حرب المعلومات (4).. الأمن الوطني فكك 20 تنظيما مسلحا أسسهم الإخوان

الخميس، 25 أكتوبر 2018 08:00 م
حرب المعلومات (4).. الأمن الوطني فكك 20 تنظيما مسلحا أسسهم الإخوان
عناصر حركة حسم الإخوانية
كتب – أحمد متولي

لم تكن النتائج التي حققتها الأجهزة الأمنية في حربها على الإرهاب، إلا ثمرة جهود مضنية قدم فيها أبناء القوات المسلحة ووزارة الداخلية نفوسهم فداء للوطن، امتلكنا فيها المعلومات بفعل الإرادة الحقيقية فكانت لنا الغلبة على كافة مستويات المواجهة.

◄حرب المعلومات (1): أسرار الخطة الفاشلة لإنقاذ فلول داعش في سيناء

 

«المنتصر من يملك المعلومة»

بلغ عدد الجماعات التي خاضت الحرب ضد مصر بشكل عام 24 تنظيما معلنا، و992 خلية عنقودية، جميعها ارتبطت بجماعة الإخوان وتحقيق أهدافها، إلا أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية أسقطت أكثر من 19 ألف عنصر من أعضائها بحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والقنابل، وضبطت 128 ألف قطعة سلاح تكفي لتسليح جيش كامل، كانت تحت يد المجموعات الإرهابية.

على مدار 5 سنوات، نجح قطاع الأمن الوطني في امتصاص أعتى موجهة إرهاب تعرضت لها البلاد في التاريخ الحديث، تحمل خلالها ضباطه مهمة مواجهة الحراك المسلح الذي تبنته جماعة الإخوان، ومعركة المواجهة مع الجناح العسكري الذي قاده القيادي المتوفي الدكتور محمد كمال.

بموجب الوثائق والتقارير الأمنية، لم تكن المواجهة نزهة بل حرب متكاملة الأركان على مستوى حرب المعلومات التي وفرت كثيرا للجهات الأمنية وساعدت في فك لغز العديد من القضايا، أو على مستوى المواجهات المباشرة في كثير من الأحداث، انتهت مؤخرا بتفكيك كافة الخلايا والتنظيمات العدائية على مستوى الجمهورية.

◄حرب المعلومات (2).. كيف سحق الأمن المصري أخطر شبكات تهريب «داعش»؟

 

اعتمد قطاع الأمن الوطني على استراتيجية متطورة جدا في مجال مكافحة الإرهاب، حيث طوع كل الإمكانيات والأدوات التكنولوجية المتاحة في خوض حرب المعلومات السابقة على مرحلة المواجهة المباشرة لاقتلاع التنظيمات المسلحة من جذورها فكانت نتائج مبهرة.

تروى التقارير الأمنية ومحاضر التحريات في قضايا الإرهاب الكبرى، حجم مؤامرة الإخوان بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، أسموها قبل إعلانهم جماعة إرهابية في ديسمبر 2013 بـ"الاحتجاج العنيف"، وهي مرحلة اعتمدت بشكل أساسي على مجموعة مسلحة تحمل اسم "كتائب الردع"، اتخذت من مظاهرات الجماعة غطاء للاندساس وافتعال أعمال العنف والشغب لاستهداف رجال الشرطة والجيش.

أعلنت الحكومة الإخوان جماعة إرهابية عقب تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية الذي تبنته جماعة أنصار بيت المقدس، اعتمادا على ما كشف عنه قطاع الأمن الوطني بشأن علاقة الإخوان بدعم التنظيمات الجهادية بالمال والأفراد، ومدهم بالمعلومات عن الأهداف والشخصيات المراد اغتيالها، ومن بينها كتائب الفرقان وأجناد مصر.

◄حرب المعلومات (3).. طريق «داعش» المسدود لاستهداف كنائس مصر

 

في أعقاب ذلك اتخذت الجماعة مسار أكثر عنفا بتولى الدكتور محمد كمال الرئيس السابق للجنة الإدارية العليا بجماعة الإخوان والعضو السابق بمكتب الإرشاد، مهمة تأسيس جناح عسكري منظم على غرار التنظيم الخاص في الخمسينيات، يحمل على عاتقه تنفيذ مخططات التنظيم الدولي الهادفة لخلخلة الأوضاع الأمنية في البلاد، وجر قوات الأمن لمواجهات مسلحة لإيهام الرأي العام الدولي بأن مصر تشهد حرب أهلية بعد عزل الإخوان من السلطة.

بالفعل بدأت عمليات التصعيد بتأسيس لجان العمليات النوعية على مستوى محافظات الجمهورية، التي ضمت عناصر الإخوان المؤهلين للعمل المسلح، وسرعان ما انبثق عنها 20 حركة حملت أسماء مختلفة مث: (مولوتوف – ولع – إعدام – حسم – العقاب الثوري – لواء الثورة – مجهولون – كتائب حلوان – المقاومة الشعبية – داهف كتائب الردع – حركة 18 – العمليات المتقدمة – العمليات النوعية – ألتراس نهضاوي – ربعاوي – ولاية الجيزة – ثوار الأزهر – طلاب ضد الانقلاب – ألتراس ثورجي)، استهدفت الجماعة من ذلك تشتيت الأمن الوطني والترويج لأن فئات شبابية لا تمت للتنظيم بصلة اتخذت من العنف مسارا للرد على ثورة 30 يونيو.

ورغم دورات التخفي والتمويه التي اتخذتها قيادات التنظيمات التابعة للإخوان، نجح الأمن الوطني في الإيقاع بكافة أعضائها وكشف العلاقة بينها وبين جماعة الإخوان، بل توصلت جهات التحقيق القضائية إلى اعترافات رسمية بأن هذه الكيانات ليس إلا خلايا تتبع الجناح العسكري للتنظيم.

تبين من الوثائق الرسمية أن مسارات العمل المسلح ضد الدولة الذي انتهجه الإخوان، اتخذ من المسميات منطلقا لإيهام المجتمع الدولي أن وجودهم خارج السلطة سيتسبب في حرب أهلية بمصر، إلا أن سرعان ما تساقطت عناصر الجناح العسكري في كافة محافظات الجمهورية.

◄انفراد.. كواليس اتفاق الإخوان ونائب أبو بكر البغدادي لتأسيس «ولاية الجيزة»

 

نفذت عناصر التنظيم الإخوان عدة عمليات إرهابية كبرى أبرزها اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، وتفجير موكب النائب العام المساعد المستشار زكريا عبدالعزيز عثمان، واغتيال الرائد وائل طاحون، ومحاولة اغتيال المفتي السابق الشيخ علي جمعة، وارتكبت العديد من العمليات التخريبية التي استهدفت المنشآت الاقتصادية والمقرات الدبلوماسية.

ونجد أن قطاع الأمن الوطني نجح في توجيه ضربة قاسية للتنظيم بالكشف عن تفاصيل اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام الراحل، فبعد رصده اجتماع استضافته دولة تركيا حضره ممثلين عن مخابرات أردوغان والمحكومة القطرية، قرر الإخوان تفجير موكبه، وبسقوط المنفذين في قبضة الأمن انكشف أمام العالم أن الجماعة الإرهابية هي المنفذ للعملية، وأن إعلان جماعة وهمية تبني العملية لم يكن إلا خطوة في خطة خداع استراتيجي لم تغفلها الداخلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق