انتشرت كالنار في الهشيم.. «الكاتينج» موضة بين المراهقين وتروجها مواقع التواصل الاجتماعي

الخميس، 27 سبتمبر 2018 05:00 م
انتشرت كالنار في الهشيم.. «الكاتينج» موضة بين المراهقين وتروجها مواقع التواصل الاجتماعي
الكاتينج
أمل غريب

بجسد هزيل، وأيدي مغطاه بأكمام طويلة تتدلى حتى أطراف أصابع يدها، جلست «مي»  تداري ذراعها ولا تحاول مجرد الكشف عن أصابع يدها أمام زملائها بالمدرسة، ولم يكن يعرف أحد من زميلاتها الإجابة على سؤال؛ لماذا تحرص مي على ارتداء ملابس بأكمام طويلة وفي وقت شديد الحرارة على الرغم من أنها ليست محجبة.

لكنها وحدها هي من كانت تعلم بالسر الذي تخفيه عن صديقاتها وعن أهلها في المنزل، وجعلها تعيش مترددة ومنزوية لا تتعايش بسلام مع جسدها وترفض الحديث مع أي شخص، حتى في طريقة جلستها تجدها في آخر مكان داخل فصلها متهدلة الأكتاف ومطأطأة الرأس لا تتحدث مع أحد، ولكن منذ الوهلة الأولى عند رؤية يدها ستعلم المأساة التي عاشتها وجعلتها تداري وتخبئ يدها إلى هذه الدرجة، فأثار الجروح والتشريط المحفورة على يد مي، عميقة ومنتشرة بدرجة لن يتخيل أحد ما حدث معها وكيف لفتاة في عمرها أن تفعل ما فعلته بنفسها؟.

احد ضحايا الكاتينج

حكت مي عن معاناتها التي أدت بها إلى أن ترتدي أكمام متهدلة تغطي أطراف أصابعها، وقالت: «عانيت وأنا في مرحلة الشهادة الإعدادية من مشاكل أسرية كبيرة، وضغوط من أمي وأبي، وكنت أبكي كثيرًا على حالي، ووجدت صديقاتي يمارسون الكاتينج cutting ومن شدة الضغط النفسي حاولت تقليد صديقاتي الذين كانوا يقدمن على تشريط أيديهم بـ«الكاتر» أو «الموس» أو «الدبابيس» أو «السكينة»، وكانوا في بعض الأوقات يكتبون بعض الأسماء والعبارات على أيديهم أو في أي مكان من جسمهم»، مؤكدة أنها كانت تقلدهم وكانت تنزف من كثرة الجروح ولكن كان كل همها أن تفعل مثل صديقاتها .

تكمل مي بحسرة: «بعد فترة من الوقت ابتعدت عن شلة الأصدقاء هذه، بعد أن أفقت على حجم كارثة التشوهات التي أحدثها الكاتينج في ذراعي، خصوصا أني ذهبت لأحد أطباء التجميل وأخبرني أن أثار الجروح لن تختفي من يدي وأن ذراعي أصبح مشوها، وقتها فقط احسست بالندم على تقليدي الأعمى لأصدقاء سوء».

انتشار الكاتينج
 
موضة «الكاتينج» انتشرت بشدة مؤخرًا بين أوساط المراهقين والشباب، وأصبحت أحد الأمراض النفسية المعروفة باسم «إذاء النفس» يبدأ بها أحد الأصدقاء، الذؤ يقوم بإيذاء نفسه من خلال عمل جروح أو قطع أو تشريطات في يديه وجسمه حتى تنزف، ثم يقوم بتصوير هذه الجروح والتشريطات ويعرضها على أصدقائه في الشلة، فتنتشر بينهم، خصوصا إذا كان أحدهم يعاني من أي أزمة نفسية أو أي ضغط، ثم يقوما بتبادل صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الفكرة بين أوساط أعمارهم.

وتؤكد الأبحاث النفسية، أن الـ «كاتينج cutting»، أو إذاء النفس، عبارة عن أحد مراحل الإيذاء الحاد للنفس، تكشف عن جوانب شخصية اضطرابية ولا تشعر بالراحة النفسية وليس داخلها أي درجة من السلام النفسي، لأن هؤلاء الأشخاص الذين تسيطر عليهم هذا المرض لا يشعرون بالراحة إلا بعد رؤية الدم وهو يسيل من الجروح، وقد يصل به الأمر إلى أنه لا يترك مكان في جسده دون جرحه، وفي هذه الحالة يكون قد وصل لدرجة صعبة في العلاج وقد تستغرق شهورا لعلاجها لأنها تصاب بإدمان إذاء النفس بسبب اعتيادها على الشعور بالألم ورؤية الدماء التي تسيل.

كاتينج
كاتينج

كما أكدت الأبحاث العلمية، أن حالات الأشخاص المصابون بالكاتينج، لابد من علاجها جيدًا، لتخليص الشخص من الرغبة المسيطرة عليه في تقطيع الجسم، وتحديد ما إذا كان يعاني من الاكتئاب أو أي اضطرابات نفسية أخرى، لتحديد خريطة العلاج الصحيحة، والتي تعتمد على تعزيز مهاراتهم تجاه مجتمعهم وأسرهم.

انتشرت الـ«كاتينج» بين الأوساط الشبابية والمراهقين على استحياء وفي الخفاء، إلا أن هناك بعض مواقع التواصل الاجتماعي، سارت تروج لهذه الموضة بدرجة مريبة، وعمل قياس رأي لمدى تقبل متابعين الصفحة للأمر وحجم رفضهم للفكرة، فبلغ الأمر أكثر من مجرد كتابة بوست مثل «على قد ما الكاتينج بيوجع جسديا على قد ما هو بيكون راحة نفسية»، وأصبح نوع من الإصرار على نشره بين المراهقين والشباب، على زعم كاتبه.

احد الصفحات التى تروج لموضة الكاتينج
احد الصفحات التى تروج لموضة الكاتينج

 

تعليقات متابعين الصفحة عن الترويج للكاتينج
تعليقات متابعين الصفحة عن الترويج للكاتينج

 

تفاعل متابعين الصفة مع موضة ترويج الكاتينج
تفاعل متابعين الصفة مع موضة ترويج الكاتينج

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق