدنيين والمؤسسات الإنسانية التي ستكون باستقبالهم، وتعهد الضباط الأتراك بحماية النصرة وداعش يختزن إشارات واضحة إلى ضرورة قيامهما بكل ما يتطلب لمنع وصول المدنيين إلى المعبر بما في ذلك القتل والتفجيرات كما حدث في عدة حالات مشابهة في السابق.

 

كما نقلت الوكالة الروسية، عن المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الأمريكية، تأكيده أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ناقشا في واشنطن عملية التسوية السياسية في سوريا، وعودة اللاجئين ،بجانب تشكيل لجنة صياغة الدستور، حيث اتفق على إنه يجب على جميع الأطراف المضي قدما بالمسار السياسي، وأي نقاش حول مسألة إعادة البناء هو سابق لأوانه في ظل غياب الحل السياسي، وضرورة منع ظهور أزمة إنسانية في إدلب.

 

المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الأمريكية، أشار إلى أن مايك بومبيو أكد أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم عودة اللاجئين إلى سوريا، فينبغي أن يحدث ذلك فقط عندما تكون الظروف في سوريا آمنة بما فيه الكفاية، وينبغي أن يتم ذلك بمشاركة مؤسسات الأمم المتحدة ذات الصلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق