مخاوف المستثمرين من سياسات أردوغان.. خطة الرجل الواحد تفشل في معالجة أزمة أنقرة

السبت، 13 أكتوبر 2018 11:00 ص
مخاوف المستثمرين من سياسات أردوغان.. خطة الرجل الواحد تفشل في معالجة أزمة أنقرة
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان
كتب أحمد عرفة

لا يمكن فصل المؤشرات السيئة التي يعاني منها الاقتصاد التركي خلال الفترة الراهنة، بالإجراءات التي تتخذها حكومة حزب العدالة والتنمية التركي الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، والتي تزيد الأوضاع سوءا وتشير إلى أن تلك الأزمة الاقتصادي سيطول أمدها.

ارتفاع كبير في معدلات التضخم، يقابله تراجع كبير في سعر العملة، مع هروب المستثمرين خارج أنقرة، إلى جانب هروب معظم المواطنين من تركيا خوفا من تزايد الأوضاع السيئة، وتزايد طلبات اللجوء السياسي، جميعها مشاهد توضح أين وصلت أنقرة الآن نتيجة سياسة الصوت الواحد التي يتبعها الرئيس التركي.

زيارة رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى ألمانيا كانت تسعها إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، وجلب مستثمرين ألمان إلى تركيا، لمحاولة زحزحة تلك الأزمة الطاحنة التي تمر بها بلاده، إلا أن الزيارة باءت بالفشل، بل إن المستثمرين رفضوا الاستثمار في تركيا بسبب الأوضاع الاقتصادية، وسيطرة الرئيس التركي على جميع المؤسسات في أنقرة.

مخاوف المستثمرين من الأوضاع التي تشهدها تركيا، وتخبط سياسة الرئيس التركي، أكدها الكاتب التركي مارك بنتلى، بصحيفة «أحوال تركية»، عندما أكد أن رجب طيب أردوغان يحول أسوأ المخاوف التي تنتاب المستثمرين إلى حقيقة على أرض الواقع، في ظل ارتفاع كبير في معدلات التضخم،  وحالة الركود العميق.

وكشف أن خطة مواجهة التضخم التي أعلنها بيرات البيرق، صهر أردوغان، تعكس سياسة الرئيس التركي التي تقول إنه لا ينبغي مواجهة التضخم برفع أسعار الفائدة أو بأي من الإجراءات التقليدية الأخرى، ولكن من خلال تبني تدابير على صعيد المعروض لخفض التكاليف، بعد تراجع الليرة 40% من قيمتها أمام الدولار الأمريكي منذ بداية العام الحالي، وهو ما ينذر بدفع الاقتصاد في دائرة الانكماش الشديد قبل الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في شهر مارس.

أزمة اقتصاد أردوغان، وتأثيرها على الاستثمار في أنقرة، أوضحها الكاتب التركي الذي أشار إلى أن اقتصاديات الرئيس التركي أثارت قلق المستثمرين من جديد، بما دفعهم إلى الإقبال على بيع الليرة، بل إنه أبلغ الرئيس المستثمرين في لندن بأن رفع أسعار الفائدة يذكي التضخم لا يخفضه، مخالفا الفكر الاقتصادي التقليدي، بينما يبدو أن صبر أردوغان على صناع السياسات النقدية قد نفذ الآن، ويمضي على الدرب وحده.

وهو ما يشير إلى أن الرئيس التركي المستبد الذي يزداد تسلطا يعتزم ممارسة سلطته الكاملة على السياسة الاقتصادية والنقدية ثار حين عرقل خطط صهره التي تستهدف الاستعانة بشركة الاستشارات الأمريكية ماكنزي لتقديم المشورة للحكومة التركية في ماليتها العامة، فالخطة تعرقلت بحجته مزاعم أردوغان أن الأزمة الاقتصادية التي تعانيها تركيا سبها متآمرون من العالم المالي الغربي.

يأتي هذا في الوقت الذي يستمر فيه انخفاض حاد في عملة الليرة التركية، دفع العديد من الأغنياء الأتراك في إسطنبول لبيع ممتلكاتهم من أجل أن يواجهوا تلك الأزمة الاقتصادية الحالية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق