يدعون لدين جديد.. المليشيات المسلحة في العراق تبني إمبراطوريتها الاقتصادية من الخمور

الأحد، 07 أكتوبر 2018 04:00 م
يدعون لدين جديد.. المليشيات المسلحة في العراق تبني إمبراطوريتها الاقتصادية من الخمور
ميليشيات

يدعون لدين جديد.. لم يكن مؤلف تلك المقولة التي قيلت في العديد من الأفلام التي رصدت انتشار، يعتقد أنها سوف تتحقق في إحدى الأيام، فعلى مدار الفترة الماضية تحركت المليشيات المسلحة، والداعمين للإرهاب تحت عباءة نجدة الدين من براثن من يدعن أنهم كفارة، ليتوغلوا في بدن الوطن العربي ويذيقون أهله الأمرين.
 
مثلث الشر دعم المليشيات المسلحة في كافة ربوع الوطن العربي، بهدف غرس مخالب الشر في بدن تلك الدول، ويبدو أن الوجه الحقيقي لتلك المليشيات بدأ يظهر، ولم يعد الظلام يغطي عوراته. كما أن مثلث الشر بدأ يفقد سطوته على تلك المليشيات المسلحة.
 
فقد خرجت المليشيات المسلحة من عباءة طهران، بعد أن كانت تابع لها، كما بدأت المليشيات المسلحة في العراق، في بناء إمبراطوريتها الاقتصادية الخاصة، مما يراه الدين حرام، أنصار الدين والمدافعين عنه، يفتتحون حاليا مصانع للخمور لبناء اقتصادهم الخاص.
 
كان الدافع الذي دفع المليشيات لخلق اقتصاد موزي للنظام الإيراني، هو هاجس انهيار نظام الملالي الاقتصادي، وتوقف الأموال التي تتدفق يوما بعد الأخر لدعم المليشيات المسلحة في محاولة تفتيت العراق.
 
كما قام بعض هذه الميليشيات بتكثف نشاطها السياسي في بغداد بالتزامن مع تكثيف نشاطها في «كفاح» من نوع آخر، يختص بحماية دخول المشروبات الكحولية إلى العاصمة، في تجارة مربحة تدر عليها دخلا يقدر بعشرات آلاف الدولارات يوميا.
 
ويبدو أن حالت التراخي الأمني، منحت المليشيات الفرصة في بناء مستقبلها الاقتصادي، خاصة في ظل غياب التقيد بالقانون الذي صدق عليه البرلمان في (22 أكتوبر 2016) بحظر واستيراد وبيع المشروبات الكحولية، توسع نشاط بعض الميليشيات المسلحة لاستغلال الوضع، وتوفير احتياطات مالية ضخمة.
 
فقد أكد مصدر مطلع على عملية إدخال الخمور إلى العاصمة أن: «فصائل مسلحة تدخل زجاجات الخمر إلى بغداد، عبر إقليم كردستان العراق في شمال البلاد، عبر شاحنات لا تعترضها سلطات الجمارك أو أي رقابة أمنية».
 
وكانت صحيفة «سكاي نيوز عربية»، نشرت تصريح لمصدر مطلع، أوضح خلاله أن هذه الشاحنات تسير ضمن أرتال مدججة بالسلاح، وتصاحبها سيارات دفع رباعي تحمل شعارات أحد الفصائل المسلحة.
 
وتابع المصدر: «يشرف أعضاء ميليشيا عصائب أهل الحق على إدخال زجاجات الكحول إلى مخزن بمنطقة الكرادة ببغداد، مقابل 12 ألف دولار عن كل شاحنة، بينما لا يتجاوز أجر الشاحنة التي تحمل أي مواد عدا الخمور من إقليم كردستان إلى بغداد 800 دولارات كحد أقصى».
 
وتعد ميليشيا «عصائب أهل الحق» التي دربتها إيران جزءا من قوات الحشد الشعبي، ويتنامي نفوذ زعيمها قيس الخزعلي في العراق، باعتبارها أداة لنظام الملالي.
 
وظهرت «عصائب أهل الحق» كأحد أبرز اللاعبين في الحياة السياسية بالعراق، عبر عملياتها المسلحة والمروعة، منذ رحيل القوات الأميركية عن البلاد في ديسمبر 2011، وقد نشأت برعاية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
 
وبينما ينتهي دور العصائب في تأمين دخول الخمور إلى بغداد، يأتي دور «سيارات الشرطة الاتحادية إلى جانب متاجر الكحوليات، حيث توفر دورياتها الحماية الأمنية لغالبية محال بيع الخمور المنتشرة في بغداد»، بحسب ما قاله ناشط حقوقي.
 
وأضاف: «ولأن هذه المحال لا تضع لافتات تدل على هويتها، أصبحت سيارات الدفع الرباعي الأمنية، من طراز شيفرولية سيلفرادو، علامة تدل على وجود متاجر بيع المشروبات الكحولية».
 
وأوضح المصدر الحقوقي الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية، قائلا: «عادة ما تتخذ محال بيع الخمور من أسفل البنايات المهجورة التي غادر أصحابها بغداد مقرا لها، بعد أن سيطرت عليها عصابات وفصائل مسلحة تابعة لأحزاب سياسية، تتقاسم مناطق بغداد، حسب نفوذ أفرادها».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق