كواليس واقعة مستشفى ديرب نجم.. هل يحمي القانون المرضى من الطبيب «الفاشل»؟

السبت، 15 سبتمبر 2018 03:00 م
كواليس واقعة مستشفى ديرب نجم.. هل يحمي القانون المرضى من الطبيب «الفاشل»؟
مستشفى ديرب نجم
علاء رضوان

«طبيب بدرجة فاشل»..المقولة الأبرز على ألسنة المصريين عقب ورود خبر وفاة 3 مرضى أثناء خضوعهم لجلسة غسيل كلوي داخل مستشفى ديرب نجم بالشرقية، ودخول 12 آخرين في غيبوبة، ونقل 6 للعناية المركزة بالجامعة، ما يؤكد معه إستمرار حالة الإهمال الطبى داخل المستشفيات، ولكن هذه المرة تحت رعاية مسؤولي وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم -بحسب مديرية الصحة بالشرقية.  

قائمة المتوفين ضمت كل من: «فردوس عبد الله أحمد، مقيمة قرية منشيئة صهبرة، وصبحي عبد الحي علي، مقيم الصويني، سلام محمد إبراهيم، كفر الحاج حسن». 

41730529_1949557291777538_5738807263645138944_n

بينما ضمت قائمة المصابين: «حسن ابو الخير أحمد 50 سنة، وجمال أحمد مطاوع 55 سنة، وأحمد الشحات علي60 سنة، ومصطفى ربيع أحمد 32 سنة، وبلبلة عبدالفتاح سالم 60  سنة، عبدالرؤوف عبدالعظيم وهبة محمد تحويل الي مستشفى التيسيير بمدينة الزقازيق، ومروة فتحي حماد 30 سنة، ومحبوبة محمد السيد 62 سنة، وليد سليم محمد 33 سنة، جمال السيد سيد أحمد، رانيا السيد حلمي تحويل لمستشفى الزقازيق العام».

الأعداد الأولية لحالات الوفاة، قبل الأنباء التي تفيد بأن العدد في تزايد، تشير إلى كارثة جديدة في مستشفيات الشرقية والتي شكلت لجنة على إثرها لفتح تحقيق عاجل للوقوف على أسباب الحادث، وتحديد من المسؤول بشكل مباشر عن هذه الحالات، حيبث تشير الأنباء الأولية عن الحادث أن غرفة الغسيل الكلوي، كانت تشهد  صيانة أمس الجمعة، فيما انتقل محافظ الشرقية ومدير الأمن إلى المستشفى، وانتقل الدكتور هشام مسعود وكيل وزارة الصحة بالشرقية، وقيادات المديرية للوقوف على حالات المرضى بقرار من رئيس مجلس الوزارء. 

اقرأ أيضا: كارثة ديرب نجم.. وفاة 3 وإصابة 12 بغيبوبة بعد جلسة غسيل كلوي (صور)

وفى الحقيقة فإن الخطأ داخل المستشفيات أو الكارثة بمعنى أصح لا تفرق بين طبيب في مستشفى «خاص» و«حكومي»، أو بين طبيب ينسى فوطة في بطن المريض، وآخر يتسبب فى تلف أسنان، وآخر يتسبب في وفاته بعد إجراء عملية جراحية فاشلة، وهناك من يعطى جرعة تخدير خاطئة، فى الوقت الذى يجب أن يكون فيه الطبيب هو من يقف على تخفيف الآلام للمرضى وليس من يزيدها. 

20180915112408248

كوارث بعض الأطباء الفادحة تصدر دون النظر إلى حقوق المرضى والطبيب معًا، ودون النظر إلى الحماية الجنائية لهما في إطار خدمة القانون للمجتمع، وتطبيق منظومة الرعاية الصحية، بالإضافة إلى مسؤولية الحكومة في تقديم خدمة طبية جيدة للمريض وتأهيل جيد للطبيب.

ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا بالنسبة لوقائع الإهمال الطبى داخل المستشفيات الحكومية تارة والخاصة تارة أخرى، متى يتم تغليظ العقوبة الجنائية على من يثبت تورطهم بالإهمال؟ بالإضافة إلى التحقيق الإدارى والداخلى للأطباء المتورطين بعيداَ عن التنبيه أو التحذير؟

عقوبة الطبيب المخطئ

بحسب ياسر سيد أحمد، الخبير القانونى والمحامى بالنقض، هناك فرق بين الخطأ المهنى، الذى تتحقق فيه المسئولية القانونية، والخطأ المادى، حيث أن الخطأ المادى، هو الخارج عن مهنة الطب، إلى ذلك الذى لا يخضع للخلافات الفنية، ولا يتصل بسبب بالأصول العلاجية المعترف بها، ومن المتفق عليه أن الطبيب يسأل عن ذلك الخطأ، فى جميع الأحوال سواء من الوجهة الجنائية أو المدنية، ومهما كانت درجته الوظيفية.

عقوبة المخطئ- وفقا لـ «أحمد» فى تصريح لـ «صوت الأمة»- فى هذه الوقائع تكون بالحبس والغرامة أوالسجن، مع توقيع عقوبة جانبية للطبيب المعالج كجزاء تأديبي من نقابة الأطباء، وأنه يتم معاقبة المخطئ من الهيكل الإدارى للمستشفى أو الطبيب المعالج بالحبس بعد إجراء التحقيقات الخاصة بالأمر. 

41799629_1949539815112619_5566859772663169024_n

التهمة التي توجه في هذه الحالة للجميع هي «القتل الخطأ»، استنادًا إلى القانون الذى يتضمن «أن من أحدث قتلًا أو إصابة نتيجة خطأ مهنى يعاقب بالعقوبة المقررة جنائيًا»، ومن ذلك مثلا أن يجرى الجراح جراحته، وهو سكران أو يعانى إعاقة مؤقتة أو مستديمة، أو بسلاح غير معقم أو ينسى في بطن المريض مشرطًا أو ضمادة، أو أن يمتنع طبيب المستشفى الحكومي عن مباشرة مريض دون مبرر-الكلام لـ «أحمد».

والجهات المسئولة- طبقا لـ«أحمد»- عن محاسبة الطبيب المخطئ والتحقيق معه، 3 جهات هي النيابة العامة وإدارة العلاج الحر بوزارة الصحة ولجنة التحقيق وآداب المهنة بنقابة الأطباء وبالنسبة للجنة تتراوح العقوبة ما بين اللوم والتنبيه والغرامة المالية والإيقاف المؤقت أو الدائم عن ممارسة. 

اقرأ أيضا: النيابة تفتح تحقيق عاجل في واقعه الإهمال بمستشفى التأمين الصحي بحلوان

مصارد طبية

ووفقاَ لـ«مصادر طبية» فى تصرحات خاصة كل هذه الوقائع تتم دون النظر إلى عدد من التوصيات التى سبق، وأن طرحها أحد المؤسسات والمنظمات الحقوقية لمجلس النواب فى 12 ديمسبر من العام الماضى، حيث تتمثل تلك التوصيات فى 10 بنود متفق عليها تأتى كالتالى:

1- ضرورة وجود قانون للمسؤولية الطبية، وأن مصر تأخرت في إصدار هذا القانون، وسبقتها عدة دول عربية في هذا الصدد ينظم المسؤولية الطبية.

2- التأكيد على ما جاء بمشروع القانون من إلغاء الحبس الاحتياطى للأطباء، في شكاوي الإهمال والخطأ الطبي والاكتفاء بالتدابير الاحترازية. 

3- تعريف الإهمال الطبي والخطأ والخطأ الجسيم والرعونة، وضبط مصطلحات جاءت بمشاريع القوانين، وإعادة صياغتها بشكل واضح وإزالة أى غموض مثل عبارة عن جهل أو إهمال. 

4- ضرورة التشديد في مشروع القانون على الاستعانة، بالأدلة الفنية الإرشادية في العلاج.

5- ضرورة وضع بعض النصوص المتعلقة بوثيقة حقوق المريض.  

41792170_1949569058443028_80544724292730880_n

6- غياب الضبط القانوني في صياغة بعض النصوص خاصة فيما جاء بـ«مجلس المسؤولية الطبية»، وأن ما ورد بالمشروع من إعطاء اختصاص تقرير المسؤولية الطبية للجنة التي ليست سوى لجنة فنية لا اختصاص قضائي لها يعد افتئاتا على السلطة القضائية ممثلة في سلطة النيابة العامة، وتعارض ذلك مع النظام الدستوري وقيد على الحق في التقاضي، وبينما يجب أن يجرى تصحيح النص بديلا لسلطة تقرير المسؤولية أن يكون للمجلس المشار إليه إعداد التقارير الفنية وتابعا للنيابة العامة. 

7- ضرورة استقلال مجلس المسؤولية الطبية وإلغاء تبعيته لرئيس مجلس الوزراء حسب ما جاء بمشاريع القوانين المقدمة وأن تكون تبعيته لجهة التحقيق القضائية.

 8- التأكيد على تمثيل الروابط ومنظمات المجتمع المدني، المهتمة بحقوق المريض، في تشكيل الجهة المقررة لوقوع المسؤولية الطبية، بناء على تقرير من لجان علمية في التخصصات الطبية المختلفة.

9- إلزام الجهات التابع لها المنشآت الصحية، المقدمة للخدمة الصحية للمريض، بإصدار لوائح تحدد الاختصاصات والواجبات الوظيفية والمهنية، لمقدمى الخدمة الطبية بمختلف تخصصاتهم ودرجاتهم العلمية والمهنية. 

10- وقف الطبيب عن العمل في حالة العودة في تكرار الخطأ الطبي الجسيم.

34941-خاصه-(1)
 
 
43593-خاصه-(2)
 
 
50480-خاصه-(3)
 
41758121_1949557265110874_3958169910701457408_n
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق