هل ينهار المحافظين البريطاني؟.. بريكست تكشف تمزق داخلي في الحزب الحاكم

الإثنين، 01 أكتوبر 2018 09:00 م
هل ينهار المحافظين البريطاني؟.. بريكست تكشف تمزق داخلي في الحزب الحاكم
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

حرب التصريحات الشرسة بين وزير الخارجية البريطانى السابق بوريس جونسون، ورئيسة وزراء بريطانا تيريزا ماي، مازالت مشتعلة، ويبدو أنها لن تتوقف خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد زعم الأول أن «ماي»، تهدف إلى تدمير الاقتصاد البريطاني، بخروجها من الاتحاد الأوروبي- او اتفاقية بريكست- وعلى الرغم من أن استفتاء بريكست الذي جرى في يونيو (2016)، انحاذ فيه البريطانيون إلى الخروج من الاحاد الأوروبي، إلا أن الوضع بدأ يتبدل من جديد.
 
فخلال الشهور الماضية ترددت أنباء عديدة عن تواترت من عزم الحكومة في المملكة التراجع عن نتائج الاستفتاء، أو تنظيم استفتاء جديد، بينما تقول شواهد أخرى إنها تواصل ترتيبات الخروج من الاتحاد، ولكنها تسعى لإطالة أمد الأمر وتقليل خسائره قدر الإمكان.
 
وفي أعقاب هذا التوتر بدأ وزير الخارجية البريطانى السابق بوريس جونسون، يلعب على وتر تأجيج الوضع لرئيس الوزراء البريطانية، وهاجمه في العديد من المحافل، بزعم أنها تسعى لانهيار وحصار بلاد الإنجليز، ما دفع «ماي»، للرد على وزير خارجيتها السابق، إلا أنه لم يتراجع وجدد اشتباكه، واصفا خطتها للبريكست «بالمنافية للعقل». جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات المؤتمر السنوى لحزب المحافظين الحاكم فى مدينة برمنجهام فى الوقت الذى تواجه فيه المفاوضات حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى مأزقا؛ مما يسبب انقسامات عميقة حول الاستراتيجية التي يجب اتباعها قبل ستة أشهر من الموعد المحدد لبريكست.
 
وعلى ما يبدو أن الخلافات التي يشهدها استفتاء بريكست اليوم، أظهرت تناقضات حزب المحافظين الحاكم. وأشارت صحيفة الجارديان البريطانية، إلى أن الأزمات الداخلية التي تدب في حزب المحافظين البريطاني، ستتضح بجلاء فى الأيام المقبلة.
 
وأوضحت الصحيفة، ان هذا التناقض بالإشارة إلى أن المحافظين يقفون مع حرية التجارة لكن يعارضون حرية حركة الأشخاص بين دول الاتحاد الأوروبى؛ كما يدينون السياسات الشعبوية شريطة ألا تكون من صياغة أو لصالح الأغنياء وذوى النفوذ؛ ومع أن المحافظين من المفترض أن يكونوا داعمين للرأسمالية، إلا أن بعضهم قضى أشهرًا يخطط لتحطيمها.
 
ونبهت الجارديان إلى أن جزءًا من حزب المحافظين ينتهج سياسة التضليل؛ إذ يقول بأن الخروج الصعب من الاتحاد الأوروبى سيسمح لبريطانيا بأن تزدهر – وهو ما لن يكون. ورأت الصحيفة أنه وإذا كان ثمة اعتقاد يقول إن استفتاء بريكسيت قد نشّط قاعدة حزب المحافظين، إلا أن هذا الاستفتاء قد مزّق وحدة الحزب.
 
واستدركت الجارديان بالقول إن الأزمة الراهنة التى يعايشها حزب المحافظين يمكن تعقُّب جذورها إلى ما قبل استفتاء 2016، وتحديدا إلى الطبيعة المدمرة للعولمة التى روّج لها كل من حزب المحافظين وحزب العمال الجديد؛ وقد غيرت العولمة عادات الحياة والعمل والأسرة، على نحو حوّل السياسة البريطانية من نظام "الأحزاب القائمة على الطبقة الاجتماعية" حيث كان حزب العمال يلقى دعما ممن ينالون حظا بسيطا من التعليم والفقراء – إلى نظام دوائر النُخَب اليوم حيث بات الناخبون الحاصلين على الحظ الأوفر من التعليم يدعمون حزب العمال بقوة بينما الأثرياء يدعمون حزب المحافظين؛ كما تحوّل كبار السن إلى دعم حزب المحافظين.
 
ولفتت الصحيفة إلى أن البعض داخل المحافظين يعتبر الأزمة الراهنة التى يعانيها الحزب جرّاء بريكسيت بمثابة فرصة لإعادة كتابة القواعد الأساسية لسياسات الحزب؛ لكن لماذا يتعين على الناخبين أن يضعوا ثقتهم فى حزب تمخضت سياساته الاقتصادية عن أسوأ نمو تشهده المملكة المتحدة على مدى عشر سنوات منذ زمن الحرب؟.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة