الضربة القاسمة قد تأتي من البيئة.. هل تندثر عملة البيتكوين نهائيا؟

الخميس، 01 نوفمبر 2018 09:00 ص
الضربة القاسمة قد تأتي من البيئة.. هل تندثر عملة البيتكوين نهائيا؟
بيتكوين

في نهاية عام (2017) انتاب العالم ما يمكن أن نطلق عليه «حمى البيتكوين»، أسعار العملة تضاعفت بشكل جنوني، العملة التي كانت تباع في يناير (2017) بمبلغ (750) دولارا، أصبحت في نهاية العام بمبلغ 19 ألف و400 دولار، أي أن قيمتها تضاعفت 25 مرة عن قيمتها، وهو ما خلق في النهاية حالة من التوقعات عن مستقبل مختلف عما نمر به تماما، إلا أن كل هذه التوقعات وهذه الحمى ذهبت أدراج الرياح.
 
في صباح (الأربعاء) بلغ الانهيار للعملات الرقمية في بورصة «ناسداك»، رقما خياليا إذ فقدت هذه العملات حوالي (80%) من قيمتها، وهو بهذا يتجاوز فقاعة شهيرة حدثت عام (2000)، وهي المعروفة باسم «فقاعة الانترنت»، والتي فقدت حوالي (78%) من قيمتها دفعة واحدة بعد أشهر من الإقبال المحموم على شرائها.
 
وربما كانت القلق الذي أثارته عملت البيتكوين، سببا في انخفاض أسعارها تدريجيا على مدار الفترة الماضية، إلا أن الضربة القاسمة للعملة الإلكترونية، قد تأتي من البيئة، ذلك بعد أن كشف علماء في جامعة جامعة هاواي أن العملات الإلكترونية تضر بالبيئة بشكل كبير، وحذروا من أن تكلفة الطاقة التى يتم استهلاكها في عملية «التعدين» يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة بمقدار درجتين مئويتين خلال السنوات الـ(20) المقبلة، وينطوي التعدين بيتكوين على تشغيل أجهزة الكمبيوتر على مدار الساعة لحل الألغاز المشفرة التي تزداد تعقيدًا، وفي حين أن العديد من الأفراد والمؤسسات لجأوا لتلك العمليات لتحقيق ثروة، فإن الارتفاع الناجم عن استخدام الكهرباء هو أمر يثير قلق العلماء.
 
تقول كاتى تالاداى، عضو فى فريق البحث بجامعة هاواى: «تعتبر الانبعاثات الناتجة عن النقل والإسكان والمواد الغذائية هى المساهم الرئيسى فى تغير المناخ الحالى»، ويوضح هذا البحث أن البيتكوين يجب أن يضاف إلى هذه القائمة، إذ وجد الباحثون أنه إذا تم تعدين البيتكوين وحده يمكن أن يؤدى لارتفاع درجة حرارة العالم بمقدار درجتين مئويتين فى وقت مبكر 2033 نتيجة لاستهلاك الطاقة.
 
وتوقع علماء المناخ أن يؤدى ارتفاع درجة الحرارة فوق 1.5 درجة إلى عواقب كارثية، بما فى ذلك موجات الحر الشديدة، والجفاف الشديد، وانقراض الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى الارتفاع الحتمى لمستوى سطح البحر، وعلق راندى رولنز، وهو عضو آخر فى فريق البحث قائلاً: «يعد تعدين الـ(Bitcoin) عملة مشفرة مع متطلبات لأجهزة متطورة، ومن الواضح أن هذا يترجم إلى متطلبات كبيرة من الكهرباء».
 
ونظر الفريق فى كفاءة استخدام الطاقة للحواسيب التى تستخدم عادةً لتعدين بيتكوين، والموقع الجغرافى لعمليات التعدين وانبعاثات ثانى أكسيد الكربون الناتجة عن توليد الكهرباء فى تلك البلدان، وخلصوا إلى أن استخدام (bitcoins) فى عام 2017 كان مسئولاً عن نحو 69 مليون طن مترى من انبعاثات مكافئ ثانى أكسيد الكربون.
 
كانت وكالة «بلومبرج»، أعلنت أنباء الانهيار قائلة، إن عيوب الأمن، وسهولة التلاعب بالعملات، والحواجز الضخمة التي وضعتها بعض الدول عن التعامل بهذه العملات، جعل من مستقبلها القريب غير واضحا ومقلقا.
 
اليوم يجد هؤلاء الذين راهنوا بثرواتهم ومدخراتهم على تلك العملات الرقمية أنفسهم في أزمة، أما هؤلاء الذين علقوا آمالا كبيرة على التكنولوجيا وثورتها فإن الواقع كان أليما عليهم، فمثل هؤلاء الذين استثمروا كل ما يملكون قبل (18) عاما في شركات الإنترنت وخسروها، يعود الزمان بنا من جديد لمضاربون آخرون فقدوا ثرواتهم لشراء «العملة الرقمية».
 
كبير محللي السوق في لندن قال لموقع «ماركت»، إن ما يحدث كان نتيجة فقاعة المضاربة الهائلة التي تحملها كلمة «التشفير» بأكملها- لكن على المدى الطويل فستستقر أسعار هذه العملات، وقد يجنى الذين سيتحملون الآلام الحالية كل الأرباح في المستقبل.
 
وهبطت عملة «إيثريوم»، ثاني أكبر عملة افتراضية بعد البيتكوين بنسبة (6%) لتصبح (171.15) دولار، ليكون إجمالي انخفاضها خلال هذا الشهر فقط (40%)، أما البيتكوين فقد انخفضت بنسبة (3.8%) الأربعاء، وبذلك يكون مجموع خسائر هذه العملات (187) مليار دولار.
 
ورغم ذلك فإن العديد من المتداولون بهذه العملات يرون أنها ستسترد عافيتها مع مرور الزمن، مشيرين إلى انتعاش هذه العملات عند بداية طرحها في بورصة ناسداك، لكن يبدو أن هؤلاء الذين يبيعون بكثافة متسببين في هبوط السعر لا يشاركونهم نفس الإحساس، وأن التقدم لن يكون قريبا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق