ربع ساعة تكشف عوار نظام التعليم.. هل تستطيع "الحاجة" تطبيق منظومة طارق شوقي؟

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018 07:00 م
ربع ساعة تكشف عوار نظام التعليم.. هل تستطيع "الحاجة" تطبيق منظومة طارق شوقي؟
الطفل الباكى
أمل غريب

طارق شوقي، الوزير الحالي لحقيبة التربية والتعليم، وأحد المبدعين والمفكرين في تطوير منظومة التعليم المصرية، والنهوض بها من كبوة استمرت لفترة كانت كفيلة بأن تخرج جيلا يحتاج إلى الكثير من العلم- متعلما جاهلا- وقد بدأ «شوقي»، خوض غمار المنافسة حتى يصل بمستوى الطالب المصري إلى بر الأمان.
كانت منظومة التعليم الجدية التي طرحا، وزير التربية والتعليم، محل ريبة من البعض، على الرغم من انه خطة طموحة جدا. بدأت بـ«التابلت»، واستمرت بتطوير المدارس، ومنها المدارس اليابانية، ومنظومة مدارس المتفوقين، والعديد من الأطروحات الأخرى.
 
72 ساعة.. هي الفترة التي مضت على بدأ العام الدراسي الجديد (2018-2019)، ولكن لم تخلُ المدارس من الأزمات والكوارث الكفيلة بأن تحبط مخطط، طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والتي تجعل سؤال هاما يظهر على الساحة، وهو: «هل يستطيع المعلمون تطبيق مقترح طارق شوقي.
 
الطفل يبكى ارؤوح انام ربع ساعه
الطفل يبكى: أروح أنام ربع ساعة والنبي
 
«طفل صغير يبدو منهكا من يوما دراسيا شاق.. بكاء وعويل وهمهمة وغمغمة من الطفل.. وصغارا يحاولون تهدئة زميلهم.. ومعلمة فقدت الإنسانية وتجاهلت بكاء الطفل، وظلت تصور مشهدا رأته مضحكا.. وأخرى كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تفتك بالطفل إلا أن الكاميرا منعتها».. ما سبق هو مقتطفات من مقطع فيديو تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، في شكل مزحة صغيرة، إلا أنه يحمل في مضمونه الكثير والكثير من الآلام التي قد تورق مضاجع وزير التربية والتعليم.
 
«ربع ساعة بس.. هنام ربع ساعة بس وهعمل اللي أنتي عايزاه..ونبي يا حجة».. بهذه الكلمات البسيطة عبر الطفل الصغير، عن تعبه الشديد، متعاملا مع معلمته من منطلق أنها «حاجة»، لم يراه فيها أنها المدرسة التي من المفترض أن تلقنه العلم.
 
ربما كان السبب استهتار المعلمة بدورها العلمي وتصويرها للفتي، وربما بسبب تعاملهم العنيف مع الأطفال.. ففي الخلفية ظهرت معلمة أخرى، قابضة في يديها على قطعة من الحديد، واقتربت من الطفل، ربما كانت تستعد للفتك بها. إلا أن تصوير زميلتها في الفصل جعلا تهدئ وتتعامل مع الطفل كونه صغير وبدأت في إخباره بأنها يستعد للرحيل.
 
الطفل ببراءته قال كلمات بسيطة تعبر عن كيفية رؤيتها للمعلمة في الفصل، وهي «يا حاجة».. فإن كانت المعلمات والمعلمين الذين يستعدون لتطبيق منظومة التعليم الجديدة «حجاج»: «هل يتمكن أولئك الحجاج من تطبيق منظومة تعليم طارق شوقي الجديدة؟».
 

المدرسه شايلة العصايه

المدرسة شايلة العصا
 
خاصة وأن المعلمتين اللتين صورا مقطع الفيديو، لم تكتفيا بالاستهتار بالطالب الصغير الذي نام خلال الحصة، ربما لكونهما لم يقدما معلومة، وكانتا تتشاطران الحديث فيما بينهما.
 
في هذا الإطار يقول أحمد مهران مدير مركز القاهرة للدراسات القانونية، إن تصوير طفل داخل أحد الفصول الدراسية ونشر صورته وهو نائم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعتبر جريمة جنائية وتأديبية وانتهاك للخصوصية ولحرمة الحياة الخاصة.
 

وفي هذا الصدد يبقى السؤال مطروحا على الساحة التعليمية، خاصة بعد ما شهدته الفترة الماضية، هل المعلمون القائمون على توجيه الرسالة العلمية للطلاب قادرين على تطبيق منظومة التربية والتعليم الجديدة التي يطمح لها طارق شوقي.

كان خالد صفوت، مؤسس جروب ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية، أكد أن أولياء الأمور يرحبوا بالتطوير والتغيير المستمر في منظومة التعليم، قائلا: «التغير سنة الحياة»، موضحا أن الجميع يتفق بأن منظومة التعليم الحالية أصبحت بآلية وتحتاج إلى تغيير كلى وجذري وهو ما سعت إليه الدولة بالفعل ونحن نقف خلف المسئولين عن التطوير.
 
وقال «صفوت»، في تصريحات صحفية له اليوم: «حقيقي أوليا الأمور مرحبين بالإستراتيجية الجديدة.. لكن في بعض النقاط اللي تسبب القلق لأوليا الأمور، والتي تلخصت في قرابة إلى 10 أسباب»، وأوشح أن أول تلك الأسباب هو أن وزارة التربية والتعليم لم تكشف عن تفاصيل ومراحل تطبيق النظام الجديد سواء في الصفوف الأولى أو الثانوي العام، وهناك معلومات غير واضحة تظهر من وقت لآخر من قبل الوزارة دون توضيح، قائلا: «غياب الصورة الكاملة للمنظومة الجديدة دفع أولياء الأمور إلى التخوف من تطبيقها».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق