حق الرد: مصطفى راشد يرد على أيمن عبدالتواب.. وصوت الأمة تعقب: يا أهلا بالمعارك

الأحد، 23 سبتمبر 2018 02:00 م
حق الرد: مصطفى راشد يرد على أيمن عبدالتواب.. وصوت الأمة تعقب: يا أهلا بالمعارك
صوت الأمة

نشر "صوت الأمة" مقالا للزميل أيمن عبد التواب، مدير تحرير الموقع، الجمعة الماضية، بعنوان "المفتي النصاب في مهرجان الجونة" يستغرب فيه حضور الشيخ مصطفى راشد، الذي يقول إنه مفتي أستراليا، افتتاح مهرجان الجونة السينمائي، والتقاط صورة مع رجل الأعمال ومنظم المهرجان نجيب ساويرس، متسائلا عن علاقة "راشد" بالفن والسينما، وعن تاريخه الملتبس بين العمل الدعوي والفرقعة الإعلامية.

مصطفى راشد من جانبه رأى أن المقال يتضمن إهانة لشخصه وانتقاصا منه، فأرسل ردًّا يحمل وجهة نظره وما يعتقده تفنيدًا لما أورده الزميل مدير تحرير الموقع في مقاله، وإعمالا لحق الردّ ننشر ردّ "راشد" كما ورد إلينا، بعد ضبط ما فيه من أخطاء نحوية وإملائية.. وكان الرد كالتالي:

الأخ رئيس تحرير "صوت الٲمة".. لقد فوجئت اليوم بمقال منشور للمدعو الجاهل أيمن عبد التواب، الإخواني فكرًا ورؤية، يحمل غِلاُّ وحقدًا من مريض نفسي تعوّد على سبّي وقذفي ونشر أكاذيب عني منذ أن كان في صحيفة "فيتو"، كما يفعل الإخوان بشكل مُنحطّ، فقد نعتني بالعنوان "المفتي النصاب" رغم ٲنني لم ٲكن مشكوًّا في حقي يوما من الأيام، فهل أنا "هربان من نفقة والدته" ليقول ذلك؟! كما قال إنني لست مُفتيًا، وإنني مُدّعٍ، وهذا كذب، وقد أرسلت شهادة رسمية من الجهة الرسمية الوحيدة في أستراليا المعنية باختيار المفتي، وقد اختارتني من عامين دون أن أطلب، كما ذُكر بالشهادة، فقد كنت خارج أستراليا، لكن لأنني أعلى شهادة دينية متخصّصة، وأكثر من قدّم كُتبًا وأبحاثًا في أستراليا، تم اختياري لانطباق الشروط عليّ، ومن يٲتي بعدي لم يُقدّم رُبع ما قدمت.

كما قال إنه كانت هناك مقابلة شخصية معه، وحاولت إعطاءه هدايا، وأنا لم أقابل هذا "المتخلف" شخصيًّا، ولم أكن أعرفه، لكن منذ عامين ونصف العام دُعيت من صحيفة وموقع "فيتو"، عبر رئيس التحرير الأستاذ عصام كامل، للقاء أسرة التحرير، وكان هذا "المعتوه" الذي سبّني في مقالته 33 مرة ضمن الحضور، نكرة، وقد كتب وقتها عنّي أيضًا بغلّ وحقد الإخواني المُندسّ الجاهل الذي طُرد من فيتو بسبب ذلك، فأراد الانتقام منّي، واستخدم صفحات "صوت الأمة" في سبّي بهذا الشكل الذي لا يصدر إلا عن "مريض من بيئة مُنحطّة". وادّعى أن ديواني الشعري به أخطاء لغوية، ولم يُوضّح ما هي الأخطاء، كما أنه جاهل لا يُدرك الضرورة الشعرية، وأنا أطلب النشر في نفس المكان كحق قانوني، دون حذف حرف واحد، لٲنه سبّني 33 مرة، وإلا تكون الصحيفة، مالكًا ورئيس تحرير، موافقة على هذا السب والقذف العلني، ويكون من حقّي رفع جُنحة مباشرة ضد الجميع. لهذا أتمنّى ألا نصل لذلك، وأن يكون لديكم حياد الصحافة وأمانة النشر واحترام القارئ والمصداقية كما عُرف عن "صوت الأمة".

الشيخ الدكتور مصطفى راشد.. عالم أزهري ومفتي أستراليا ونيوزيلندا.

شهادة الليسانس الواردة ضمن رد مصطفى راشد
شهادة الليسانس الواردة ضمن رد مصطفى راشد
 


تعقيب "صوت الأمة"...


في البداية نؤكّد أننا نحتفظ بالتقدير للجميع، بغضّ النظر عن شخصياتهم ومستوياتهم الاجتماعية والعلمية، ما داموا مُحافظين على اللياقة ومُحترمين للقانون والأطر العاقلة للاشتباك مع الشأن العام والخلاف حوله، وإذا سقط هذا الاحترام أو العمل العاقل فقد يسقط معه التقدير.

الشيخ مصطفى راشد يرى أن مقال مدير التحرير أيمن عبد التواب قد طال شخصه وانتقص منه - وبعيدًا عن عدم دقة هذا الزعم - فإن "راشد" نفسه لم ير غضاضة في أن يكتب ردًّا متجاوزًا ولا يتحلّى بالحدّ الأدنى من الذوق والأدب، عَرّض فيه بالشخص وذويه، ومارس ضدّه سبًّا وقذفًا مُكتملي الأركان.. ربما في هذا الشأن يحتاج الشيخ أن يعود لكتاب الله "أتأمرون الناس بالبرّ وتنسون أنفسكم".

يرى "راشد" أن الحديث عن أخطاء إملائية ونحوية في ديوانه الشعري أمرًّا خاطئًا، وأن أيمن عبد التواب يجهل قواعد النحو والإملاء والضرورات الشعرية، بينما لا يعلم الشيخ أننا صحّحنا قرابة أربعين خطأ نحويًّا وإملائيًّا في ردّه المنشور أعلاه (الرد أقل من 300 كلمة بما يُعني السقوط في خطأ كل سبع كلمات تقريبا) بجانب أن ما يدعوه ديوانًا لا علاقة له بالشعر من قريب أو بعيد، وسنأتي لهذا لاحقًا.

فيما يخصّ ادّعاء السبّ والقذف، نؤكد أن أيمن عبد التواب لم يخطئ حينما نعت المدعو مصطفى راشد بـ"المفتي النَّصَّاب".. فبحسب معجم المعاني الجامع، فإن النَّصَّاب هو الذي ينصِب نفسه ويتقدّم لعملٍ لم يُطلب منه، والأزهر لم يطلب منه الإفتاء ولم يقرّ له هذا الادعاء.

في نقطة التشكيك في ادّعائه الحصول على درجة الدكتوراة، أرسل مصطفى راشد أوراقًا تتضمّن شهادة الليسانس، ولم يُثبت حصوله على الماجستير أو الدكتوراة، بينما يُقدّم نفسه بـ"الدكتور"، وبهذا الوصف وقّع إهداء ديوانه للزميل أيمن عبد التواب، ووقّع ردّه على "صوت الأمة".

يدّعي مصطفى راشد أنه درَّس الشريعة الإسلامية في عدد من الجامعات العربية والإسلامية، لكنه لا يذكر اسم جامعة واحدة. ولا نعلم بماذا يُفسّر بيان الأزهر الشريف الذي تبرّأ فيه منه ومن أفعاله؟ وبماذا يُفسّر مخاطبة مجلس الأئمة في أستراليا لرئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، مؤكّدًا كذب راشد وافتراءه فيما يخص شغله منصب "مفتي أستراليا"، ونافيًا أن يكون إمامًا لأي مسجد أو مركز إسلامي بأستراليا، أو أن يكون له أي نشاط إسلامي أو اجتماعي، ومطالبًا بمنع ظهوره إعلاميًّا في ضوء ما يبثه من أفكار وفتاوى مسمومة؟!

إهداء ديوان مصطفى راشد للزميل أيمن عبد التواب
إهداء ديوان مصطفى راشد للزميل أيمن عبد التواب

يصف مصطفى راشد الزميل أيمن عبد التواب بأنه "نكرة وجاهل"، وبعيدًا عن الحيثيات والتحقّق المهني المؤكد للزميل، والذي لا نعلمه عن الشيخ، أو من يدّعي أنه شيخ وإمام، لا نعرف بماذا يُفسّر وصفه لـ"عبد التواب" بالأخ والصديق والأستاذ في إهدائه ما يراه ديوان شعر.. وبالمناسبة فإن الإهداء وغلاف الكتاب الداخلي يحويان عشرة أخطاء هي: «اهداء، والاستاذ، وايمن، واقدره، واحترمه، ودِيِوان، وشِعِر، والٌحُر» السبع الأولى بهمزات قطع لا ألف وصل، والثلاثة الأخيرة "دِيْوان، وشِعْر، والْحُرّ".

في مسألة طرد أيمن عبد التواب من فيتو، ما نعلمه أن الزميل حصل على عرض من إحدى منصّات شركة إعلام المصريين، انتقل بموجبه من الزميلة "فيتو" بشكل هادئ وبعد تقديم استقالته، وأن الزميل عصام كامل رئيس تحرير فيتو كتب مقالاً قبل أسابيع يمتدح فيه أيمن عبد التواب بعد عامين من مغادرته المؤسسة الزميلة.

النكتة الأكثر سذاجة وسخافة في الرد هي اتهام الزميل أيمن عبد التواب بأنه إخواني، وفي هذا نؤكد أن انحياز موقع "صوت الأمة" وكل العاملين فيه ضد الفكر الإخواني والمخططات الشيطانية للجماعة الإرهابية، يتساوى في هذا أصغر مُحرّر مع أكبر مسؤول إداري، وهذا الادعاء يحتاج من الشيخ مصطفى راشد مراجعة قواه العقلية وسلامته الذهنية، إذ ربما كان في الأمر شيء من تداخل الأمور، أو الخطل في الرؤية والاعتباط في العداء.

قبل أن يتّهم مصطفى راشد ناقديه الذين يُشكّكون في إمامته ودرجته العلمية وفهمه الديني، عليه الردّ على مؤسسة الأزهر التي أصدرت بيانًا رسميًّا، نشرته الزميلة "اليوم السابع" في 3 فبراير 2016، تبرّأت فيه المشيخة من راشد ووصفته بـ"المدعو"، وقالت نصًّا إن ما يصدر عنه "فتاوى وأفكار غريبة وشاذة لا تمُتّ للدين الإسلامي بصلة" مؤكّدة أن "المدعو لا علاقة له بالأزهر من قريب أو بعيد، وأن الأزهر الشريف لا يوجد له مَن يُمثّله فى أستراليا، كما أن ادعاءه أنه مفتي أستراليا محض كذب وافتراء، لأن أستراليا لا يوجد بها هذا المنصب على الإطلاق". والرد أيضًا على بيان مجلس الأئمة في أستراليا، نشرته الزميلة "الوطن" في 16 يوليو 2018، يُعلن فيه "كذب وافتراء مصطفى راشد" بحسب نص البيان.

يدّعي مصطفى راشد أنه رئيس مؤسسة الضمير التابعة للأمم المتحدة، ورئيس مجلس السلام العالمي، وأنه سفير السلام. هذا الأمر يستدعي للأذهان "دكاكين بير السلم" التي تختار أسماء برّاقة وتمنح ألقابًا فخمة، كلقب سفير، ومستشار، ومُحكّم دولي، وأيقونة المحبة، وأسطورة الكيمياء، لكل من هبّ ودبّ.. تمامًا مثل اتحاد السبوبة المُسمّى "اتحاد علماء المسلمين" ويترأسه مفتي الدم والإرهاب الإخواني يوسف القرضاوي.

ما  أثاره مصطفى راشد من لغط في السنوات الأخيرة فيما يخص فتاواه حول الخمر والشذوذ وغيرها من الموضوعات، وما أحاط به من شبهات تغيير الدين، كانت كلها سببًا في إصدار الأزهر وعلمائه بيانات وردودًا عديدة تتبرّأ من "راشد" وتُفنّد آراءه. هذا الأمر وحده كفيل بالتوقف مع هذا الشخص واتخاذ موقف جاد منه، ومساءلته عن هذه الافتراءات والاختلاقات المثيرة للبلبلة والجدل، والأهم عن درجته العلمية والمناصب التي يدّعي حملها دون بيّنة أو تأكيد.

صفحة من ديوان مصطفى راشد

صفحة من ديوان مصطفى راشد

فيما يخص ديوانه الذي استدعى نبيل فاروق وفريدة الشوباشي وشريف الشوباشي لتقديمه، فقد قرأنا الديوان ولم نجد فيه ديوانًا ولا شعرًا. الشيخ مصطفى راشد لا يُجيد إقامة جملة سليمة لغويًّا أو عروضيًّا، يُنشئ المعاني إنشاء خطابيًّا كما يليق بمبتدئ يصعد المنبر للمرة الأولى، لا بلاغة ولا خيال ولا تصوير ولا استقامة للمعنى والمبنى. وإذا استعرضنا صفحة واحدة من هذه الوريقات التي يدّعي أنها ديوان شعر سنُفاجأ بما يندى له الجبين من السذاجة والسطحية والافتعال والجهل المُركَّب بكل قواعد كتابة الشعر.. تقول الصفحة:

إذا كان دَيني غيرَ دَينِكُمُ ودَينٍ أهاليكم

فتعالوا إلي كي أُعَلِمَكم

لعلّ الله يستخدمنا ويهديكم

فالعَلم مُتاحٌ مُباحٌ لمن رغب

في معرفة الحق والفلاح

والجهل غاية العقيم عاشقُ الظلام

كارهُ الصبح والمصباح

يقول أنا إخواني سلفي جهادي

والتخلّف فيه جهلا وضّاحٌ

يدّعي الإيمان وهو قرينٌ للشيطان ونبتٌ سفاحَ

فبأي عقل أو ضمير أو قيم أو دين

تبيت الليلَ قريرُ العين مُرتاحٌ

وتبتدعون شريعةً غِيَرُ الشريعة

طاعة لبديعكم المحماح الفرطاح

وتتسابقون في تقبيل يديه

مثلُ الأبقع الدرباس وسيّدَه الفرطاس

 

بالنظر للسطور السابقة يُمكن حصر أخطاء فادحة، منها مثلا: "دَيني، دَينكم، دَينٍ، إلي، فالعَلم، عاشقُ، كارهُ، جهلاً، وضّاحٌ، سفاحَ، قريرُ، مُرتاحٌ، غِيَرُ، مثلُ، سيّدَه".. خمسة عشر خطأ نحويًّا وصرفيًّا. يبدو أن الشيخ مصطفى الأزهري العالم الدكتور المُتبحّر الفيلسوف الألمعي الذي لا يُشقّ له غبار، لا يعرف أن علم الصرف يضبط كلمة "دِيْن" هكذا، أو أن "إليّ" تُكتب هكذا، و"العِلْم" هكذا، أو أن "عاشق" معطوفة على مجرور ولا يصحّ رفعها، والأمر نفسه في "كاره"، وأن "جهلا" مبتدأ لا تُنصب، وإن نُصبت فإن نعتها "وضاح" لا يُرفع، وأن "سِفَاح" نعت لـ"نبت" المرفوعة ولا يجوز نصبها، و"قرير" حال منصوبة وليست مرفوعة، ومرتاح أيضا، و"غَيْر" تُكتب هكذا وفي موضعها المذكور تأتي منصوبة، ومثلَ، و"سيّدِه" مجرورة بالإضافة.. إذا كان "راشد" لا يعرف كل هذه البدائيات البسيطة، فعن أي لغة وعلم وفقه وشعر ونحو ودكتوراة يتحدث؟!

في الشعر نفسه، لا يعرف مصطفى راشد أن هناك علمًا التمسه الخليل بن أحمد الفراهيدي من أشعار العرب الأوائل، ووضع فيه خمسة عشر إيقاعًا، استكملها تلميذه الأخفش "أبو الحسن سعيد بن مسعدة" بإيقاع سادس عشر، يُعرف بـ"علم العروض"، ودوره ضبط إيقاع الشعر وموسيقاه. يكتب راشد كما يكتب تلاميذ الابتدائي موضوعات التعبير الساذجة، ثم يطبع هذا الهراء في كتاب يحمل وصف "ديوان شعر"، ثم يتبجّح حينما نُطبّق أصول الصنعة ونقول إن هذا الثغاء ليس شعرًا ولا كتابة ولا يحزنون، وما فيه ينمّ عن جهل لا علم، وعن ادّعاء وابتداع لا عن أصالة وإبداع.

في الأخير.. نُقرّ حق مصطفى راشد في الذهاب إلى القانون، إن هو أراد هذا، ونؤكد أننا نحترم المسارات الشرعية ولدينا القدرة، والوثائق، والشهود الأجلاء، بالشكل الذي يؤهّلنا لخوضها. فقد يسّر لنا الله - حينما اختار لنا هذه المهنة الجليلة - أن نكون بوابة لما نعتقد أنه الحق، مفتوح مصراعاها لا يُغلقان، ومشحوذة خطانا لا تكلّ ولا ترهب. نتغاضى عن تجاوز مصطفى راشد وسوء أدبه في حق الزميل أيمن عبد التواب، فلم نعلم عن الرجل إلا تصدّره لما لا يُحسنه، وافتئاته على كل قيمة ومنطق، ولا نرى فيه خيرًا أو نأمل منه أن يدفع شرًّا، ورغم هذا نُقرّ له حقّه في الذهاب إلى القضاء. نثق دائمًا في القانون وفي مؤسسات الدولة وفي القضاء المصري النزيه. نؤكد أننا نشرنا ردّه الصفيق كما هو إعمالاً لحق الردّ، وتعرية له أمام الناس، حتى لو كنّا صوّبنا له عشرات الأخطاء في ردّه، ونرجوه الآن، الآن فعلاً، أن يذهب إلى القضاء بأوراقه ومستنداته، لنذهب نحن أيضًا بأوراقنا ومستنداتنا، وبشهادة الأزهر ومجلس الأئمة في استراليا.

أهلا بك يا شيخ مصطفى راشد على صفحات "صوت الأمة"، ضيفا دائمًا، ما دمت تتجاوز كل حدّ وتهين كل قيمة، وما دام في أقلامنا مِداد، فستجمعنا جولات مع "الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق