الصديق الصدوق.. هل يقامر أردوغان بعلاقة بلاده مع السعودية إرضاء لقطر؟

الجمعة، 12 أكتوبر 2018 09:00 ص
الصديق الصدوق.. هل يقامر أردوغان بعلاقة بلاده مع السعودية إرضاء لقطر؟
شيريهان المنيري

علاقات وطيدة تجمع بين تنظيم الحمدين- حكومة قطر- ونظام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى جانب صلات وثيقة تجمعهما مع نظام إيران وجماعة الإخوان الإرهابية. جميعهم يعملون  في طريق واحد في محاولة للوصول إلى أهداف محددة.

حلم السيطرة على المنطقة بإختلاف مسمياتها بالنسبة لحلف الشرّ السابق ذكره هو الهدف الأسمى بالنسبة لهم، وخاصة منذ فضح أكاذيبهم تجاه أمن المنطقة، خاصة منذ إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) مقاطعة الدوحة دبلوماسيًا وتجاريًا في 5 يونيو من العام الماضي (2017)، بعد ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

اقرأ أيضًا: وشهد شاهد من أهلها.. «كاتب تركي» ينسف ادعاءات أنقرة في واقعة اختفاء «خاشقجي»

ويبدو أن «أردوغان» يحاول أن يمسك العصا من المنتصف، فهو يظهر في تصريحات في ظاهرها محايدة تجاه قضية إختفاء الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي في حين أن وسائل الإعلام التركية الخاصة به تأخذ منحنى آخر، وتروج لأكاذيب ومزاعم تسئ إلى المملكة العربية السعودية دون أي سند حقيقي، وقبيل الإنتهاء من التحقيقات أو صدور نتائجها. فهل يقامر الرئيس التركي بعلاقة بلاده مع المملكة العربية السعودية إرضاء لأعوانه حيث النظامين القطري والإيراني؟!

في هذا الخصوص أكد المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي على أن هناك إلتزام متبادل وواضح بين البلدين بعدم الزجّ بأية اتهامات، مع انتظار نتائج التحقيق، وأنه من الواضح  اتفاقهما على أن هناك طرف ثالث له مصلحة في الاضرار بمصالح البلدين، ويسعى لفصلهما عن بعض وخلق حالة من الانقطاع السياسي بينهما.

مبارك
مبارك آل عاتي

وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «نشر الصحف التركية لصور15 مواطنًا سعوديًا تحت مزاعم ضلوعهم في مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي أعاد للأذهان سيناريو مشاركة 15 شابًا سعوديًا في هجمات 11 سبتمبر في انسياق أعمى من الصحف التركية وراء الحملات الإعلامية التي تريد إلصاق التهمة بالسعودية، وبرغم ذلك فقد نجحت السعودية في إدارة قضية اختفاء خاشقجي في شوارع اسطنبول بعد خروجه من القنصلية بحكمة بالغة قائمة على إيضاح الحقيقة وكشف المغالطات التي زجها الإعلام المعادي بشكل عدائي لإلصاق التهمة بالمملكة وتشويه سمعتها عبر ترويجه مقتل جمال خاشقجي داخل القنصلية؛ فالادعاءات الكاذبة التي تروجها بعض الجهات، وتزامن بعض التصريحات في توقيت نشرها وبثها يثير الريبة والشبهة في مسعى تلك الجهات».

وأضاف «آل عاتي»: «واضح جدًا أن هناك مخطط رسم لاستدراج المواطن السعودي وفق عمل استخباري وإعلامي متزامن يهدف لجعل قضية الاختفاء قضية سياسية دولية للضغط على المملكة ولتشويه سمعتها ولضرب علاقاتها مع تركيا ولإشغالها عن تحرير اليمن ومكافحة الإرهاب، ولتخفيف الضغط عن قطر وصرف الأضواء عن أزمة إيران».

وتابع بأن «السعودية عمدت إلى قطع الخط وافشال المخطط في مهده وبنجاح تام من خلال إصدار بيان توضيحي سريع وواضح ومن خلال فتح القنصلية لوسائل الإعلام ثم من خلال الإنفتاح على السلطات التركية وتقديم كل المعلومات التي تسهم في استجلاء مصير المواطن السعودي ثم إرسال وفد من الأمن السعودي للمشاركة في التحقيق بموافقة السلطات التركية،  ما مكن السعودية من قلب الطاولة على الاستخبارات القطرية والإيرانية واكتساب الحلفاء في واشنطن لصفها في هذه القضية، هذا وأصبحت تطالب السلطات التركية بوجوب سرعة إجراء التحقيقات لكشف الغموض الذي يلف مصير المواطن السعودي؛ فالقنصلية العامة للسعودية في اسطنبول تنتظر مشاركتها المعلومات التي تتوصل لها الجهات الأمنية التركية طمعًا في معرفة تفاصيل اختفاء مواطنها جمال خاشقجي، ولا تعتقد أن تسريب المعلومات الغير صحيحة في القضية مناسب بقدر ما هو يُعقد من مسألة عودته سالمًا».

وأخيرًا قال المحلل السياسي السعودي البارز في تصريحاته أنه «بكل تأكيد المملكة حريصة كل الحرص على بذل كل جهودها كما هي دائمًا؛ لمتابعة حالة مواطنيها في الخارج، ولا تقبل بأي مزايدة على جهودها في هذا الشأن».

من جانبه قال الإعلامي السعودي، محمد العمر عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر: «فيما لا يدع مكانًا للشك؛ تواطؤ حكومة تركيا ونظامها في هذه المؤامرة - قضية  جمال خاشقجي- التي يشترك فيها أطراف عدة أهمها قطر»، مضيفًا أن «أنقرة استغلت كل الإمكانيات القذرة للنيل من السعودية بطرق ناعمة وخشنة، واعتمدت على مبتدئين في عمل مخابرات سيورطوها.. الرياض لن تصمت وقد تُصعّد».

اقرأ أيضًا: مسلسل تركي.. هكذا يرى «المرشد» التعامل الإعلامي الإخواني مع قضية «خاشقجي»

هذا وتناولت صحيفة «عكاظ» السعودية في تقرير لها الخميس بعنوان « اغتيالات وجرائم وضعتها ضمن أكثر 10 دول في معدل جرائم القتل... بالأرقام.. تركيا ليست آمنة» أن إختفاء الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي يزيد من مخاوف السياح ما يدفعهم إلى عدم السفر إليها، لافتًا إلى أن تركيا شهدت عدد كبير من الجرائم بمختلف أنواعها، وأن معدلاتها في ازدياد منذ عام 2015 وحتى 2017.

واختفى الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي في 2 من أكتوبر الجاري، بعد دخوله إلى القنصلية السعودية في إسطنبول للإنتهاء من بعض الأوراق الرسمية، بحسب الروايات المتداولة. ويحاول أعداء المملكة العربية السعودية اتهامها في ذلك الأمر، فيما نفت السعودية تلك المزاعم جملة وتفصيلًا. وتستمر التحقيقات حتى اللحظة الراهنة بالتنسيق بين السلطات السعودية ونظيرتها التركية لكشف ملابسات القضية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق