قصة منتصف الليل.. الشيطان يكتب سيناريو البطولة لـ«سكينة» قضت على أسرة كاملة

الإثنين، 08 أكتوبر 2018 11:06 م
قصة منتصف الليل.. الشيطان يكتب سيناريو البطولة لـ«سكينة» قضت على أسرة كاملة
إسراء بدر

وسط لفافات الجرائد وقطع ورقية، وجد بطل قصتنا نفسه مدفونا، مختبئا فى أحد الأدراج، أسفل كراكيب عفى عليها الزمن، ولكن من ذا الذى يظن أن هذه اللفافات تمنعه من إتمام مهامه التى جاء من أجلها؟

أعلم أنك عزيزى القارىء تتساءل كيف دفن البطل بهذه الطريقة وهل هو مازال على قيد الحياة أم اختنق فى محبسه، ولكن عندما تعلم من هو البطل ستجد ردود على أغلب أسئلتك.

بطل القصة هو "شيطان السكين"، وأتركه يقص عليك كيف نجح فى إتمام مهمته رغم محاولات إخفاءه ودفسه طوال الوقت، فاقرأ ما قصه عليك بهدوء؟.

دخلت إلى هذا البيت ،واتخذت سلاح السكين مسكنا لى، لأقضى على هذه العائلة التى يحسدها الجميع على أجواءها الطيبة، فكنت أحوم بالقرب من هذا البيت إلا أننى كلما حاولت الاقتراب استمع إلى آيات قرآنية تطيح بى بعيدا، وفى ذات ليلة خرج "أشرف" رب هذه الأسرة لشراء لوازم البيت برفقة زوجته "منى" وتركا طفليهما يلعبان مع أولاد جيرانها، فوجدته ينظر إلى سكين لامع السيف طولها بطول ذراعه، أشبه بالسيف فاتخذت من سلاحها مقعدا لى وصورت له السكين على أنها أجمل ما رأت عينه.

فسأل "أشرف" عن ثمنها واشتراها دون تردد رغم ارتفاع سعرها، فابتسمت ابتسامة الفوز، فأخيرا أدخل وسط هذه العائلة بسلام، وفور وصول الزوجان إلى المنزل بدأ "أشرف" فى إخراج ما اشتراه من الحقائب ليضع كل شئ فى مكانه وفورما أمسك بالسكين جرحته فى أصابعه، حينها لم أكن أقصد أن أجرحه ولكن أظافرى المدببة لامست أصابعه الإنسية الرقيقة فأصيب على إثر اللمسة البسيطة.

أسرعت زوجته إليه لتداوى جرحه وشعرت حينها بخطورة هذا السكين لحدة سلاحه المبالغ فيها، فأمسكتها بحذر وغطتها بلفافات جرائد وأوراق كرتونية و"دفستها" فى أحد الأدراج الذى لم يصل إليها صغارها بسهولة خوفا عليهما من أن يصيبهما مكروه مثل ما أصيب والدهما بسببها، وأطلقت عليها لقب "السكين الملعون".

وهنا تعالت صوت ضحكاتى الساخرة لتظهر أنيابى "جرائد ولفافات .. ما هذا .. هل تظن هذه الإنسية أنها تمنعنى بهذه اللفافات عن أداء مهمتى .. إذا فلتتلقى عقابك .. فقد جئت بمفردى ولكن الآن سأحضر زملائى لنسقيك العذاب على أكمل وجه مقابل ما فعلتيه بى واستخفافك بإمكانياتى".

وبالفعل جاءت بصحبتى مجموعة من الشياطين لتصبح هذه العائلة تسليتنا، وبدورنا ابتعد آل البيت عن الصلاة وبخيت فى آذانيهم سموم عديدة، فاهتموا بإعلاء صوت الأغانى والنغمات الراقصة بدلا من الآيات القرآنية، لنعمل بهدوء دون محاولة لأحد منهم بطردنا.

العائلة السعيدة التى اشتهرت وسط الكافة بالأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة، بسهولة مبالغ فيها استطعنا أن نغير حالها تماما، فما من يوم يمر إلا ونشب خلافات شديدة بين جميع أفراد الأسرة ليأتى الجيران فى محاولة منهم فى تهدئة النفوس، ولكن أى نفوس هذه التى يهدءونها ونحن موجودون.

فعلاقتهم الطيبة بجيرانهم تحولت إلى علاقة شبة ثأرية، لا تسألنى كيف صنعت هذا فهذه الأمور بالنسبة إلي كأنك تجلس على أريكتك تستمتع بكأس من مشروبك المفضل بأجواء هادئة.

وعلى الرغم أن علاقتهم بالجيران ليست الهدف الذى جئت من أجله، إلا أنهم حاولوا تعطيلى بعض الشئ فطردتهم جميعا، لأتفرغ لهذه العائلة وخاصة الأم التى دفستنى وسط الكراكيب، استمريت على تسليتى هذه لعدة أعوام ولكن "أشرف" لم أستمتع باللعب معه كثيرا لأن الموت أختاره فجأة وترك لى الأم والولدين لنعلب سويا.

استطعت فى فترة المراهقة التى يمر بها الولدان أن أسيطر على عقلهما وقلبهما، وهو من الأمور اليسيرة بالنسبة إلي، فالأفلام الإباحية كانت متعتهم، والمخدرات بكافة أنواعها باتت غايتهم، وكنت أرى الأم وهى يحترق قلبها على حال ولديها يوما بعد يوم، ولكن انتظر .. فهل تظن أن هذا مبتغاى؟!! بالطبع لا، فهذه الأمور يمكن علاجها إذا تركتهم لفترة، ولكن أنا لا أود تركهم إلا بعد أن أتم مهمتى، لا تتعجل سأكشف لك عن مهمتى خطوة بخطوة إلى النهاية.

كانت الأم وولديها ورثوا عن "أشرف" أرض صغيرة فى بلدتهم، وبعد أن أصبح الولدين يحتاجون إلى الكثير من الأموال للإنفاق على لذتهم من المخدرات التى أعدتها لهما بيدى، فأقنعا والدتهما ببيع هذه الأرض على أن يحصل كل فرد من العائلة على نصيبه مثلما أقر به دينهم.

وبعد عدة أشهر استطاعوا بيع الأرض واستلام عشرات الآلاف من الجنيهات، وهنا جاء دورى فى أن أقنع كل من الولدين بأنه الأحق بما تركه والده وأنه كل هذه الأموال من الممكن أن يتمتع بها بمفرده وهنا ظهرت النزاعات المتتالية، إلى أن سيطرت على عقل أحدهما بفكرة شيطانية من صنعى، وهى التخلص من الأخ ليربح بالمال بمفرده.

وكنت مصمما على أن تكون السكين التى دفنت وسط الكراكيب هى السلاح الذى يتم هذه المهمة، وعلى الرغم من دفنتها إلا أن سيطرتى على عقل هذا المراهق كانت أقوى، فكان يبحث عن غرض له فى يوما ما وجعلته يأتى إلى الدرج وكأنى أناديه طالبا منه الحضور، فوضع يده داخل الدرج محسسا على الأوراق المتراكمة فشعر بسلاح السكين، فأمسك بها فوجدها حادة لامعة كأنها جديدة الصنع، فلمعت عيناه بالنظر إلى سلاحها، فكانت لمعت عيناه أشبه بالإضاءة الملونة المعلقة بالأفراح الإنسية بالنسبة لى.

وبعدها وضعها فى مكانها وتحدثت عيناه أنه سيتركها هنا عسى أن يحتاجها يوما فيجدها بسهولة، وهنا سهلت عليه الأمر وهيأت له الأجواء لتحقيق هدفه الذى هو فى الأصل جزء من هدفى، وأشعلت نيران الكره بين الشقيقين وازدادت الخلافات يوما بعد يوم إلى أن جاء اليوم الموعود، فتذكر الشاب السكين اللامع الذى تركه فى الدرج فأسرع إليها وأمسك بها ليقف أمام شقيقه رافعا إياه أثناء شجارهما، وعندما شاهدت الأمر هذا المشهد كاد أن يقف قلبها من وهل المنظر فحاولت أن تتدخل لإنقاذ الموقف فأصيب بالسكين فى ذراعها، ولم يهتم ولديها بجرحها وأتمت السكين دورها على أكمل وجه.

ها هى الأم تقف مذهولة أمام مشهد قتل إبنها على يد الآخر، مجروحة ذراعها، محروق قلبها، عجزت عن البكاء من هول المشهد، وهنا التقط أنفاس النصر فلقد دخلت إلى العائلة الهادئة وحرقت قلب الأم على ولديها فأحدهما مات أمام عينيها على يد الآخر الذى سيعدم قريبا لينهش التراب جثتهما.

وخرجت من وسط هذه العائلة أخيرا لأبحث عن عائلة أخرى أتسلى على خرابها مستمتعا بنتائجى المذهلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق