محطم خط بارليف.. عندما قال باقي يوسف لـ«السادات»:«ربنا حط المشكلة وجنبها الحل يا فندم»

الجمعة، 05 أكتوبر 2018 03:00 م
محطم خط بارليف.. عندما قال باقي يوسف لـ«السادات»:«ربنا حط المشكلة وجنبها الحل يا فندم»
اللواء باقي زكي يوسف
علاء رضوان

 

 

تحتفل الدولة المصرية على كل المستويات الرسمية والشعبية بالذكرى 45 لحرب أكتوبر 1973 المجيدة التى تُعد بمثابة الحدث الأول فى تاريخ مصر الحديث كونه انتصاراَ عزيز محفوراَ داخل كل مصري لن يمكن أن ينساه.

ومع الإحتفال بالذكرى 45 لحرب أكتوبر المجيدة لا يفوتنا أن نتحدث عن خط بارليف المنيع ومحطمه اللواء باقي زكي يوسف، حيث أن خط بارليف كان يُعد  أقوى خط تحصين دفاعي في التاريخ العسكري الحديث يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقية للقناة . 

35126892_1922528551101098_3524276006468714496_n

مصمم خط بارليف المنيع هو الجنرال حاييم بارليف، رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي وقتها، والذي فكر فى إنشائه ليفصل سيناء عن الجسد المصرى بشكل نهائى، وليحول دون وصول الجيش المصري إلى الضفة الشرقية للقناة من خلال إنشاء ساتر ترابي منحدر ومرتفع ملاصق لحافة القناة الشرقية بطول القناة من بورسعيد إلى السويس، ليضاف للمانع المائى المتمثل فى قناة السويس؛ يتكون الخط من تجهيزات هندسية ومنصات للدبابات.

الساتر الترابي - خط بارليف –فى تلك الأثناء كان يعلو يومًا بعد يوم وهو مكون من كثبان رملية طبيعية تكونت من ناتج حفر قناة السويس حيث كانت رمال حفر القناة وصخوره تلقى على الضفة الشرقية من القناة حيث إن الناحية الغربية أراض زراعية، حيث أكد الخبراء السوفيت أن الساتر الترابي لا يمكن تحطيمه إلا بقنبلة نووية. 

اقرأ أيضا: كيف اعتمدت الصهيونية على القوة لاغتصاب فلسطين؟.. مذكرات الجسمي تجيب (الحلقة 2)

أحد المعضلات الكبرى في عملية اقتحام خط بارليف تمثل حينها فى كيفية فتح ثغرات في الرمال والأتربة التي لا تؤثر فيها الصواريخ لعبور ناقلات الجنود والمدرعات والدبابات إلى سيناء، ومن المعلوم أنه تم فتح الثغرات المطلوبة في السد الترابي بواسطة خراطيم المياه القوية، أتى بهذه الفكرة العبقرية البسيطة لفتح ثغرات في خط بارليف الحصين اللواء أركان حرب المهندس  باقي زكي يوسف ابن محافظة أسيوط.   

201704220732163216

باقي زكي يوسف من مواليد 1931، وتخرج في كلية الهندسة جامعة عين شمس قسم ميكانيكا سنة 1954، والتحق بالقوات المسلحة في ديسمبر 1954، وعمل بجميع الرتب والمواقع المختلفة حتى رتبة لواء في 1984.

اللواء باقى زكى يوسف عمل ضابطًا مهندسًا في القوات المسلحة بعد تخرجه في كلية الهندسة جامعة عين شمس خلال المدة من عام 1954م وحتى منتصف عام 1984م، كان قومندان لتشكيل من تشكيلات الجيش الثالث الميداني وكان رئيسًا لفرع مركبات الجيش الثالث فى حرب أكتوبر 1973، حيث خرج من الجيش بعد أن قضى خمس سنوات برتبة اللواء، وهو صاحب فكرة فتح الثغرات في الساتر الترابي باستخدام ضغط المياه في حرب أكتوبر 1973م. 

اقرأ أيضا: حرب أكتوبر شاركت فيها جميع الأطياف.. 6 حكايات مخلوطة بالدم لنجوم الفن من أرض الميدان

وقصة اختراعه لهذا المدفع المائي جاءت عندما اُنتدب للعمل في مشروع السد العالي في شهر مايو عام 1969م، فقد عُين رئيسًا لفرع المركبات برتبة مقدم في الفرقة 19 مشاة الميكانيكية، وفي هذه الفترة شاهد عن قرب عملية تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال في داخل مشروع السد العالي بمحافظة أسوان وقد استخدم في عملية التجريف مياه مضغوطة بقوة وبالتالي استطاعت إزالة هذه الجبال ثم إعادة شفطها في مواسير من خلال مضخات لاستغلال هذا الخليط في بناء جسم السد العالي.   

889

وتبلورت هذه الفكرة في ذهن المقدم باقي؛ أعد باقي زكى تقريرًا فنيًا وافيًا وصل فيما بعد إلى يد الرئيس جمال عبد الناصر أثناء اجتماعه الأسبوعى بقادة التشكيلات بمقر القيادة العامة، وقد اهتم الرئيس بالفكرة المبتكرة، وأمر بتجربتها واستخدامها في حالة نجاحها، وقد أجريت تجربة عملية عليها في جزيرة البلاح؛ وقد لخص اللواء باقي الفكرة بقوله لقائده: «ربنا حط المشكلة وجنبها الحل يا فندم». 

اقرأ أيضا: حكايات وأسرار من محبرة الجمسي.. "الجنرال المخيف" يروي مذكراته عن حرب أكتوبر

وتقديرًا لجهوده تم منحه نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى عن أعمال قتال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة في مواجهة العدو بميدان القتال في حرب أكتوبر 73، تسلمه من يد الرئيس الراحل  أنور السادات في فبراير 1974م، وأيضًا وسام الجمهورية من الطبقة الثانية تسلمه من الرئيس الأسبق حسني مبارك بمناسبة إحالته إلى التقاعد من القوات المسلحة عام 1984م، حيث توفى اللواء باقي صدقة يوم السبت الثالث والعشرين من يونيه من عام 2018، عن عمر يناهز 87 عاماً.

201710040832163216
 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق