الجمعية الجغرافية.. خزينة الخرائط لحفظ حقوق الأرض والسيادة المصرية

يقاس تاريخ الأمم بما تزخر به من مساهمات في الحضارة ونشر العلوم، ولكن الأفضل من ذلك أن تحتفظ بدلائل ووثائق علمية تحفظ هذا التاريخ وتدافع عنه عند الضرورة، وسط موجات التضليل والتشكيك في الحقوق والسيادة على الأرض.

الجمعية الجغرافية المصرية واحدة من أقدم الجمعيات العلمية التي حظيت بها مصر منذ التأسيس عام 1875 وحتى الآن، وأحد الصروح العلمية التي اهتمت بدراسة الجغرافيا والمسح في مصر وإفريقيا، حيث تحتوي خزائن وأدراج هذه الجمعية على حقائق التاريخ التي تؤيدها الخرائط والمخطوطات العلمية منذ عهد البعثات الاستكشافية للقارة الإفريقية لاستكشاف العمق الإفريقي ومنابع نهر النيل.

 

أكثر من 600 أطلس خرائط، و30 ألف مجلد، و12 ألف خريطة هي رصيد الجمعية الجغرافية منذ تأسيسها وحتى الآن، وكان هذا الرصيد هو الذخيرة الحية للدفاع عن حقوق وسيادة الدولة على الأراضي المصرية في معركة استعادة الأرض عام 1988 لاستكمال نصر أكتوبر 73، عندما تم تشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا أو اللجنة القومية العليا لطابا، حيث كانت الجمعية ممثلة في تلك اللجنة لعرض الخرائط التاريخية التي تثبت السيادة المصرية.

ومن بين الخرائط والأطالس والوثائق التاريخية، تحتفظ الجمعية على نحو 128 أطلس وألبوم، ومنها 22 أطلس لمصر فقط، وتتنوع هذه الأطالس إلي فترات تاريخية منذ الفتح العربي والحملة الفرنسية، ومنها أطالس طبيعية وبشرية وتاريخية وبلغات مختلفة، ومن أبرزها أطلس مصر الفضائي جزأين عام 1990، أطلس الجيولوجي لسيناء عام 1980، وأطلس المنافع العامة الكبرى في عهد محمد علي الكبير عام 1950، بالإضافة إلي الأطلس القومي لمصر وهو آخر أطلس قومي لمصر صادر عن الجمعية الجغرافية عام 1928.

 

وتحتوي الجمعية الجغرافية على قاعة مخصصة فقط للخرائط فقط، ويصل عدد الخرائط فيها 200 خريطة وخاصة خرائط القرنين التاسع عشر والعشرين، بالإضافة إلي خرائط الدول العربية، من بينها خرائط لسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومجموعة خرائط المغرب ومجموعة خرائط السودان المصري وهي جزء من سلسلة خرائط قارة إفريقيا، وخرائط إفريقيا والكشوف الجغرافية إلي جانب دول أجنبية منها الأرجنتين وفرنسا وإيطاليا ومدغشقر وإريتريا وأمريكا الجنوبية.