يصنع من "بودرة الصراصير وسم الفئران".. العالم السري لصناعة "الاستروكس" في مصر (صور)

الأحد، 16 سبتمبر 2018 02:00 ص
يصنع من "بودرة الصراصير وسم الفئران".. العالم السري لصناعة "الاستروكس" في مصر (صور)
الاستروكس

"خلطة الموت" .. هكذ يصف البعض مخدر"الاستروكس" اللعين، الذى يستهدف شبابنا، ويجعلهم يقيمون بحركان مرعبة فى الشوارع اشبه بحركان الذومبى فى أفلام الرعب.

الضربات الأمنية الناجحة لمروجى المخدرات التقليدية والذين يجلبونها من الخارج جعلت هؤلاء المجرمين ييتفتف اذهانهم عن حيل شيطانية جديدة تمثلت فى "الاستروكس" الذىيقبل عليه المدمنين لإنخفاض سعره، مقارنة بباقي أنواع المخدرات.

 

أثناء تصنيع الاستروكس

"إسلام.ص"، طفل لم يتخط عمره الرابعة عشر، ويعد أحدث المدمنين المتعافين من تعاطى المواد المخدرة الجديدة، خاصة الاستروكس والفودو، والذى كشف لنا العالم السرى لتعاطى الاستروكس فى مصر.

 

الشكل النهائي للاستروكس

"كنت أحد متعاطى الهيروين بشكل بشع، وذلك بسبب أصدقاء السوء، ووصلت مرحلة خطرة فى الإدمان، ولجأت لسرقة الأجهزة الكهربائية من منزلنا وبيعها لتوفير ثمن الهيروين، الذى ارتفع مؤخراً بسبب الملاحقات الأمنية لمروجى المخدرات، حتى عطشوا السوق، وأصبحنا لا نجد جرام واحد من الهيروين، واستطاعت الداخلية أن تعكنن على أصحاب المزاج"..هكذا تحدث الطفل إسلام والذى يقطن منطقة عين شمس لنا.

وتابع الطفل: لم نجد سبيلاً سوى اللجوء لأنواع جديدة من المخدرات، يتم تصنيعها بشكل عشوائى، وهي رخيصة الثمن، نستطيع بمبلغ 200 جنيه الحصول على ما نحتاجه من هذه المادة المخدرة، ولا نعبأ كثيراً بالأضرار التي تلحق بنا من تناول هذه المادة المخدرة المستحدثة، لأن كل ما يشغلنا هو "لحظات المزاج"، مع أننا نشعر بألم أكثر مما نعانيه بعد تعاطى الهيروين.

بودرة مكافحة قوارض

راح الطفل يروى قصة إقلاعه عن الإدمان قائلا: ساءت حالتى الصحية، وأصبحت أتعامل مع والدتى بطريقة سيئة، وكانت أسرتى تربطنى بـ"الجنازير" للسيطرة على، ومن ثم قررت الإقلاع عن الإدمان، ولجأت لإحدى المصحات وأقلعت بالفعل عن تعاطى الهيروين والاستروكس، وأنا الآن أفضل بكثير من ذى قبل.

التقينا شاب آخر، من مدمنى الاستروكس، والذى فضل عدم ذكر اسمه، حيث كشف جانب من العالم السرى لمخدر الاستروكس وذلك داخل مصحة لعلاج الإدمان على طريق مصر ـ إسكندرية الصحراوي.

 

تغليف الاستروكس

روى الشاب قصته قائلا:" بدأت قصتي مع الاستروكس بـ"سيجارة حلوة" من الأصدقاء، حتى أدمنت تعاطى هذا المخدر الجديد، خاصة أن سعره منخفض مقارنة بباقى أنواع المخدرات".

وتابع الشاب: التجار يصنعون الاستروكس داخل منازلهم، فهو عبارة عن مجموعة من المواد الكيمائية التى يتم تصنيعها، وإذا رأيته أثناء التصنيع لأن تستطيع أن تتعاطاه بشكل من الأشكال، فقد كان سبب إقلاعى عن تعاطى هذا المخدر، عندما شاهدت بعض الأشخاص يصنعه من مواد بها مبيدات حشرية، فـ"قرفت" منه.

طفل مدمن

وأضاف الشاب: للأسف، دائماً نفوق من غفوتنا بعد فوات الآوان، فقد تعاطيت هذا المخدر بكثرة، والذى كان يحولنى لشخص آخر، ناقم على كل من حوله، مسلوب الإرادة، من الممكن أن يفعل أى شىء فى سبيل الحصول على جرعته.

 قال الشاب: التعامل مع المدمن يجب أن يكون بهدوء، فكثير من الأشخاص يلجأون لربط المدمن والتعامل معه بقسوة، في حين أنه يحتاج لمعاملة خاصة خلال هذه الأيام الصعبة، يحتاج لمن "يطبطب" على كتفه، ويتعامل معه بهدوء، يحتاج أن يشم هواء نقى، حيث يشعر أن نفسه مسحوب منه، وبعد تعافيه من الإدمان يتأكد أنه كان يدمر نفسه بيده.

الجدير بالذكر أن قطاع مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، كان قد شرح بالتفصيل كيفية تصنيع مخدر الاستروكس والفودو، في مشهد يجعل المدمنين يتوقفون فوراً عن تعاطى هذه المواد المخدرة، بعد وقوفهم على كيفية تصنيع هذه المواد المخدرة من مواد خاصة بالحيوانات والحشرات.

يقول العميد محمد زهير بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، إن الاستروكس من المخدرات التخلقية التى انتشرت بين الشباب مؤخراً، وهو من المواد شديدة الخطورة على جسم الإنسان.

وعن كيفية تصنيع الاستروكس، قال العميد محمد زهير، يتم تصنيعه من مجموعة من المواد الكيمياوئية فى المعامل بواسطة تجار المخدرات، الذين يخلطون المواد الكيميائية على البردقوش.

لحظات تصنيع الاستروكس_1

 

وتابع  العميد محمد زهير: عندما يعجز تاجر المخدرات عن توفير هذه المواد الكيميائية، يحضر ما يعرف باسم "خلطة الموت"، حيث يستعين بـ"بودرة الصراصير" و"بودرة مكافحة القوارض"، و"بودرة سم فئران"، و"اسيتون مزيل الأظافر"، ومواد كيميائية أخرى منها "سبرتو أبيض"، و"والكولة"، و"مبيد حشرى"، ويتم وضعهم على "البردقوش"، و"التبغ" و"الدميانة"، ومن هنا يتم تجهيز الاستروكس.

وأكد العميد محمد زهير: بعدها يمكن أن يتم بيع الاستروكس بـ 200 أو 300 جنيه، يتابع: نشن حملات أمنية لضبط تجار المخدرات وتقديمهم للعدالة، لكن لابد أن يكون للأسرة والمواطنين دور فى توعية أبنائهم، ومنعهم من تعاطى المخدرات خاصة الاستروكس والفودو، فالمخدرات بصفة عامة والمخدرات التخلقية بصفة خاصة لها أضرار على المتعاطى والمجتمع، لأنها تغير الحالة النفسية والعصبية للمتعاطى، وتؤدى به للدخول لعالم الجريمة بكافة أنواعها، وهذا أدى لظهور أنواع جديدة من الجرائم فى المجتمع والتى كان أبطالها متعاطى المواد المخدرة خاصة المخلقة.

 

مبيد حشري يصنع منه الاستروكس

"المخدر به سم قاتل"، تحت هذا الشعار، نجحت مكافحة المخدرات في رصد وضبط عدد من تجار الاستروكس، الذين يصنعون هذا المخدر، والذي يطلق عليه  "مخدر الشيطان"، حيث تم ضبط اثنين من أخطر العناصر التي تصنع الاستروكس وبحوزتهم أدوات التصنيع، وذلك بعد وفاة شاب في محافظة الشرقية، بعد إدمانه لمخدر الاستروكس.

جهود وزارة الداخلية، في مكافحة المخدرات بصفة عامة والاستروكس بصفة خاصة لم ولن تتوقف، حيث تشن الأجهزة الأمنية حملات مكبرة على مدار الـ 24 ساعة، تستهدف التجار وأماكن بيع المخدرات.

كما نجحت وزارة الداخلية في السيطرة الأمنية على خطوط التهريب وإحكام الرقابة على كافة المنافذ الشرعية للبلاد ، حيث تم ضبط وإزالة 814  فدان زراعات نباتات مخدرة، وضبط 98 طن من مخدر الحشيش، و2230 كيلو من مخدر الهيروين، و580 كيلو من مخدر الكوكايين، و 318 كيلو من مخدر الأفيون، و498,118,248 قرص مخدر وعشرات من قضايا الاستروكس، بإجمالى 178760 قضية في كافة أنواع المخدرات.

من جانبه قال الدكتور نبيل محي العميد السابق لكلية الصيدلة جامعة كفر الشيخ، إنه لا يوجد شىء اسمه "الاستروكس"، لكن التجار يحرصون على عمل خلطة من مواد كميائية، وأطلقوا عليها "الاستروكس" للترويج.

معامل تصنيع الاستروكس_2

وأضاف العميد السابق لكلية الصيدلة جامعة كفر الشيخ، في تصريحات صحفية، أن التجار يصنعون المواد المخدرة التخلقية من عدة مواد كيمائية، حيث يتم التصنيع من قبل بعض المواد مثل AB-Fubinaca & AB-Chmina &XLR-11N ، و FUB-AMB& -FluoroADB & XLR-11N لافتا إلى أن المخدرات المصنعة الشهيرة بـ"الاستروكس" لها أضرار فادحة على جسم الانسان.

فيما أصدرت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، القرار رقم 440 لسنة 2018، والذى ينص على إدراج 6 مواد مخدرة من أنواع الحشيش الصناعي بالقسم الثاني من الجدول الاول الملحق بقانون المخدرات رقم 182 لسنة 1960، والذى من شأنه حظر حمل وتداول وجلب هذه المواد، والتى أصبحت من أكثر المواد المسببة للإدمان والأكثر شيوعاً بين الشباب خلال الآونة الاخيرة.

 وجاء هذا القرار بناءً على توصية اللجنة الوزارية الثلاثية المشكلة من وزارات الصحة والداخلية والعدل "ممثل فى مصلحة الطب الشرعي"، بهدف الحد من انتشار المواد المخدرة المستحدثة خاصة الاستروكس.

مزيل الأظافر يصنع منه الاستروكس

 وزيرة الصحة أكدت أنها أصدرت هذا القرار حفاظاً على صحة شباب مصر، حيث كانت هناك كميات كبيرة تدخل البلاد من هذه المواد، ولا يوجد اى رادع يستند عليه قانونياً لدخولها البلاد أو تداولها بين الشباب، الأمر الذى دعا إلى إصدار قرار وزارى بحظرها، ويساعد السلطات المصرية على حظرها، مشيرة الى أن القرار من شأنه أيضاً الحد من تداول المواد المخدرة.

ومن جانبه، قال النائب أيمن أبو العلا وكيل لجنة الصحة بالبرلمان: "أخيراً استجابت وزارة الصحة لمطالبنا المتكررة فى لجنة الصحة منذ شهور كثيرة بمجلس النواب بإدراج الاستروكس والفودو فى قائمة المخدرات، نشكر الوزيرة دكتورة هالة زايد وزيرة الصحة على شجاعة اتخاذ القرار المعقد، حماية لشباب مصر الغالي".

وجاءت هذه التحركات السريعة والعاجلة، بعد ظهور أنواع جديدة من الجرائم، رصدتها صفحات الحوادث بالصحف، لم يألفها المجتمع المصرى من قبل، حيث انتشرت جرائم تعدى الآباء على فلذات الأكباد، وتعدى الأبناء على الآباء بسبب جرعة المخدرات، خاصة المواد المخدرة المستحدثة، وعلى رأسها الاستروكس.

سم فئران يصنع منه الاستروكس

فيما قالت الدكتورة شيماء إسماعيل خبيرة العلوم الاجتماعية والنفسية والأسرية، إن مخدر الاستروكس ساهم بشكل كبير فى ظهور جرائم جديدة على المجتمع المصرى، وزاد من حجم العنف، وساهم فى زيادة التفكك الأسرى.

وأضافت خبيرة العلوم الاجتماعية والنفسية والأسرية، فى تصريحات صحفية أن الأجهزة الرقابية مثل الداخلية والصحة تتخذ خطوات حاسمة للتصدي لهذا الخطر، لكن يبقى دور الأسر ودور العبادة والإعلام والمدرسة للتنبيه بخطورة هذه الأنواع من المخدرات، ومراقبة الأبناء وتقويم سلوكهم.

وقالت خبيرة العلوم الاجتماعية والنفسية والأسرية، من الأهمية بمكان علاج المدمنين لهذه الأنواع من المخدرات، والتعامل معهم بهدوء، واللجوء للمصحات بدلاً من التعدي عليهم بالضرب وحبسهم، لأن ذلك لا يفيد بشىء، وقد يودى بحياة المدمن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق