«شقيانة طول عمرها».. راقصة تحكي معاناتها من «الهز فوق الترابيزة»

السبت، 20 أكتوبر 2018 10:00 م
«شقيانة طول عمرها».. راقصة تحكي معاناتها من «الهز فوق الترابيزة»
كتب| أحمد قنديل

وصلت الفتاة العاملة إلى منزلها عند بزوغ الشروق، ويتبين على ملامحها علامات الشقاء إثر شعور جسدها بالإنهاك جراء أحداث اليوم، و بمجرد أن أزاحت ملابسها عن جسدها، ودخلت إلى غرفتها ولمحت سريرها، ألقت بنفسها عليه لتذهب في نوم عميق استغرق كافة ساعات النهار وهي في ثبات تام، فلم تتحرك مطلقًا إلا حينما ضرب جرس المنبه عند حلول الغروب، لتفيق من نومها في هذا التوقيت وتنتابها حالة من الهلع بسبب ضيق وقتها المتبقي على اللحاق بعملها وإعادة يومها السابق.

الرقص
الرقص

ليس المجهود البدني فقط هو الجانب السلبي الوحيد الذي تعاني منه الفتاة، بل هناك أيضًا أمر تحسبه أكثر سلبية ويؤرق عليها حياتها، وهو التعاملات المجتمعية تجاهها، فطالما عرفت أن عملها "كراقصة" أمرًا مرفوضًا اجتماعيًا ويحسب ضمن الأعمال المسيئة والمنافية للأداب العامة، ولعلها لمست ذلك من خلال ما تتعرض له يوميًا خلال أداء عملها أو حتى بعدما تنهيه، فكثيرًا ما تلاقي مواقف غير مرضية بالنسبة إليها، سواء كانت عدائية ورافضة لها، أو أخرى من قبل البعض من جمهورها ومدرائها يسعون للتحرش بها معنويًا و جسديًا وأحيانًا ماليًا.

طالما عرف المجتمع أن الرقص الشرقي إحدى المهن المنافية للمعايير والقيم الأخلاقية، وكذلك صنفت الراقصات ضمن قوائم فتيات الليل وبائعات الهوى، لتكون نظرية رفض المجتمع للراقصات تقليد راسخ يحد من تصنيفهم كفنانات يقدمن عروضًا إبداعية ولهن حقوقًا مهنية، حتى قررت راقصة سلوفانية تعمل بمصر الخروج عن صمتها والحديث عن معاناتها كراقصة.

أكدت الراقصة "انا" – سلوفانية مقيمة بمصر، إن مهنة الرقص تسبب الكثير من المعاناة للسيدات العاملات بها، موضحة أن عملهن يحتاج إلى أداء حركي مجهد فضلًا عن كونه يتركز في أوقات المساء، ما يجعلهن غير قادرين على عيش حياتهن بأريحية كباقي المجتمع.

وتقول "انا"، هناك الكثير من الأيام أؤدي فيها الرقص في ما يقرب من 8 حفلات خلال المساء، وهو ما يجعلني غير قادر على مقابلة أصدقائي نظرًا لمشغوليتهم في أوقات النهار، وذلك يعني أنه لا يوجد أي جانب اجتماعي في حياة الراقصات.

وتضيف، الراقصات تتعرض للكثير من الزيف والكذب في مصر من أصحاب العمل وملاك الأماكن التي يرقصون بها، لافتة إلى أنهم يحدثونهم عن تقاضي أموال وعمولات ضخمة ولكن هذا لا يحدث، فضلًا عن إجبارهن على العمل بشكل غير أخلاقي وغير محترف من خلال دفعهن للرقص فوق مقاعد الزبائن، وهو ما ترفضه نهائيًا وتحسبه بالعمل غير المقبول.

وعبرت الراقصة السلوفانية، عن حزنها الشديد بسبب تعرضها للكثير من مضايقات الزبائن، كمثل ملاحقتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وطلب عقد علاقات غير مشروعة، وكذلك استقبالها للعديد من التعليقات والمنشورات المسيئة.

وتقول، "أمر غير محترم بالنسبة لي أن يضع بعض الزبائن أموال داخل ملابسي ومحاولة لمس جسدي"، مشيرة إلى أن هذا لا يصنف سوى تحرش مرفوض بالنسبة لعمل فنان.

وذكرت الراقصة، أن المصريين وغريهم حول العالم يعتقد أن الحصول على الراقصات أمرًا سهلًا، موضحة أن هذا الأمر يعد مشكلة كبرى كونهم لا يعترفون بهن كفنانات.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق