بعد انتهاء خدمته.. هل كان جون كاسن سفيرا أم جاسوسا؟

السبت، 25 أغسطس 2018 04:00 ص
بعد انتهاء خدمته.. هل كان جون كاسن سفيرا أم جاسوسا؟
السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسن
محمد الشرقاوي

«المثير للجدل»، أو «دبلوماسي تويتر»، بمظهر بعيد عن الرسمية، وبمنشورات ساخرة أحيانا وأخرى كروية، سجل السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسن - المنقضية خدمته - حالة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين الثناء على تصرفاته وبين الدعوة لأن يحذو كافة الدبلوماسيين حذوه.

مع نهاية أغسطس الجاري تنتهي خدمة السفير البريطاني، أعلن كاسن في مؤتمر صحفي انتهاء فترة خدمته بالقاهرة، وعودته مرة أخرى إلى لندن لبدء مهام جديدة، معربا عن فخره بأنه بدأ حوارًا من نوع جديد مع الشعب وليس فقط النخبة.

قال في مؤتمره «أقول للسفير البريطاني لابد أن يذهب للأماكن التي يوجد بها المصريين والاستماع لهم ويفهم رؤيتهم حول كيفية مساعدة بريطانيا لمصر، ولا يمكن ترك كل شيء للحكومات». رسالة كاسن تتعارض مع الأعراف الدبلوماسية في عدم التقيد بالملابس الرسمية وتناول الإفطار على عربات الفول، لكنها فتحت الباب حول تساؤلات حول مهامه بالتحديد.

4 سنوات كانت مدة «كاسن» في القاهرة بدأها في أغسطس 2014، تراوحت التعليقات عليه بين تجاوزه لمهامه، وجمعه لمعلومات من على الأرض، ودبلوماسي شاب خفيف الظل بين رواد التواصل الاجتماعي، حتى أن تلك الحالة وصلت بمتابعيه لأكثر من مليون متابع.

لكاسن سجل حافل من المناصب، حيث شغل منصب سكرتير خاص للشئون الخارجية لرئيس الوزراء البريطاني خلال الفترة من عام 2010 حتي عام 2014، وشغل منصب نائب السفير في الأردن، ومنصب مدير إدارة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية.

تولي كاسن منصب كبير المستشارين بالشؤون السياسية لوزارة «الخزانة» في بعثة المملكة المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، وعُين موظف بإدارة الاتحاد الأوروبي في وزارة الخارجية البريطانية.

حالة جون كاسن ليست فريدة من نوعها على الساحة المصرية، بل سبق وصنعها فرانسيس ريتشاردونى السفير الأمريكي الأسبق بالقاهرة، حيث كان يلقب بـ«السفير المتصوف» لأنه كان دائم الحضور لـ«الموالد».

كذلك العديد من السفراء الأوروبيين لهم أنشطة شبيهة بـ«كاسن»، غير أنهم ابتعدوا بتحركاتهم بعيدا عن صفحات السوشيال ميديا، كي لا يتهموا بـ«دبلوماسية الشارع»، وإن كانت الغالبية منهم تنتهجها، في شوارع حي الحسين والمعز بالقاهرة.

ورغم ما أظهره كاسن على صفحات التواصل الاجتماعي من حبه وتقديره للشعب المصري، غير أن موقفه المبهم وغير المفهوم من قرار بلاده بتعليق الرحلات البريطانية للقاهرة في أعقاب سقوط الطائرة الروسية، ما يوحي بدوره في قرار بلاده.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة