القروض لم تحل الأزمة الاقتصادية.. العقوبات الأمريكية تصيب فنزويلا بشلل تام

الخميس، 01 نوفمبر 2018 10:00 م
القروض لم تحل الأزمة الاقتصادية.. العقوبات الأمريكية تصيب فنزويلا بشلل تام
ترامب

تعاني دولة فنزويلا من أزمة اقتصادية شديدة، أسفرت عن تراجع إنتاج النفط -الذي يعد المصدر الأول لدخل الموازنة في البلاد- فيما ارتفع التضخم لديها ليصل إلى مستوى قياسى يقدر بنحو (مليون٪)، ما دفع عشرات الآلاف من المواطنين إلى الرحيل للدول المجاورة.
 
وفي محاولة يائسة التقى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وزير الخارجية الصيني وانج يي، في محاولة لحل الأزمة الاقتصادية، لتوقيع 28 اتفاقا تشمل التعاون في مجال استكشاف الغاز في فنزويلا، إلى جانب «تحالف استراتيجي» في مجال استخراج الذهب، وتزويد دولة فنزويلا بمنتجات صيدلانية تعاني من نقصها الشديد، فضلا عن الاتفاق على قرض صيني جديد لدعم اقتصاد فنزويلا.
 
ولكن على ما يبدو أن الرياح دائما ما تأتي بما لاتشتهي فنزويلا، حيث ذكرت مصادر إعلامية أمريكية، إن الولايات المتحدة تعد عقوبات ستستهدف صادرات الذهب الفنزويلية. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن مصادر مطلعة، أن النية تتجه ليس إلى فرض قيود على تصدير فنزويلا للذهب فحسب، بل ولإيقاف حركة الأصول غير الشرعية عبر شركات وهمية.
 
وأضافت المصادر أن الإعلان عن العقوبات الجديدة قد يتم هذا الأسبوع، وقد يتزامن ذلك مع الخطاب المزمع لمستشار الرئيس الأمريكى للأمن القومى جون بولتون فى ميامى حول الوضع فى أمريكا اللاتينية.
 
وحسب معلومات الصحيفة، فقد تم استخراج 20 طنا من الذهب في فنزويلا هذا العام، وتقدر قيمته بملايين الدولارات. وتم تصدير الجزء الأكبر منه إلى تركيا.
 
قبل تليومح أمريكا، بفرض العقوبات على فنزويلا، كان الرئيس الصيني، أكد دعم بلاده للجهود فنزويلا من أجل تحقيق تنمية وطنية مستدامة، مشيرا إلى أن الصين مستعدة لتعزيز تبادل الخبرات مع فنزويلا حول طريقة حكم البلاد،  فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، جينغ شوانغ، أن حكومة فنزويلا قد عززت مؤخرا جهود الإصلاح الاقتصادى والقطاع المالى، مع تجاوب اجتماعى جيد، قائلا: «أعتقد أنه من مصلحة الجميع تحقيق نمو ثابت لدعم الاقتصاد فى فنزويلا».
 
وتعتبر الصين أكبر حليف لفنزويلا حيث أقرضتها 50 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية، فى مقابل المزيد من النفط والصفقات المنجمية الأخرى، كما أعلن رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، فى وقت سابق، عن خطة ادخار من خلال بيع سبائك ذهبية صغيرة لأصحاب المعاشات والعاملين وربات البيوت، وذلك عن طريق شرائهم «شهادات» لمدة عام.
 
وترتفع الأسعار فى فنزويلا يوميا بواقع 3%، بحسب بيانات رسمية، فيما حذفت الحكومة 5 أصفار من عملة البوليفار فى خطوة وصفها الرئيس الفنزويلى بـ«بداية الإصلاح»، فيما انخفض إنتاج النفط فى فنزويلا خلال شهر يوليو الماضى إلى 1.278 مليون برميل يوميا، محققا انخفاض يقدر بنحو 47.7 ألف برميل يوميا مقارنة بإحصائيات شهر يونيو الماضى.
 
وتواصل انخفاض الإنتاج من النفط فى فنزويلا خلال أغسطس المنصرم بنسب قدرها خبراء بنحو 15% جديدة، دون بيانات رسمية، إلا أن المحللين توقعوا تراجعا جديدا فى إنتاج فنزويلا من النفط إلى أقل من مليون برميل يوميا بنهاية العام الجارى، حيث يمثّل العجز نحو 20% من الناتج الداخلى الإجمالى والدين الخارجى بمقدار 150 مليار دولار، بينما لا يتعدى الاحتياطى النقدى نحة 9 مليارات دولار.
 
ويؤمن إنتاج فنزويلا من النفط نحو 96% من عائدات الدولة، إلا أن إنتاجه تراجع مؤخرا إلى مستوى يعتبر الأقل منذ 30 عاما، حيث بلغ نحو 1.4 مليون برميل يوميا فى شهر يوليو الماضى، مقابل معدل إنتاج قياسى حققته البلاد قبل 10 أعوام حيث بلغ حينذاك نحو 3.2 مليون برميل يوميا.
 
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على عشرات المسؤولين والشركات الفنزويلية، متهمة سلطات كراكاس بانتهاك حقوق الإنسان. وتشهد فنزويلا أزمة اقتصادية حادة منذ عدة سنوات، ويتوقع صندوق النقد الدولى أن تصل نسبة التضخم السنوية فى البلاد إلى مليون بالمئة هذا العام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة