ذكرى ميلاد محمد توفيق.. حكيم الممثلين زميل على ومصطفى أمين

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 07:00 م
 ذكرى ميلاد محمد توفيق.. حكيم الممثلين زميل على ومصطفى أمين
الفنان الكبير الراحل محمد توفيق
وجدي الكومي

هو حكيم التمثيل، وشيخهم، انتمى إلى أسرة "العجيزي" التي اشتهرت بمقاومة الاحتلال البريطاني، درس في معهد التمثيل بعد تأسيسه في الثلاثينيات، ثم سافر إلى لندن لدراسة فن التمثيل، فتعلم هناك على يد النجم المسرحي لورانس أوليفييه، ثم عاد إلى مصر مطلع الأربعينيات ليشارك في عشرات الأفلام، منها السوق السوداء، وبابا أمين، وحسن ونعيمة، وشيء من الخوف، أنه الفنان الكبير الراحل محمد توفيق، المولود في مثل هذا اليوم عام 1908، والراحل عن عالمنا عام 2003.

الفنان محمد توفيق شيخ الممثلين
الفنان محمد توفيق شيخ الممثلين

 

وُلد محمد توفيق في طنطا، لكنه لم يعش فيها كثيرا، وجاء إلى حلوان، يتذكر توفيق طفولته فيها، التي أحبها وقتما كانت هادئة، ومليئة بالحدائق، ونقاء جوها، والتي كان يجيئها السيرك، فينزل محمد توفيق إليه ليشاهد ألعاب لاعبيه، ثم بدأ توفيق يشاهد أعمال الفرق المسرحية، ومنها فرقة كشكش بيه، الشخصية التي لعبها نجيب الريحاني، انجذب توفيق أيضا لمشاهدة ما يحدث خلف المسرح، الكواليس، ومراقبة الفنانين الكبار خلف الستار، فكان يتابع نجيب الريحاني وهو يضع الذقن على وجهه، وهكذا بدأ دبيب حب المسرح والتمثيل يدب في قلب محمد توفيق.

كون محمد توفيق في صباه، فرقة ارتجالية مع زملائه الطلبة، ويعرضون أعمالهم في جبال حلوان، ومناطقها الصحراوية المحيطة بالمساكن، حيث يستطيعون أن يرتجلوا ويمثلوا أعمالا بريئة، وشديدة الطزاجة متفقة مع صباهم، وفي المرحلة الثانوي، اشترك محمد توفيق مع الكاتبين الصحفيين علي أمين ومصطفى أمين في تقديم نشاط موسيقى ونشاط التمثيل، وكان لتوفيق باعا كبيرا فيه، وتتلمذ على يد أستاذه أحمد علام، أحد ممثلي فرقة رمسيس ليوسف وهبي.

أسند أحمد علام أدوارا لمحمد توفيق، جعلته يدخل الحياة الفنية بشكل جدي على صغر وحداثة سنه آنذاك، أما مصطفى أمين وعلى أمين، فأحبا الصحافة، ولم يحبا التمثيل، وأصدرا أول صحيفة في صباهما، التي ظل محمد توفيق محتفظا بها إلى وقت كبير، قبل أن تضيع منه.

حوار محمد توفيق مع الإذاعية أمينة صبحي في برنامج الإذاعة القديم حديث الذكريات
حوار محمد توفيق مع الإذاعية أمينة صبحي في برنامج الإذاعة القديم حديث الذكريات

 

عمل محمد توفيق في دور كومبارس، عام 1930، وهو نفس عام إنشاء معهد التمثيل، فالتحق بمدرسة التجارة العليا، التي كان بها فرقة تمثيل، وهي المدرسة التي صارت فيما بعد كلية التجارة، وفي هذه الفرقة، زامل محمد توفيق عماد حمدي، وبعدها التحق بمعهد التمثيل، بعدما قرأ إعلانا عن محاولة إيجاد معهد تبع الفرقة القومية الحكومية في ذلك الوقت، فتقدم محمد توفيق للمعهد، وكان ينافسه 900 طالب، فنجح سبعة، كان هو واحدا منهم.

امتحن توفيق أمام لجنة مكونة من خليل مطران الشاعر الكبير، والدكتور طه حسين، ورئيس قسم الإنجليزي بكلية الآداب كريستوف سكيب، والدكتور أحمد ضيف، وكانت هذه اللجنة تعد الممتحنين لبعثة، ثم استبقوهم للدراسة سنتين في كلية الآداب، قبل إرسالهم إلى إنجلترا، ليكونوا على إلمام بالدراما والأدب الدرامي، واللغة الإنجليزية.

التحق محمد توفيق بالسنة الثالثة بكلية الآداب، بالقسم الإنجليزي، وتخللتها بعثة صيفية عام 1937، وامتحان للسبعة الناجحين، أسفر عن اختيار أربعة من بينهم، كان محمد توفيق واحدا منهم، وأرسلوه إلى لندن للدراسة في معهد للتمثيل بها، حيث ظل فيها منذ 1937 حتى 1947، وكان يتلقى 15 جنيها كل شهر من مصر لمساعدته على مصاريف الحياة في إنجلترا آنذاك.

أحب محمد توفيق فن التمثيل، وأخلص له، واستحق أن يكون بحق شيخ الممثلين، وحكيم عصرهم، لم يقتصر فنه في العمل بالسينما فقط، بل كان أوائل من أخرجوا المسلسلات الإذاعية، وقبل أن يعمل في الإذاعة، كانت قد تحررت من سلطة ماركوني، واتخذت كيانها المصري العريق، وانتمى إليها محمد توفيق بالعمل في بعض التمثيليات، وكان يجتمع بنادي الفن في حلوان، وكان مقر الإذاعة في شارع علوي، قبل مقر الشريفين، وهناك عمل توفيق في عهد محمد قاسم.

 بعد انتهاء بعثته في إنجلترا، كان من الصعب أن يعود توفيق إلى مصر بسبب اشتعال الحرب العالمية الثانية، فعمل في الإذاعة البريطانية، وبعد انتهاء الحرب عام 1945، زار الإذاعة البريطانية محمد قاسم الذي تولى رئاسة الإذاعة المصرية في الفترة من 1947، حتى 1951، وطلب منه العمل بالإذاعة المصرية، فوافق محمد توفيق، وعندما عاد قاسم إلى مصر، أرسل له خطابا في إنجلترا بالتعيين في الإذاعة المصرية، كمخرج، فعاد توفيق إلى مصر، عام 1947 وبدأ العمل في الإذاعة التي كان فيها آنذاك صفية المهندس، وسميرة الكيلاني، والسيد بدير.  

تعلم محمد توفيق من دراسته في إنجلترا، ومن المسرح الإنجليزي أن الانضباط أساس الفن، وكذلك العمل الجماعي، وأنه لا يوجد في الفن ما يسمي "مسحت بدوري الممثل اللي قدامي" حسبما يقول في حوار إذاعي قديم مع الإذاعية أمينة صبحي.

ترك محمد توفيق أعمالا كبرى، منها مشاركته في أجزاء مسلسل ألف ليلة وليلة، وكذلك مشاركته في فيلم "قنديل أم هاشم" وأعمال كثيرة غيرها، لعل أبرزها عم حافظ والد فؤادة في فيلم شيء من الخوف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق