مدام سميحة VS مدام ماجدة

الإثنين، 27 أغسطس 2018 11:00 ص
مدام سميحة VS مدام ماجدة
حسن شرف يكتب:

عانت الدولة المصرية لعقود مضت من البيروقراطية (مفهوم يستخدم في علم الاجتماع والعلوم السياسية يشير إلى تطبيق القوانين في المجتمعات المنظمة بشكل روتيني ورتيب)، وكانت سببا رئيسًا في معظم إن لم تكن كل المشاكل، التي يعاني منها المواطنين في محافظات المحروسة وقُراها.
 
 
وكانت مدام سميحة (اسم مستعار) هي أيقونة النظام البيروقراطي في مصر وفساده، وعبرت تعبيرا واضحا عن فشل الإدارة، وجسدت علة الجهاز الإداري للدولة، والتي اتضح مع الوقت أنها علة مزمنة، لن يجدي فيها علاج، ولن تنفعها أطبة، وعلى مدار تلك العقود كانت مدام سميحة بيروقراطية بامتياز، تصل إلى مقر علمها في الميعاد ولكن لا تعمل، وتحرص على المؤسسة التي تعمل بها، ولكن لا يشغل بالها فكرة نجاحها أو فشلها، وتوصل خبراء علم الاجتماع أن الشخص البيروقراطي يعمل في الأساس لمصلحته الشخصية، ليس للمصلحة العامة.
 
 
وبالطبع تعرض كل من حمل بطاقة رقم قومي، كُتب في خلفها «مصري»، لملايين النسخ من مدام سميحة، سواء كان مكتبها في الدور الثالث أو في الدور الأرضي، وتجبرك هي على صعود كل أدوار المؤسسة دون أي داعٍ، المهم أنك لن تُنهي مصلحتك بسلام، ولن تَرضى عنك السيدة، إلا بعد دفع المعلوم، أو الوقوف في صف طويل، حتى تنتهي من كوب الشاي الذي اعتادت أخذه بعد إفطارها في المصلحة الحكومية، وخلال الوقت الذي تتقاضى عليه راتبا شهريا.
 
 
وفي وسط كل هذا الكم من «كائن السميحة»، ساقني القدر إلى التعرف على مدام ماجدة (اسم حقيقي)، وهي موظفة في وزارة التضامن الاجتماعي، بحكم بعض الطلبات التي ترد إلينا وتحتاج إلى تدخل الجهات المسئولة.
 
 
وبحكم تعاملي مع عدد من قيادات وزارة التضامن وموظفيها، أدركت أن الطاقة الإيجابية التي يعملون بها، وصلت إليهم من وزيرة التضامن السيدة غادة والي والتي تعمل دون كلل أو ملل، وعلى وتر الجهد الذي تبذله والي، والتي حققت إنجازات غير مسبوقة يراها الجميع، يسير أغلب معاونيها وموظفيها.
 
 
استحدثت غادة والي برنامج تكافل وكرامة، والذي كلف الدولة منذ إطلاقه، ما يقرب من 21 مليار جنيه، ذهبت معظمها إلى مستحقيها.
 
 
كما سار على وتر وزيرة التضامن، أغلب العاملين في المكتب الإعلامي ومنهم (مدام نهى صدقي ومدام مها إسماعيل)، ويرى البعض أن من يعمل في الديوان الحكومي بإخلاص حقيقي لا يجب شكره، لأنه في النهاية يقوم بعمله الذي يتقاضى عليه أجرًا، ولكن في الحقيقة يحتاج أولئك الذي يعملون بإخلاص إلى الشكر، ليعلموا أنهم يسّنون سُنة حسنةً، افتقدناها خلال العقود الماضية، ولعلنا بشكرنا لهم، نساهم بجزء في التقليل من الجالسين خلف مدام سميحة، مقابل ازدياد عدد الموظفين الجالسين خلف مدام ماجدة.
 
 
اختياري ضرب المثل هنا بوزارة التضامن الاجتماعي، على الرغم من تعاملي مع عدد من قيادات وزارات أخرى خدمية، لا يقلل من الوزارات الأخرى، ولكن لأن موظفي وقيادات التضامن يأخذون في هذا الوقت تحديدًا على عاتقهم، مهمة الوقوف بجانب الفقراء حتى يحصلون على حقوقهم المشروعة، ليتمكنوا من مواجهة شبح غلاء المعيشة، وقتل الفقر الذي ينهش عظامهم.
 
فلتيحا مدام ماجدة ولتسقط كل سميحة.
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق