رغم التجاوب السعودي.. مصالح تركية من وراء تدويل أزمة «خاشقجي»

الأحد، 14 أكتوبر 2018 10:00 ص
رغم التجاوب السعودي.. مصالح تركية من وراء تدويل أزمة «خاشقجي»
رجب طيب أردوغان وجمال خاشقجي

أطلقت تركيا السبت سراح القس الأمريكي أندرو برانسون، بعد اتهامات بالتجسس وتعاون مع جماعات إرهابية، بعد رفع قرار المحكمة السابق بفرض الإقامة الجبرية عليه ومنعه من السفر، مستغلة عودة العلاقات مع واشنطن، على خلفية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

الإدارة التركية زعمت أنه لا شأن لها بأعمال القضاء، غير أن ما فعلته تدخلا صارخا في الشأن القضائي، لكنها تحينت الفرصة مع اتصالات الإدارة الأمريكية بشأن خاشجقي، لتخفيف وقع العقوبات التي فرضتها واشنطن، والتي وضعتها في أزمة اقتصادية حادة أسفرت عن ارتفاع معدلات التضخم وانهيار العملة الرسمية الليرة.

إفراج تركيا السبت عن القس أظهر مجموعة من الحقائق، أولها رضوخ رجب طيب أردوغان أمام التهديدات الأمريكية والعقوبات التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، على عكس التصريحات العنجية التي أطلقها في بداية العقوبات، أملا في كسر جمود العلاقات، ورفع العقوبات الاقتصادية والرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها إدارة ترامب في أغسطس الماضى.

واستغلت تركيا أزمة اختفاء خاشقجي لصالحها في تحقيق مكاسب دولية، على الرغم من صدور أي تصريحات رسمية من قبل السلطات السعودية والأمريكية، غير أنها دفعت بتسريبات تتحدث عن مقتل الكاتب، وكان أول تلك المكاسب عودة العلاقات مع واشنطن على حذر. صحيفة المواطن السعودية، قالت إن ما حدث مؤخرًا بين واشنطن وأنقرة هو «لعبة المصالح» والتي دائما ما تحكم التصرفات التركية، مضيفة أن توقيت إطلاق سراح القس الأمريكي ليس ببعيد عن مساومات بين الجانب التركي والأمريكي، فقد تحركت أنقرة للاستفادة من حاجة واشنطن لمعلومات بشأن اختفاء‏ الصحفي السعودي جمال خاشقجي وأطلقت سراح القس؛ في مساع لاسترضاء واشنطن وفتح قناة للمصالحة.

بحسب مراقبون، فإن أنقرة تهدف من وراء تدويل الأزمة واستغلال عودة العلاقات مع واشنطن، إلى إيجاد مرونة أمريكية فيما يخص الملف السورى، حيث تأمل تطبيق اتفاق توصلت إليه أنقرة وواشنطن فى مايو الماضى فى منبج يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة أمريكًا من المنطقة، مقابل أن تنتشر القوات التركية في تلك المنطقة ورفع الدعم عن الأكراد.

تضيف تقارير صحفية، أن تركيا أيضًا تريد الإفراج عن هاكان أتيلا النائب السابق لمدير مصرف «خلق بنك» التركي، المعتقل في أمريكا من عام 2017ـ حيث أدين بتهمة انتهاك الحظر الأمريكي ضد إيران.

صحيفة نيويورك تايمز، أشارت إلى احتمالية ذلك، ففي يوليو الماضي، كانت واشنطن وأنقرة على مقربة من عقد صفقة إطلاق سراح متبادلة ومتزامنة لبرانسون وأتيلا، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أفشلها عندما طالب بضمانات بعدم تعرض تركيا مستقبلا لأى ملاحقة بسبب انتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

 
وأضافت الصحيفة في تقرير لها بعنوان: «هل وظفت تركيا اختفاء خاشقجي لحل أزمتها مع واشنطن؟»، أن محللون للوضع السياسي قالو إن أنقرة سعت لاستثمار قضية «خاشقجي» وما يحيطها من غموض وما قد تمتلكه من معلومات لتبريد غضب واشنطن حول التلكؤ المتعمد عن كشف معطيات القضية وأن هذا التباطؤ كان هدفه انتظار اللحظة المواتية لبيع الملف إلى واشنطن، وذلك على الرغم من التجاوب التركي مع طلب السعودية تشكيل فريق عمل مشترك يجمع المختصين في البلدين للكشف عن ملابسات الاختفاء‏ تعطل أنقرة مساع البدء في التحقيقات المشتركة وتتلكأ ولم يخرج هذا التجاوب عن مستوى التصريح السياسي للتنفيذ بعد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق