تيريزا ماي بين نارين.. انقسامات حزبها المحافظ وضغوط المعارضة باستفتاء ثان على البريكست

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018 12:00 م
تيريزا ماي بين نارين.. انقسامات حزبها المحافظ وضغوط المعارضة باستفتاء ثان على البريكست
بريكست
محمود علي

أثار الغموض الذي يحيط بمفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فيما يعرف بـ «بريكست» الكثير من الجدل، لاسيما وأنه له تداعيات على الداخل البريطاني، ففى الوقت الذي تدب الانقسامات في حزب رئيسة الوزراء تيريزا ماي، الأمر الذي وصل إلى حد التهديد بالإطاحة بها من الحكومة وتعويضها بعضو آخر، استغل حزب العمال البريطاني الوضع وطالب باستفتاء ثان على البريكست.
 
من جانبه علق وزير الخزانة في حكومة الظل العمالية جون ماكدونيل اليوم الأثنين على مطالبات أعضاء حزب العمال بإجراء استفتاء ثان (تصويت الشعب) على البريكست، مؤكدًا أن هذا يعني إجراء انتخابات عامة مبكرة.
 
وتزيد مطالبات جزء من المعارضة باجراء استفتاء ثان على البريكست الضغط على الحكومة البريطانية، لاسيما وأنه يتزامن مع الضغوط التي وضعها حزب المحافظين على رئيسة الوزراء البريطانية، حيث طالب عدد من أعضاء الحزب بتغيير استتراتيجية الحكومة في التعامل مع الاتحاد الأوروبي للخروج بأفضل نتائج من عملية البريكست.
 
وطالب عدد من أعضاء حزب العمال البريطاني رئيسة الوزراء البريطانية بالاستقالة، ما استدعى إلى الاذهان واقعة رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر، والتي مر عليها ما يقارب من 28 عامًا عندما قدمت استقالتها من منصبها، على إثر ما شهدته القمة الأوروبية التي عقدت بروما 1990 والتي تم فيها تسجيل معارضتها الشديدة لاستخدام عملة واحدة أوروبية هي اليورو.
 
لذا أكد الخبراء المتابعيين للمفاوضات البريطانية الأوروبية أن تيريزا ماي بين نارين، الأولى داخل حزبها الذي تترأسه، والثاني المعارضة التي تزيد من الضغط على الحكومة من أجل الذهات إلى تغيرها أو إجراء انتخابات مبكرة على أقل تقدير.

ولكن الانقسامات لم تدب داخل حزب المحافظين فقط، فالحزب العمالي هو الآخر بداخله خلاف شديد يعتبره البعض مثيرًا للقلق، خاصة بعدما يتجه خلال مؤتمره العام في ليفربول إلى النظر مجددًا في سياسة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، لاسيما بعدما تلقت آمال ناشطين مؤيدين للاتحاد الأوروبى - رغبوا فى أن يلقى الحزب دعمه كله وراء إجراء استفتاء ثان على البريكست - نكسة كبيرة.

الدعوات التي تطالب بإجراء استفتاء ثان في حزب العمال، تخطت أكثر من 100 دائرة انتخابية للحزب، كما انضم آلاف الأشخاص إلى مسيرة تدعو إلى ما يسمى "تصويت الشعب"، من أجل الضغط على زعيم المعارضة جيريمى كوربين والحزب لتغيير المسار، في حين خرجت صياغة ستقدم للاقتراح في المؤتمر العام للحزب البريطاني الثلاثاء المقبل، تنص فقط على أن الحزب «إذا لم يتمكن من إجراء انتخابات عامة، يجب على حزب العمال دعم كل الخيارات المتبقية على الطاولة ، بما فى ذلك الحملة من أجل التصويت العام».

وزير الخزانة فى حكومة الظل جون ماكدونيل استطرد حديثه عن هذا الاقتراح مؤكدًا أن «تصويت الشعب الحقيقى» سيكون بمثابة انتخابات عامة، مشيرًا في تصريحات لشبكة «أي تي في»، أنه حتى لو تم طرح قرار الاتحاد الأوروبى على الجمهور فى استفتاء ، فإن الخيار سيكون بين قبول الصفقة أو العودة إلى طاولة المفاوضات بدلا من خيار البقاء داخل الكتلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق