«نقبك طلع على شونة».. كيف عاد الإفراج عن القس الأمريكي بالسلب على أردوغان؟

الإثنين، 15 أكتوبر 2018 07:00 م
«نقبك طلع على شونة».. كيف عاد الإفراج عن القس الأمريكي بالسلب على أردوغان؟
القس الامريكى اندرو برانوسن
كتب أحمد عرفة

هناك مثل شعبي شهير يقول «لعبك طلع على شونة»، وهذا ما ينطلق على واقعة إفراج السلطات التركية عن القس الأمريكي أندرو برونسون، ففي الوقت الذي سعى فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الاستفادة من تلك الصفقة في إنهاء التوتر الأمريكي التركي، إلا أن نتائجها يبدو أنها ستنعكس بالسلب على تركيا.

هذه الواقعة كشفت حجم الممارسات القمعية التي يتركبها النظام التركي ضد معارضيه في أنقرة، كما كشف حجم تسييس القضاء التركي، وكيف يتحكم رجب طيب أردوغان في القضاء التركي.

خسائر تركيا من واقعة الإفراج عن القس الأمريكي، كشفها الكاتب التركي، إلهان تانير، الذي أكد أن الاتهامات التي استندت إليها السلطات التركية في قرارها بسجن أنردو برونسون تزعم تآمره مع جماعات غير قانونية، حيث استند الحكم الذي أُطلق بموجبه سراح برانسون إلى أن القس الأميركي قضى 24 شهرًا قيد الاحتجاز، وهذه الفترة كافية بالنسبة لحكم المحكمة الذي يقضي بسجنه لمدة ثلاث سنوات، حيث أنه بموجب القانون فإن من يحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات يُطلق سراحه بعد عامين من السجن.

بحسب ما ذكره الكاتب التركي، في مقال له بصحيفة «أحوال تركية»، فإن حبس القس الأمريكي أدى إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، حيث ضغطت واشنطن على أنقرة من خلال زيادة الرسوم الجمركية والعقوبات خلال فصل الصيف، مما أدى إلى تدهور سريع في قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، وفي حين أن هذا قد يبدو تطورًا إيجابيًا في العلاقات الثنائية بين البلدين، فإن قضية برانسون أضرت بشدة بمصداقية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومصداقية إدارته.

الكاتب التركي، عدد النتائج السلبية التي ترتبت على الإفراج عن القس الأمريكي أولها عرفت إدارة رجب طيب أردوغان  بأنها تحتجز رهائن، حيث إن قضية أندرو برونسون أدت إلى جعل الحكومة التركية على قدم المساواة مع دول مثل كوريا الشمالية وإيران، وتعاني الدولتان من عزلة عن المجتمع الدولي.

الكاتب التركي أشار إلى أن النتيجة الثانية لهزيمة تركيا أمام أنردو برونسون هي العبء التي تضعه بدون شك على الاقتصاد التركي، حيث إنه خلال محاكمة برانسون السابقة التي كانت في 18 يونيو، تراجعت الليرة التركية لتصل إلى 4.62 ليرة للدولار، وفي غضون أسابيع قليلة بعد قرار إبقاء برانسون قيد الاعتقال ووضعه قيد الإقامة الجبرية، انهارت الليرة لتصل إلى سبع ليرات أمام الدولار في أغسطس الماضي. ثم تراجعت العملة المحلية ببطء واستقرت عند حوالي ست ليرات أمام الدولار. واهتزت البلاد، وبالإضافة إلى هذا، فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية على كمية كبيرة من الصلب القادم من تركيا. وتضرر الاقتصاد التركي، والذي كان يعاني بالفعل، بشدة، وزاد تضرر الاقتصاد التركي مع عاصفة ترامب الغاضبة من التغريدات التي كان يغرد بها على موقع تويتر.

ولفت الكاتب التركي إلى أن قرار إطلاق سراح برانسون ومحاكمته أوضح أوجه الظلم الموجود في النظام القضائي التركي، حيث زعمت لائحة الاتهام التي لا معنى لها أن أندرو  برونسون ساعد كلًا من حزب العمال الكردستاني وأفراد مؤسسة جولن في محاولة تقسيم البلاد، ثم جاءت اتصالات المخابرات المركزية الأمريكية المزعومة من خلال شهادات سرية، والعلاقات مع ما يطلق عليها منظمة فتح الله الإرهابية، وظهرت شخصيات عامة مثل نديم شينار  وهو كاتب عمود لصحيفة مؤيدة للحكومة في تركيا على شاشة التلفزيون وتناولوا هذه الادعاءات الغريبة وتحدثوا عنها كما لو كانت احتمالات خطيرة، وفي النهاية، خلال جلسة محاكمة برانسون التي عقدت يوم الجمعة، سحب الشاهدان السريان شهادتيهما،وتمت سرقة عامين من عمر الرجل بسبب هذه الادعاءات الباطلة التي أدلى بها رجلان لم يتم الكشف عن اسميهما أو هويتيهما.

وأوضح الكاتب التركي، أن محاكمة القس الأمريكي أصبحت انعكاسًا لما يحدث في تركيا وخاصة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، والتي أُلقي بعدها المئات من الصحفيين، وعشرات الآلاف من الأشخاص من بينهم نشطاء، وزعماء منظمات المجتمع المدني في السجن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة