قصفوا حلفاءهم بدلا من «داعش».. لماذا أخطأت واشنطن في ضرباتها بسوريا؟

الخميس، 18 أكتوبر 2018 08:00 م
قصفوا حلفاءهم بدلا من «داعش».. لماذا أخطأت واشنطن في ضرباتها بسوريا؟
سوريا
كتب أحمد عرفة

خطأ كبير ارتكبته القوات الأمريكية في سوريا، ضد حلفاءها من الأكراد، بعد أن وجهت غاراتها ضد قوات سوريا الديمقراطية، المتحالفة مع واشنطن، بدلا من توجيه ضرباتها ضد تنظيم داعش الإرهابي، ليسفر في النهاية عن مقتل عناصر في صفوف قوات قسد.

هذا الخطأ الكبير يشير إلى وجود ارتباك لدى القوات الأمريكية، خاصة بعد أن اختطف تنظيم داعش الإرهابي، عددا من الجنود الأمريكيين في مدينة دير الزور السورية، وهو ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى شن غارات ضد المدينة، وصلت إلى حد استخدام قنابل الفوسفور المحظورة دوليا.

يأتي ذلك في الوقت الذي فتحت فيه دمشق النار على ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، ليكشف عن الجرائم غير الإنسانية التي ارتكبتها واشنطن ضد المواطنين السوريين خلال الأيام الماضية.

البداية كانت بحالة الارتباك التي شهدتها القوات الأمريكية، عندما قصفت مقاتلتين لقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في سوريا من طراز إف-15، بالخطأ تشكيلات كردية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، حيث ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أنه بسبب الأعمال غير المهنية لسلاح الجو الأمريكي، تم قصف تشكيلات للأكراد من قبل مقاتلتين لسلاح الجو الأميركي من طراز إف-15 أثناء شنهم هجوم اليوم على تجمعات لتنظيم داعش أسفرت عن مقتل 6 مقاتلين أكراد وإصابة حوالي 15 آخرين بجروح خطيرة.

غياب التنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية، والأكراد السوريين، وهو ما تسبب في هذا الخطأ، هكذا فسرت الوكالة الروسية، سبب ضرب واشنطن لحفائها، مشيرة إلى أن وحدات من قوات سوريا الديمقراطية كانت تهاجم مواقع داعش في محيط مدينة هجين بدعم أمريكي، إلا أن غياب التنسيق بين القوات الكردية والأمريكية أفشل العملية، مؤديا إلى فرار المقاتلين الأكراد بشكل جماعي من ساحة القتال وفقدانهم المنطقة التي استعادوها من داعش سابقا ووقوعها مجددا في أيدي التنظيم، ولافتة إلى أن كل هذه الوقائع تدل على فشل السياسية المتبعة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا التي لا تحل المشاكل بل تخلق مشاكل جديدة، مثل ما حصل في العراق المجاور، وتعاني منها المنطقة بأكملها.

في سياق متصل، استغلت دمشق انعقاد مجلس الأمن الدولي، لفضح ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، وذلك عندما فتح المندوب السوري في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، النار على التحالف الدولي، مؤكدا ارتكابه جرائم ضد المدنيين بمحافظة دير الزور بقصفها بقنابل محظورة، حيث نقلت وكالة الأنباء السورية، عن المندوب السوري في الأمم المتحدة، تأكيده أن التحالف الدولي ارتكب جريمة جديدة بحق السوريين بقصفه مدينة هجين في محافظة دير الزور بقنابل الفوسفور الأبيض المحظورة دوليا، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين السوريين جراء هذا القصف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق