قصة منتصف الليل.. يأتي شهريا من قبره ليسدد إيجار شقة حبيبته

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. يأتي شهريا من قبره ليسدد إيجار شقة حبيبته
قصة منتصف الليل.. "العفريت الملاك" يأتي شهريا من قبره ليسدد إيجار شقة حبيبته
إسراء بدر

خرج الحاج "حسن" من منزله ليجمع الإيجار من سكان العقار المالك له بأحد شوارع منطقة مصر الجديدة والذى ورثه عن والده وتركه للمستأجرين ليدر له عائدا شهريا ولو بسيط، فتذكر شقة "الست روز" فى الطابق الثالث والذى اعتاد رجل عجوز أن يمر عليه شهريا يطرق بابه ويدفع له الإيجار عن شقتها بابتسامة حنونة فى الموعد دون تأخير وظل على هذا الوضع لمدة خمس سنوات متواصلة، ولكنه تأخر هذه المرة، فسأل حارس العقار عنها ففوجئ بخبر وفاتها منذ أسبوعين، فصعد إلى الشقة ليجدها مغلقة ولم يقترب أحد من الورثة لها.

وهنا جلس يفكر ماذا يفعل، فربما يكون هناك وريث لا يعلمه ولكن أين الرجل العجوز الذى كان يسدد قيمة الإيجار شهريا، وبعد تفكير لساعات قرر أن يكسر باب الشقة برفقة الحارس ليصل إلى معلومات عن الورثة.

وأخذ يبحث هنا وهناك وفى الأدراج، وجد دفترا صغيرا به أرقام هواتف ولديها فدقق النظر فيها فوجدها أرقام دولية، دون تفكير اتصل بأحدهما فأخبره أنه فى أمريكا مع شقيقه منذ خمس سنوات وانقطع التواصل بينهما وبين الأم منذ عدة أشهر لانشغالهما، فأخبره بوفاتها وأنه يحتاج مقابلتهم لمعرفة موقف الشقة المؤجرة حاليا.

maxresdefault

وبعد عدة أيام جاء الولدين لمقابلة الحاج حسن فأخبرهما أن هناك رجلا عجوزا كان يسدد الإيجار واختفى فور وفاة "الست روز"، وهو الأمر الذى أثار دهشة الولدين فمن هو الرجل العجوز؟!، فقد عاشت أمهما بمفردها، فظنا أنه أحد أقارب أمهما، فدخلوا الشقة وأمسكوا بمدونة صغيرة كانت تكتب بها الأم أرقام هواتف أقاربها وعناوينهم، فاتصلوا بكل أقاربها إلا أنهم جميعا لا يعلمون عنها شيئا ولا عن الرجل العجوز.

أخذوا يبحثون فى المنزل بصحبة الحاج "حسن" عسى أن يصلوا لشيء يوضح لهم حقيقة هذا الشخص، وفجأة وجدوا ورقة مرسوم فيها صورة رجل بالقلم الرصاص، شعره متناسق وعيناه واسعتان، وابتسامته هادئة، وكأنه ملاك فى هيئة رجل، ولكن يظهر على الصورة أنها رسمت بأيدى مرتعشة، فتذكرا الهواية المفضلة لأمهما، فهى كانت تعشق الرسم، وفور أن شاهد الحاج حسن هذه الصورة، ردد قائلا "هو دا .. هو دا اللى كان بيدفعلى الإيجار".

عجوز

ولكن الولدين لا يعلمان صاحب هذا الوجه المرسوم، إلا أن الحاج حسن لاحظ وجود كتابة فى الوجه الآخر من الورقة، فأخذها وبدأ يقرأ فحواها بصوت مسموع.

 "حسن يا حبيب الروح والعمر.. رغم الظروف اللى بعدتنا عن بعض بعد سنوات الجامعة، صحيح أن أهلى رفضوا استمرار حبنا ورفضوا جوازنا بسبب ظروفك المادية، وجوزونى ابن خالتى وحاولت أنساك كتير لكن قلبى عمره ما هاينساك زى ما أنا متأكدة أنك عمرك ما هاتنسانى حتى بعد ما بعدنا عن بعض لأنى عمرى ما كنت هاقدر أشوفك أو أكلمك وأنا متجوزة عشان دى تبقى خيانة بالنسبالى وحبنا الطاهر ميعرفش الخيانة، وحتى بعد وفاة جوزى خوفت أكلمك أو أحاول أوصلك عشان ولادى ميعرفوش إن قلب أمهم مع رجل غير أبوهم، لكن لازم تعرف انك هاتفضل حبيبى لآخر يوم فى عمرى".

وفى نهاية الورقة وجدوا عنوان هذا الرجل، وكأن الأم كانت تود إرسال هذه الورقة إلى حبيبها وقررت الاحتفاظ بها بين مجموعة من الأوراق فى أحد الأدراج الخاصة، وهنا سيطر الفضول على الجميع لمعرفة هذا الشخص ومقابلته ولماذا يسدد قيمة الإيجار لمدة خمس سنوات؟، أى منذ سفر الولدين إلى أمريكا، رغم أن الورقة تعنى أنهما لم يتقابلا، فتوجهوا إلى العنوان المكتوب فوجدوا عقارا قديما عفى عليه الزمن فصعدوا إلى شقته فوجدوها مغلقة بقفل حديدى يغطيه التراب وكأنه لا يلمس منذ سنوات.

فخرج لهم أحد السكان فسألوه عن صاحب الصورة ليخبرهم بأنه توفى منذ خمس سنوات تقريبا، وهنا كانت صدمة الجميع، فطوال الخمس سنوات الماضية كان يسدد إيجار شقة الأم وهو متوفى وانقطع بعد وفاتها !!، الرعب سيطر على القلوب.. وهرول صاحب الشقة وسط الشارع .. عفريت عفريت عفريت".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق