بعد انتهاك نفرتيتي والفلاحة وعبد الوهاب.. لماذا أصبح تشويه التماثيل فى مصر مباحًا؟

السبت، 27 أكتوبر 2018 09:00 م
بعد انتهاك نفرتيتي والفلاحة وعبد الوهاب.. لماذا أصبح تشويه التماثيل فى مصر مباحًا؟
تشويه التماثيل المصرية
كتبت - سلمى إسماعيل

 تشويه التماثيل الفنية بات أمرًا سهلًا ومستمرًا ومباحًا في الشوارع المصرية، فلم تكن واقعة تشويه تمثال «الفلاحة المصرية» في منطقة العمرانية بالهرم على يد أحد موظفي الحي، الأولى في وقائع انتهاك فن النحت في مصر، فقد تعرض تمثال الخديوي إسماعيل  في أغسطس الماضي، في شارع الثلاثيني بمحافظة الإسماعيلية إلى التشويه بعدما طلى باللونيين الأبيض والأسود، إضافة إلى تعرض تمثال الموسيقار محمد عبد الوهاب المتواجد في منطقة باب الشعرية لتشويه على يد إحدى طالبات مدرسة باب الشعرية، حينما أطلت وجهه واليدين بالون الذهبي بينما لونت جسد التمثال باللون البني.

نفرتيتي وصمة عار  فى جبين وزارة الثقافة
 

تشويه الفلاحة المصرية

 ولم ينته الأمر عند هذا الحد، ففي أغسطس 2016 طلى وجه تمثال _الست_ أم كلثوم المتواجد وسط القاهرة في حي الزمالك، باللون البني، إضافة إلى تشويه تمثال الأديب الكبير عباس محمود العقاد الموجود في أسوان،  كما تعرض تمثال أحمد عرابي الموجود في محافظة الشرقية إلى الانتهاك أيضًا،  وتعد واقعة استنساخ تمثال نفرتيتي الموجود في مدينة سمالوط في محافظة المنيا بمثابة وصمة عار على جبين وزارة الثقافة ،آنذاك، خاصة بعدما تناولت الصحف العالمية هذه الواقعة عبر مواقعها الإلكترونية .

تشويه نفرتيتي


فساد المحليات سببًا في تشويه  الفلاحة المصرية

محمد عبد الوهاب


 ارتفاع نسب  تشويه التماثيل المصرية يرجع إلى شقين الأول فساد المحليات، و الذي دفع رئيس مجلس الوزراء إلى صدور قرار يلزم جميع الأجهزة والجهات المحلية بمراجعة وزارة الثقافة في أعمال تجميل الميادين، وذلك حفاظاً على الذوق العام فى وضع تصورات لتطوير الميادين والحدائق من الناحية الجمالية.


خالد الجندي سببًا  في تشويه الحضارة المصرية

ام كلثوم



أما الشق الثاني يرجع إلى فترة حكم الأخوان الإرهابية التي تصدر فيها الدعاة السلفيين شاشات التلفاز و أملئت  المواقع الإخبارية  بتصريحاتهم  المغيبة إلى العقول والأذهان،  واستند الدعاة السلفيين في تحريمهم إلى  فن النحت إلى حديث الرسول بأن« أشد الناس  عند الله يوم القيامة المصورون »، كذلك قوله« لا تدخل الملائكة بيتًا فيه  كلب ولا صورة »، والمؤسف أن الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى لشئون الإسلامية والشارح  لمناهج الأزهر الوسطية،  اعتبر أيضًا أن التماثيل الحجرية مثيرة للغرائز الجنسية.

كيف يتم ترميم التماثيل لفنية؟ 

بعد ترميم الفلاحة المصرية


يقول عضو المجلس الأعلى لثقافة مصطفى عز العرب لـ«صوت الأمة»، إن السبب في تشويه التماثيل  الفنية  يرجع إلى قلة وعى رؤساء الأحياء والمواطنين، فقد لحظنا تشويه تمثال الفلاحة المصرية على يد أحد الموظفين الذي جهل بدور وزارة الثقافة والآثار في ترميم مثل هذه الأعمال الفنية، لافتًا إلى أن ترميم  التماثيل فن يحتاج إلى خريجي كليات الفنون الجميلة و كليات الآثار

وأكد عضو المجلس لثقافة  على انحدار الذوق العام والرؤية الفنية في المجتمع المصري نتيجة لانحدار الثقافة والوعي، لافتًا إلى أن المواطنين أصبحوا ينظروا إلى التماثيل على إنها حجارة جيرية ولا ينظروا لها على كونها ناقلة إلى الحضارات على مر العصور .

وأشار عز العرب أنه  لا يتم الاستعانة بخريجي كليات الآثار على الرغم من دراستهم لترميم، فقد يوجد قسم كامل في الكلية يخرج متخصصين في أعمال ترميم التماثيل الفنية ، مؤكدًا أن الجهتين المعنيتين بترميم تماثيل النحت هما وزارة الثقافة  قطاع الفنون التشكيلة ووزارة الآثار بقطاعات الآثار الإسلامية والعصر الحديث .

وتعقيبًا على تشويه تمثال الموسيقار عبد الوهاب على يد طالبة بمدرسة باب الشعرية، قال إن سلوكها يعكس التشويه الفكري والثقافي والفني للمجتمع  الناجم عن المراحل التاريخية التي  مرت بها مصر في الآونة الأخيرة.

  هل  فعلا  التماثيل الفنية حرام شرعًا؟

عبد الباقي شحاتة امين مجمع البحوث الاسلامية الاسبق

يقول أمين مجمع البحوث الإسلامية الأسبق الدكتور عبد الباقي شحاتة، إن الأحاديث السالف ذكرها قيلت في وقتٍ عُبدت فيه الأصنام، لافتًا إلى أن الحديث القائل بـ« لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة و كلب» المراد بها التماثيل التي كانت تعبد في الجاهلية، أما في هذه الأيام التماثيل التي تجسد صور مختلفة كلعب أطفال للبني أدمين والحيوانات والأشكال الكرتونية، لا بئس فيها لأنها صنعت للهو واللعب وليس للعبادة .


أقرأ أيضًا : خالد الجندي.. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله؟

وأكد أمين مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، إننا نسمع عن عبادة البقر والثعابين وغيره لكن لا يوجد من يعبد الأصنام في الأديان الحالية ، لافتًا إلى التصريحات الصادرة عن تحريم التماثيل   لكونها تثير الغرائز تعتبر تصريحات غير مواكبة للعصر ومنافية إلي المنطق .

وأشار إلى  أن حديث الرسول القائل بـ« أشد الناس  عند الله يوم القيامة المصورون» يراد به المصورون أي  مصنعون التماثيل للعبادة وليس للعب الأطفال.


هل يتقى الدعاه الله فيما يقولون ؟
 

فريد الشوباشي

 إلا أن الكاتبة الصحفية فريد الشوباشي تقول لـ«صوت الأمة»، إن   عمرو بن العاص في عصر الفتح الإسلامي لم يهدم تمثالًا واحدًا في عهده، أليس هو أكثر إيمانًا من أعداء الوطن  من «مهرتلي السلف».

وأكدت فريدة الشوباشي إن السلفيين يتعمدون تجريد الوطن من حضاراتهم لنصبح  صحراء فارغة مثل عقولهم، وناشدت الدكتور خالد الجندي بأن يتقى الله فيما يقول .

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق