مسيحي أشرف على إفطار المسلمين في حرب أكتوبر.. اللواء وجيه رياض يحكي تفاصيل «شوي الأعداء»

السبت، 06 أكتوبر 2018 10:00 م
مسيحي أشرف على إفطار المسلمين في حرب أكتوبر.. اللواء وجيه رياض يحكي تفاصيل «شوي الأعداء»
اللواء وجيه رياض ذكي مع زملاؤه
نرمين ميشيل

45 عاما مرت على حرب السادس من أكتوبر المجيدة، ولايزال هناك أبطالا لديهم من الحكايات والقصص مايطرب الأذان وينمي روح العزة والكرامة والفخر لدى الأجيال الجديدة، شهدا قدموا أرواحهم فداء للوطن، وأخرين فقدوا أعضائهم، وأصيبوا بعاهات هي وسام شرف على جبينهم طوال حياتهم، فالجميع سطر بدمائه تاريخ العزة والكرامة.

اقرأ أيضا: رعب في تل أبيب.. رد فعل الشارع الإسرائيلي عندما اندلعت حرب أكتوبر (فيديو)

على الجبهة كان الكل جندي في سجلات «إعادة الشرف»، الفرد يحمي من يجاوره، الخلاص من العدو هو غايتهم، وتطهير الأرض من دنسهم هو شغلهم الشاغل، قادة يعملون جنبا إلى جنب مع جنودهم، لاغضاضة شابت الموقف، ولاهدف سوى عودة الأرض، ولايُعرف ديانة، فالجميع مصري، وشهيد، وعزيز عائد إلى أهله بفخر دحر الأعداء عن صدر الوطن.

resize

وحرص «صوت الأمة» على رصد ذكرى بعض الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم فداءا للوطن، وواحدا منهم هو اللواء وجيه رياض ذكي، قائد الكتيبة 302 مدفعية في اللواء 117 بالفرقة الثانية، والذي تخرج من الكلية الحربية عام 1957، وانضم لسلاح المدفعية وتدرج فيه حتى تم ترقيته عام 1968 لرتبة قائد الكتيبة، كان واحدا ممن شهدوا حرب العزة والكرامة، فيبدا كان يصدر الأوامر، وبأخرى يعد إفطار جنوده وزملاؤه من المسلمين ويجهزه لهم مع انطلاق أذان المغرب.

اقرأ أيضا: الكواليس.. كيف تلقى المسئولون داخل مبنى ماسبيرو تكليف إذاعة البيان الأول لحرب أكتوبر؟

1

«ذكي» بدأ سرد ذكريات الحرب لـ«صوت الأمة»، مشددا على استنكاره لوصف المصريين بالمسلم أو القبطي، وأن الجميع اختلط دمه بتراب الأرض، وأزهقت روحه دفاعا عن شرف الأمة العربية، ولم يفكر أيا منهم إلا في تحرير الأرض، وتخليصها من مغتصبيها، فتحول جنود الجيش إلى أسودا تزأر في وجه الضباع تطردهم من جنة مصر، أرض الفيروز الغالية.

اقرأ أيضا: محطم خط بارليف.. عندما قال باقي يوسف لـ«السادات»:«ربنا حط المشكلة وجنبها الحل يا فندم»

يقول بطل أكتوبر، إنه كان يسعد بمهمة إعداد إفطار المسلمين من جنوده الصائمين وقت الحرب، متابعا:«كنت فى ذلك الحين قائد الكتيبة ومع ذلك أقوم بكل الحب والسعادة بتجهيز إفطار رمضان لزملائي والجنود، وكنت دائمآ أصوم معهم وأشاركهم الإفطار في طبق واحد، لدرجة أنه عندما كنت في إجازة، ويقوم أحد من زملائي بطهو الطعام لهم بدلًا مني، كانوا يتحدثون عن اختلاف طعمه ويصفون طعامي بأنه مثل وجبات شيفات الفنادق الخمسة نجوم».

62562ae07b78e8538823723b79c9bc82

ويستطرد اللواء وجيه ذكرياته على الجبهة قائلا:«أتذكر أثناء حرب الاستنزاف قصة صغيرة لا تُمحى من الذاكرة، رأينا مجموعة من جنود العدو يحفرون فى الرمال بكواريك الحفر على خط بارليف، كانوا هدفًا ثمينآ لنا، فأمرت فورآ كتيبة واحد مدفعية "استعد اضرب"، وشاهدت جثامين الأعداء تتطاير في الهواء، في تلك اللحظة صرخت بشكل تلقائي جدآ لله  اكبر، الله اكبر، ويردد معي الجنود بصوت جهوري، لقد كنت سعيدآ جدآ ونحن نستعيد عزتنا، ومشاهدة جثامين الأعداء تتساقط أمامي».

اقرأ أيضا: صوته يتردد فى أذهان المصريين.. من صاحب صوت إذاعة البيان الأول لحرب أكتوبر؟

وعن ترديده صيحة قتال المسلمين، قال «شيف الجنود»: «بعد رجوعى للكتيبة بدأت أجلس مع نفسي، واسترجعت ما حدث طول اليوم، وتذكرت في دهشة صيحاتي الله اكبر مع باقي الجنود وكيف قلتها بهذا الشكل التلقائي على رغم من إني قبطى وعلى الفور قررت فى أول إجازة أن اذهب إلى الكنيسة وأسأل عن هذا الأمر، وكانت كنيسة كليوبترا في مصر الجديدة هي وجهتي، وقابلت الأب انطونيس، وحكيت له ما حدث، فجاء أغرب رد فعل لم أتوقعه، أخذ يضحك ويطمئني قائلًا: يا بني لايوجد فرق بيننا فالله واحد ونحن نعيش في وطن يجمعنا كلنا بمحبة وهدفنا كلنا هو محاربة العدو وما قلته بدافع إيمانك بالله ووطنك ليس به أي شيء، بالعكس أنا فخور بك».

اقرأ أيضا: وقت الشدة يظهر معادن المصريين.. هكذا تراجعت معدلات الجريمة أثناء حرب أكتوبر

وفيما يخص أعمال الكتيبة وقت الحرب، أكد «ذكي» أنه كان يعرف عن كتيبة الـ302 مدفعية، أنها كتيبة الأبطال المكلفة بتنفيذ العمليات والبدء فيها، حيث كانت تخرج على العدو بدقة بالغة وبسرعة متناهية للتخلص منهم والعودة مرة أخرى لتحديد الأهداف الجديدة، مشيرا إلى أنه عرف عن سلاح المدفعية أنه يقدر الوقت بالثانية بعد إصدار الأمر بالضرب.

 
62562ae07b78e8538823723b79c9bc82
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق