من اغتيال عبد الناصر إلى رابعة المسلح.. أغسطس الأسود يحكي تاريخ الإخوان الإرهابي

السبت، 18 أغسطس 2018 09:00 م
من اغتيال عبد الناصر إلى رابعة المسلح.. أغسطس الأسود يحكي تاريخ الإخوان الإرهابي

تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية حافل بالجرائم والعنف والأعمال المهددة لسلطة الدولة والمخططة لتخريب مؤسساتها، فـ 18 أغسطس 1965 كان شاهدًا على جرم هذه الجماعة في حق البلد وخيانتهم للوطن، حيث أجرى فيه علي عشماوي وهو أحد قادة التنظيم الخاص للإخوان في تلك الفترة اتصالا بأفراد تنظيم الإخوان للفرار إلى الإسكندرية لاغتيال الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر وبعض المسئولين بالدولة في ذلك الوقت قبل ان تلقى الجماعة القبض عليهم واعتقالهم دون تنفيذ مخططهم في حين إذا نظرنا لشهر اغسطس بصفة عامة للجماعة سنلاقيه شاهد على جرائم الإخوان والعمليات الإرهابية التي نفذتها الجماعة لتهديد هذا الوطن ومنها ما تم تنفيذه في اعتصامي رابعة والنهضة لإدخال البلاد في حالة فوضى عارمة.

 

يروى سيد قطب في وثيقته «لماذا أعدموني» المنشورة في كتاب «سيد قطب- الخطاب والأيدلوجيا» ، أنه قبل عام من هذا التاريخ في 1964، بعد خروجه من السجن بعفو صحي والذي كان يقضيه بتهمة محاولة اغتيال جماعة الإخوان لجمال عبد الناصر في ميدان المنشية عام 1954، زاره مجموعة شباب وهم، عبد الفتاح إسماعيل، على العشماوى، أحمد عبد المجيد، وآخرون عرضوا عليه قيادة تنظيما يرجع تاريخ العمل فيه إلى حوالي أربع سنوات أو أكثر.

 

وأكد سيد قطب في وثيقته أن هذه المجموعة ظلت تبحث عن قيادة لهم من الكبار المجربين في الجماعة، ويريدونني تولى المسئولية لاسيما بعد قراءة كتاباتي وسماع أحاديثي، مضيفًا «قطب» أنه بعد تفكير ومناقشات قبل المهمة، وبمقتضى ذلك، فإن التنظيم الذي سيتم الكشف عنه فيما بعد يعرف باسم «تنظيم 1965»، أصبح قطب قائده.

 

وفقًا لقطب وضع هذا التنظيم خططًا لعمليات إرهابية للرد على وقوع اعتقالات لأعضائه وإزالة رؤوس في مقدمتها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومدير المخابرات ومدير البوليس الحربي ومدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر، ومن ثم التخطيط لنسف بعض المنشآت التي تشل حركة مواصلات القاهرة لضمان عدم تتبع بقية الإخوان فيها.

 

وفي تبرير غريب للإرهاب الذي مارسه جماعة الإخوان في ذلك الوقت، استثنى قطب ومجموعته في وضع خريطة عملياته الإرهابية نسف الكباري والجسور وتدمير القناطر الخيرية، في حين اكتفوا بأقل قدر ممكن من تدمير بعض المنشآت في القاهرة لشل حركة الأجهزة الحكومية عن المتابعة بحسب وصفهم «إذ هذا وحدة الهدف من الخطة».

 

وقال على العشماوي في تعليقه على استبعاد المجموعة نسف الكباري والجسور: «ألا يخشى أن نكون في حالة تدمير القناطر والجسور والكبارى مساعدين على تنفيذ المخططات الصهيونية من حيث لا ندرى ولا نريد، ونبهتنا هذه الملاحظة إلى خطورة العملية فقررنا استبعادها»، ولكن في نفس الوقت قرروا الإقدام على تدمير منشآت أخرى وكأن هذا الأمر لا يعد تنفيذًا لمخططات صهيونية في مبرر غريب للإقدام على عمليات إرهابية أكثر سفكا للدماء دائمًا ما يضحك به القيادات على المغرر بهم والمضحوك عليهم من الشباب.

 

يذكر «قطب» : «لم يتعد كل هذا التفكير النظري، لأن الإمكانيات الفعلية للعمل على هذه الخطة لم تكن متواجدة إلى آخر لحظة قبل اعتقالنا ، وكانت تعليماتى للمجموعة ألا يقدموا على أي شيء إلا إذا كانت لديهم الإمكانيات الواسعة، إلا أن اللواء فؤاد علام ذكر في مذكراته «الإخوان وأنا»، أن أحد المهندسين قام بوضع مشروع لنسف الكباري حدد فيه نقط الارتكاز، كما أعد مشروعا لجهاز تفجير المفرقعات باللاسلكي.

 

وأضاف فؤاد علام في مذكراته أن التنظيم تمكن من جمع مجموعة من الأسلحة المختلفة والمسدسات والمدافع والخناجر، كما جمع مجموعة من المفرقعات، وأعد بعض المواد الناسفة، وضبط بمسكن محمد عبد المعطى الجزار المعيد بمؤسسة الطاقة الذرية وأحد أعضاء التنظيم مجموعة من المفرقعات والأسلحة ثبت من تقرير خبير المفرقعات أنها عبارة عن قنابل إيطالية وقنابل يدوية دفاعية وقوالب «ت.ن.ت» وأصابع جلجانيت ومفجرات كهربائية ومفجرات طرقية، وبرطمانات معبأة بمادة صفراء شديدة الانفجار لا تقل شدتها وحساسيتها عن مادة «ت.ن.ت» بكل منها إصبع من مادة مفرقع البلاستيك 808، وأن جميع هذه المفرقعات تستخدم في القتل والنسف وتدمير المنشآت والكبارى والخزانات وخطوط السكك الحديدية ومحطات الكهرباء، وقرر أحد أعضاء التنظيم، وهو طيار بشركة الطيران العربية، أن على عشماوى كلفه بشراء كاتم صوت أثناء وجوده بالخارج لحاجة التنظيم إليه».

 

وفي شهر مايو 1965 أعد التنظيم عدته، حيث أكد «علام» أن التنظيم قرر القيام بعملياته، حيث عاين أفراد التنظيم مجمع التليفونات بشارع رمسيس، كما قام بمعاينة سنترال العباسية، وقدموا تقريرًا عن شكل الحراسة وعدد الطوابق، كما قاموا بمعاينة منشأت أخرى وكباري، كما قدموا رسوما تخطيطية لها حددوا فيها نقط الارتكازات، وقام أحد الطيارين بمعاينة مطار القاهرة الدولى، وعمل رسم تخطيطي له أوضح به مساحة المطار وممراته والمنشآت الموجودة به، خاصة أماكن محطات توليد الكهرباء والاتصالات التليفونية وبرج المراقبة، وأجهزة توجيه الطائرات وأجهزة اللاسلكى، وتمت معاينة ثانية رافق فيها أحد المهندسين من أعضاء التنظيم.

 

وأضاف علام أنه في يوم 18 أغسطس اتصل على عشماوي ببعض أفراد التنظيم، واتفق معهم على الفرار إلى الإسكندرية للقيام بعملية اغتيالات للمسئولين ومنهم رئيس الجمهورية «جمال عبد الناصر» عند عودته من مؤتمر جدة بالسعودية، ولكن الله كان من ورائهم محيط، فقد تم القبض عليهم جميعا، وحال ذلك دون تنفيذ ما يبيتون.

 

ولم يكن 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق