مزارع الدواجن «الموت المكتوم».. شبح يهدد حياة 10 ملايين شخص حول العالم

الإثنين، 15 أكتوبر 2018 09:00 م
مزارع الدواجن «الموت المكتوم».. شبح يهدد حياة 10 ملايين شخص حول العالم
مزارع الدواجن
كتبت - سلمى إسماعيل

أكثر من مائتي ألف مزارع مصري حتى هذه اللحظة يحقنون الدواجن بالمضادات الحيوية البشرية «السيفوتاكس»، و«الجنتامايسين»، بحسب دراسة أجرتها صحيفة «الجارديان» البريطانية في مايو 2016، أثبتت أن 10 ملايين شخصا حول العالم قد يموتون بحلول 2050، وسيفارق الحياة شخصًا واحدًا كل 3 ثوان بسبب الطيور التي يجري إطعامها مضادات حيوية، لسرعة تسمينها لا سيما أن عدم التصدي للمخاطر القائمة في أقرب وقت سيكبد العالم فاتورة صحية قدرها 100 مليار دولار بمنتصف القرن الحالي.

95% من المزارعين يحقنوا الدواجن سيفوتاكس بشري 
 
أجرت«صوت الأمة» استطلاع رأي على 450 مزارع مصري خلال جروب ملتقى مربيي الدواجن بالعالم العربي، الذي بلغ عدد أعضائه 280 ألف مزارع، على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أجاب 95% منهم باستخدامهم عقار السيفوتاكس البشري لحقن الدواجن، مؤكدين أن العقار السالف ذكره لا يؤثر على حياه الطير إلا أن المادة الفعالة به تترسب في كلى وكبد الطير ويبقى أثرها في لحم الطيور ومن ثم ينتقل للإنسان، فيما أكد 10% أخرون استخدامهم لعقار «الجنتامايسين» البشري في حالة ارتفاع نسبة النفوق أو الاقتراب من خسارة المزرعة بالكامل بسبب قوة مفعوله الذي يؤدي إلى أفاقة الطير سريعا.
 

 
كيف تحقن السيفوتاكس ؟
 
فى 30 مارس 2018 نشر  المزارع «أحمد . أ»، فيديو بعنوان «تعلم كيفية حقن الطيور بالمضاد الحيوي لعلاج جميع الأمراض المستعصية»، على «اليوتيوب»، ويقول في بدايته: «أردت أن أشرحلكم كيفية القضاء على المرض باستخدام فرد الحمام الموجود بالفيديو بأسرع وأسهل طريقة، إذا استعصى عليك مرض أحقنه سيفوتاكس 500 جرام بشري وسعرها 15 جنيهًا، وهذه العبوة تعالج جوزين من الحمام، نرفع رجل الحمام، ونظهر لحم الصدر، وبجانب عظمة منتصف الصدر نوجه السرنجة باتجاه فتحة المجمع ثم نحقن السيفوتاكس»، ويلاحظ أنه عقب حقن الطير بـ«السفوتاكس» البشري انتفض سريعا وانتابته حالة من النشاط.
 

خالد العامرى: الجنتاميسين يسبب خطورة على  صحة الإنسان 
 
الدكتور خالد العامري نقيب البيطرين يوضح لـ«صوت الأمة» أن هناك 4 مضادات حيوية يتم تداولها في الأسواق بطرق غير قانونية تتعلق بمجال الطب البيطري، أهمها السيفوتاكس خاصة في مزارع الدواجن، والذي يعد أكثر تلك المضادات مبيعا، وهو مضاد حيوي بشري يستخدم في علاج  الدواجن، لذلك حقق أعلى مبيعات لمصانع الدواء البشري، بسبب إقبال المزارعيين عليه، مايعد مخالفة واضحة للقانون . 
 
وتابع «العامري»، إن المضاد الحيوي «جنتامايسين» له أثر تراكمي فى جسم الطائر من تظل في مدة تتراوح من 90 إلى 100 يوم، إلا أن المزارعين يحقنونه ثم يذبحون الدواجن بعدها بـ 3 أيام، مما يسبب خطورة على صحة الإنسان، بسبب متبقيات أثره في جسم الطير، مؤكدا أنه يستخدم بشكل أكثر في الطيور التي يُقرر عرضها للبيع في السوق كونه يجعلها تظهر بصورة أفضل من التي هي عليه.
 
مزارع المنصورة تتاجر في الأدوية البيطرية 
 
فى جولة قامت بها «صوت الأمة» فى مزارع  المنصورة، لاحظنا إتجار المزارعين في الأدوية البيطرية، وسط غياب الرقابة عليهم، وتطعيم الدواجن بالأدوية البشرية، والتقت في إحدى معامل التفريخ بـ«س.ع»، مهندس زراعي، ومربي دواجن، أوضح لنا كيفية استخدام الأدوية البشرية للدواجن قائلًا: «الأمر متوقف على المسافة التى قطعتها عربيات نقل الكتاكيت، فكلما ازدات المسافة كلما ازدادت جرعات محاليل الجفاف البشرية في تطعيمها، والتي يعقبها اختبارات الحساسية لمعرفة أنسب المضادات لعلاج أمراض التنفس والجهاز المناعي في ثلاثة أيام، على أن تأتي مرحلة التطعيم بالفيتامينات في المرتبة الثالثة من تلك العملية، في عمر 10 أيام، وعند بلوغ الكتكوت 14 يوما يُطعم بـ«أوكسيديا» لمدة 6 أيام وفقًا لجدول الأدوية، وفي اليوم العشرين يحقن مضادات حيوية واقية لأمراض التنفس.

مدة سحب الدواء من لحم الطائر
 
وتابع المهندس الزراعي، إنه في كثير من الأحيان يتم استخدام المضادات الحيوية البشرية على الرغم من ارتفاع سعرها عن النوع البيطري منها، لافتا إلى أن هناك مدة سحب الدواء من لحم الطائر تلعب دورا هاما فيما يتعرض له المواطنين من أمراض، حيث أن تلك المدة تتراوح من 20 إلى 30 يوما، بينما دورة تربية الدواجن كاملة هي 32 يوم.
 
 
الحقن فى الأيام الأولى للكتاكيت
 
يقول مهندس تفريخ  في إحدى معامل المنصورة «إسلام. ف»: «إن بداية تجارة الدواجن تبدأ ببيض الفراخ المخصب الذي يستلمه المعامل، ثم يدخل البيض الماكينات وبعد 21 يوم يخرج "كتكوت"، وفى البداية فإن نسبة الإخصاب تكون 95% والفقس 90% ويبلغ الناتج النهائي حوالى 17 ألف كتكوت». 
 
وأوضح أن الكتكوت من أول خروجه للمزارع يتعرض لنوعين من الأمراض الأول منهما مرض فيروسي يسبب إلتهاب غدة البرسا، والثاني أمراض  النيوكاسل وإنفلونزا الطيور، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع (3 H9 ,H5,H7)، والأخير هو طاعون الفراخ الذى أودى بحياة العديد من المواطنين في محافظتي سوهاج وأسيوط، عامي 2007 و2008، متابعًا أن مشكلة انفلونزا الطيور تكمن في «تحور» الفيروس كل سنة.
 
 
 
 
 
وأوضح إسلام أن البيض يحقن «فريكلون» وهو حقن مناعي في البيض ضد «النيوكاسل»، يتم خلاله سحب الأجسام المناعية في البيضة وحقنها في الأخرى، وبعد أخذ هذه الأجسام يتم وضعها في مياه الشرب للكتاكيت بالمزرعة، وبعد نموه لمرحلة معينة يتم حقنة بالمضادات الحيوية، مشيرا إلى أنه في حالة واحدة فقط يلجئ المربى لحقن «الجنتامايسين»، وهي إذا ارتفعت نسبة النفوق في مزرعته وتعرضت الفراخ إلى الموت، كونه مضادا حيويا مجرم دوليا، ولا يحقن به إلا  الخنازير والحمير والحيوانات ذات الأربع أرجل فقط، مؤكدًا أن التجار لا يعلمون شيئا عن حقن الدواجن بالمزارع، وذلك لحرافية المربي في الحقن بطريقة لا تترك أثرا.
 
 
السبب وراء حقن الأدوية البشرية
وكشف «إسلام» عن السبب وراء استخدام المزارع للمضادات الحيوية في تطعيم الدواجن، قائلًا: «أنا بحقن سيفوميد وسيفوتاكس بشري قبل البيع بيومين لكى تظهر الفرخة فى حالة نشاط، تعجب المستهلك ويشتريها، وطبعًا تكون ممتلئة مضاد حيوي وطبيعى هيتنقل للإنسان، وإذا تناولت دجاج وكنت مصابا بإنفلونزا  وأخذت مضادا حيويا كعلاج لا يؤثر لأن جسمك ممتلئ بالمادة الفعالة الخام للمضاد الحيوي، والتي انتقلت إليك عن طريق تناول الدواجن»، معللًا تناول السيدات الحوامل للدواجن البلدية بدلًا من المزارع بعد الولادة لعدم احتوائها على تلك المضادات.
 

 
 
بيع 42 ألف دجاجة محقونة مضادات حيوية بالمنصورية
 
وحضرت «صوت الأمة» بالقرب من منطقة «أبو رواش»  في المنصورية صفقة بيع 42 ألف دجاجة محقونة مضادات حيوية قبل نزولها الأسوق بثلاثة أيام، أي قبل إنتهاء مدة سحب «السيفوتاكسين» من أجسادها.
 
الفراخ المشوية بها مضادات حيوية 
يقول أستاذ التغذية بجامعة حلوان دكتور أشرف عبد العزيز، إن جميع لحوم الدجاج بها مضادات حيوية، إلا أن بعضها ينتهى مفعولة عند طهى الدجاجة في درجة حرارة 100 درجة مئوية، لكن هناك مضادات قوية المفعول، ويبقى أثرها بعد الطهي خاصة في حالة شواء الدواجن، مؤكدًا على ضرورة تناول السيدات الحوامل للدواجن البلدية ومنع تناولها للمزارع بعد الولادة مباشرة، لتعويض ما فقدته من أنسجة، لافتًا إلى ضرورة طهيها عن طريق السلق وليس الشواء لتطهيرها من الميكروبات والمضادات الحيوية.
 

العلاقة بين الفراخ والولادة 
وفى محاولة استقصاء لتأثير بقايا المضادات الحيوية على صحة الإنسان، أجرينا استطلاع رأى على جروب وردة البساطة والرقي «Wafress »، على «الفيس بوك»، ويبلغ عدد المشتركات فيه 571.572 عضوة، وطرحنا سؤالا: «هل تعتقدين الفراخ البيضاء تؤثر على الجرح فى الولادة القيصرية؟».
 
ولقى المنشور اهتمام 37 مشتركة و46 تعليق من ضمنهم 12 تعليق يسألن فيه الفتيات عن علاقة نوعية الفراخ بوجبات المرآة بعد الولادة، ومنهم سندوس ماجد، علقت: «إيه علاقه الفراخ بالجرح الفراخ لتغذية ولأنها سهله الهضم، متسائلة إيه علاقتها بالجرح المفروض الولدة قيصري متعملش مجهود لمده 3 شهور والمفروض تزور الطبيب بعد أسبوعين»، بينما رصدنا 5 تعليقات ينصحن الفتيات بتناول الفراخ البلدي لأنها تساعد على التئام الجرح بشكل أسرع، لكن هدير أحمد علقت: «فراخ بيضا و لا بلدى مش هتفرق أهم حاجة ضبط الزنك والمتابعة مع الدكتور وأخذ مضاد حيوى لأن الولادة القيصرى تعني فتح سبع طبقات جلد». 
 
ايه علاقات الفراخ بالولادة
 
الدواجن وراء أزمة نقص الأدوية البشرية
يقول استشاري تربية الدواجن المهندس عاطف عبد الدايم، إنه يوجد نوعان من عقار «السيفوتاكس»، بشري، وهو المستخدم في علاج الدواجن، والبيطري الذي لا يعتمد عليه لضعف المادة الفعالة بداخله، ما دفع المزارعين إلى مزاحمة البشر في سوق أدويتهم، وأدى إلى أزمة نقص بعض تلك الأدوية، مؤكدًا أن هناك تشابه في عدد كبير من الأدوية البيطرية والبشرية، ومنها: «الأموكس والبنسلين»، ويستعملا للحيوانات، موضحًا أن ما يحكم الأمر الضمير الأخلاقي والعلمي للمربي، موضحًا أن المربيين يستخدموا الدواء البشري لأن المادة الفعالة به أعلى  والجودة والسعر أفضل من البيطري.
 
 

حظر تداول الجنتاميسين
 
مديرية الطب البيطرى بالشرقية تسلمت منشورًا فى 25 إبريل 2016 من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، يحظر تداول 16 صنفًا من الأدوية البيطرية، بعد ثبوت خطورة المادة الفعالة المكونة وتسببها فى أضرار جسيمة لصحة الإنسان.
 
وأكد الباز السيد أحمد، مفتش التموين الطبى بإدارة الخدمات بمديرية الطب البيطرى بالشرقية، أن الأنواع تضمنت كلا من: «إنرو فلوكساسين، سيبرو فلوكساسين، نور فلوكساسين، دانو فلوكساسين، والجنتاميسين»، وهي مجموعة من المضادات الحيوية محظور استخدامها فى الإنسان للأطفال دون 12 عاما لخطورتها على صحتهم، ومنعًا لوصولها إليهم بصورة غير مباشرة عن طريق بقايا هذه المضادات فى اللحوم والدواجن والبيض ومنتجات الألبان، وتم منع تسجيلها وحظر تداولها فى المجال البيطرى، حرصاً على صحة وسلامة الإنسان.
 
2
 

3
 

8
 

11
 
 
 
وأضاف مفتش التموين الطبى، أن بعض هذه المضاد الحيوية قوية وفعالة وأساسية فى علاج السل الرئوى فى الإنسان، وحرصًا على استمرارية كفائتها  العلاجية تم منعها فى المجال البيطرى، لافتًا إلى أن «كيتاساميسين، بيكوزاميسين، وسيفتازيديم»، تم إيقاف تسجيلها وحظر تداولها فى المجال البيطرى، أما «تيلوزين وأوكسى تتراسيكلين + تيلوزين وكوليستين + كوليستين وفلوموكوين + سبكتينوميسين وكلينداميسين» تم إيقاف تسجيل هذه التركيبات الأربعة وحظر تداولها بيطرياً.
 
 
وأوضح أن «الجنتاميسين» المسجل الآن هى العبوات 50 مللى حقن أما عبوات 100 مللى حقن أو التى يزيد تركيزها على 10% فهى للتصدير فقط والجنتاميسين يستخدم فقط فى علاج الخيول والقطط والكلاب ويحظر وصوله للإنسان بطريق غير مباشر لسميته.
 
 
 
المؤسسة العالمية لدواء تؤكد السيفوتاكس الأكثر مبيعًا فى مصر
 
وقال تقرير صادر عن مؤسسة «IMS» العالمية للمعلومات الدوائية، إن الـ 20 دواء الأكثر مبيعًا فى مصر من حيث المبالغ المالية، خلال النصف الأول من العام الماضي  من شهر يناير وحتى يونيو 2017.
 
 
تقرير منظمة الدواء العالمية
 
 
ويوضح التقرير أن الأدوية الأكثر مبيعًا أغلبها مضادات حيوية ومسكنات وأدوية الأمراض المزمنة كالكوليسترول والقلب والسكر، وجاء عقار «سيفوتاكس» -مضاد حيوى– في المركز السابع بمبلغ 123مليون و459 ألف جنيه.
 

الصيادلة

يقول أحمد عونى صاحب إحدى صيدليات شبرا، إن الجنتامايسين قاتل للميكروب يتيجة لمنع تكوين البروتينات في خلية البكتريا، و قد يؤدي حقن الجينتاميسين إلى أثار جانبية صعبة على الكلى والأذنين، مؤكدًا على ضرورة من المتابعة الطبية خاصة في حالات الحقن.
 
 
وأضاف «الصيدلى» في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن السيفوتاكس أقل ضررًا من الجنتاميسن، لأن الأول يحتوى على مادة السيفوتاكسين، التى تعالح عدوى الجهاز الهضمى شاملة حمى التيفود وأمراض النساء وتشمل إلتهاب الحوض والتهاب بطانة الرحم والتهاب النسيج الخلالى الحوضى دون ترك أثار جانبية على صحة الإنسان. 
 
1
 

4
 

5
 
 
6
 

7
7

9
 

10
10

12
 

13
 

14
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق