كيف نفهم روسيا؟.. إسرائيل تشن 200 غارة جوية على سوريا خلال عام بعلم موسكو

الخميس، 20 سبتمبر 2018 01:00 م
كيف نفهم روسيا؟.. إسرائيل تشن 200 غارة جوية على سوريا خلال عام بعلم موسكو
إسرائيل و سوريا و روسيا
كتب مايكل فارس

منذ تدخلت روسيا عسكريا فى سوريا بناءً على طلب النظام السوري، بدأت وتيرة الحرب تتغير لصالح بشار الأسد، وشهرا بعد أخر ينتزع أراضى جديدة من الإرهابية، التى تلقت دعما ماليا عسكريا من قطر وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالأخص.

وخلال الـ 3 سنوات من التدخل الروسي، حذر فلاديمير بوتين من الرد على الاعتداء على قواته فى سوريا، وكان تحذيرا مباشرا للولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذى عجل بإرسال منظومة الدفاع الجوي (s- 400) إلى قاعدة حميم، حيث تمركز القوات الروسية، وحينما أسقطت تركيا إحدى طائرات موسكو، لم يرد عسكريا ولكنه رد اقتصاديا حتى اعتذرت.

روسيا التى تدافع عن نظام بشار الأسد، تدخلت بثقل فى سوريا وأرسلت أحدث أسلحتها لتجربتها وتأكيد فعاليتها من جهة، وإرسال رسالة مبطنة للعالم مفادها «أنا هنا»، من جهة أخرى، لازالت تلعب الدور الحاسم والرئيسى فى الملف السوري، إلا أن الغموض يحيط ببعض النقاط التى لازالت مبهمة حول رد الفعل الروسي تجاه الضربات الإسرائيلية فى سوريا، فهى على علم كامل بمواعيد وخط سير ضرب الطيران الإسرائيلي لأهداف فى سوريا.

(200) ضربة جوية فى سوريا
الجيش الإسرائيلي كشف في تقرير جديد له فى سبتمبر الجاري، يستعرض من خلاله نشاطاته وعملياته خلال العام الماضي، بمناسبة بدء السنة العبرية الجديدة، أن سلاح الجو الإسرائيلي، نفذ أكثر من (200) ضربة جوية في سوريا خلال العام الماضي فقط، ووفقاً لموقع قناة (12) الإسرائيلي.

خط ساخن بين روسيا وإسرائيل
منذ التدخل الروسي فى سوريا، تم إنشاء خط عسكري ساخن بين موسكو وتل أبيب فى قاعدة حميمم، حيث مقر القوات السورية، وقيادة كيريا فى تل أبيب، لمنع الطائرات الحربية أو الوحدات المضادة للطائرات من الاشتباك بطريق الخطأ فوق سوريا، وقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون، إن الخط الساخن بين جيشي إسرائيل وروسيا ينقذ الأرواح، لأنه ساعد على تجنب سوء الفهم في بداية الانخراط الروسي في سوريا، بحسب ما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عنه، وقد أضاف أن الطيارين الروس عبر الحدود الجوية الإسرائيلية في مرتفعات الجولان واستخدمنا الخط الساخن مع قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا لإبلاغهم".

ماذا يعني ذلك؟
أن تعترف إسرائيل بأنها أجرت (200) ضربة جوية ضد أهداف فى سوريا العام الماضي فقط، فى ظل وجود الخط الساخن مع روسيا، وفى ظل وجود منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة (s-400)، التى تستطيع إسقاط أي طائرة إسرائيلية، فهذا يعني أن موسكو على علم تام بكل الضربات التى دمرت الأهداف السورية، وفضلت الصمت، الأمر الذى يطرح سؤالا، كيف تدافع عن النظام السوري وتترك مقدراته العسكرية بين المخالب الإسرائيلية؟.

تفسير الصمت الروسي
رغم التحالف القوي بين روسيا وإيران فى الملف السوري، إضافة لعدائهما المشترك للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن محاولة إيران الدائمة لجعل سوريا كنفوذ جيوسياسي لها، ادى لتوتر علاقات غير معلن بين البلدين المتحالفين، فى ظل أن هذا التمدد يعتبر من الخطوط الحمراء لدى إسرائيل،  وقد فسرت صحيفة «إسرائيل اليوم»، ردود فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه إيران مؤكدة أنه سئم من تورط إيران في سوريا وما يترتب على ذلك من انتشار للميليشيات الشيعية والإيديولوجية، وأن روسيا تُفضل الصمت على الاعتراف بعلمها بعمليات التوغل الإسرائيلي في سوريا، لكنها لا تفعل شيئًا للدفاع عن السيادة الإقليمية لحليفها السوري، يأتي ذلك فى ظل تأكيد دائم ومستمر من السلطات الإسرائيلية بأنها تستهدف الأسلحة التى تصل من إيران وتجمع قواتها فى سوريا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق