نفوق الأسماك في العراق.. بين جشع الإيران وضعف الحلول الحكومية

الأحد، 04 نوفمبر 2018 03:00 م
نفوق الأسماك في العراق.. بين جشع الإيران وضعف الحلول الحكومية
نفوق الأسماك في العراق
محمد الشرقاوي

تعيش العراق كارثة بيئية، تتفاقم مع تزايد نفوق آلاف الأطنان من الأسماك بشكل مفاجيء، في المزارع المقامة بنهري دجلة والفرات جنوبي البلاد،وذلك في ظل انخفاض منسوب المياه بالنهرين نتيجة السدود والأنشطة المائية في كل من تركيا وإيران.

مدير عام الثروة السمكية بالعراق الدكتور مصدق الدلفي، قال إن مشكلة نفوق الأسماك تبدأ بالمربين، حيث إن غالببتهم غير مجازين، فمن أصل 15 مشروعًا مرخصا هناك أكثر من 200 مشروعا غير قانوني.

وتابع في بيان أن أصحاب المشاريع المرخصة لم يلتزموا بالتعليمات التي تصدرها دائرة الثروة الحيوانية، من حيث كثافة اﻻسماك في وحدة المساحة، وشرط ارتفاع قاعدة القفص عن أرضيه النهر بما ﻻ يقل عن متر، إضافة إلى الفحص الدوري للأسماك مرتين أسبوعيا وفحص الأعلاف مختبريًا قبل استعمالها.

اقرأ أيضًا.. العراق في ثوبها الجديد.. ابتعاد عن الحضن الإيراني واهتمام بالقضايا العربية

وتابع: من بين الأسباب قلة ورود المياه إلى العراق من تركيا وإيران، بحيث أصبح النهر أشبه بحوض؛ بسبب توقف جريان الماء وزيادة تركيز المواد الضارة، ونتيجة تخمر مخلفات الأعلاف وفضلات اﻻسماك في قاع النهر الراكد وانبعاث غاز الأمونيا، بسبب التحلل، ولكل ذلك ضعفت مقاومة الأسماك وانتهزت الجرثومة المسبب للمرض والمتواجدة أصلا في الماء، بمهاجمة الأسماك وبالتالي نفوقها بسبب الاختناق.

مناطق في بابل وكربلاء والنجف والديوانية سجلت نفوق عشرات الآلاف من الأطنان في الأقفاص النهرية والمزارع السمكية على النهرين. مراقبون أرجعوا الأزمة إلى انخفاض معدلات المياه في نهري دجلة والفرات، بسبب ضعف ضخ المياه من تركيا وإيران بعد السدود الجديدة التي أقامتها على النهرين.

نفوق الأسماك في العراق
نفوق الأسماك في العراق

وأرجع المتحدث الرسمي باسم الزراعة العراقية حميد النايف، إن الأزمة تعود إلى مرض التعفن البكتيري الناجم عن قلة الموارد المائية وتلوث الأقفاص النهرية، كما أشار إلى لجوء المربين إلى استيراد أعلاف عبر طرق غير رسمية، وخارج إشراف الجهات البيطرية.

شبكة سكاي نيوز قالت في تقرير لها بعنوان: «نفوق أسماك العراق.. ما دور تركيا وإيران؟»، إن أنقرة تقوم في الوقت الحالي بملء سد إليسو العملاق، حيث من المتوقع أن يخفض من حصة العراق من تدفق نهر دجلة من نحو 738 مليار قدم مكعبة إلى 343 مليار قدم مكعب سنويًا.

وتبني تركيا 22 سدا على مجري دجلة والفرات ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول لاستصلاح مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية، وبما يزيد بثلاثة أضعاف حاجة تركيا من المياه، بحسب تقديرات.

اقرأ أيضًا.. جفاف العراق.. تفاقم «الأمن المائي» يهدد صفو العلاقة بين دول الجوار العراقي

مضيفة أنه يجري حوالي 30 % من التدفق السنوي لنهر دجلة من إيران، حيث من المقرر أن يكتمل سد داران هذا العام، مما سيقلل، بحسب خبراء، من تدفق المياه عبر نهر «سيروان» بنسبة تصل إلى 60 % ويترك العديد من مناطق وسط وجنوب العراق بدون إمدادات كافية.

وقبل أسبوعين، أعلن نائب وزير الزراعة الإيراني علي مراد أكبري، قطع نحو 7 مليارات مكعب من المياه، المنحدرة ناحية العراق، بأمر من المرشد الإيراني علي خامنئي، مشيرًا إلى أن هذه الكميات ستستخدم في مشروعات تمتد على مساحة 770 هكتارا جنوبي وغربي إيران.

وصرح رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي في وقت سابق من هذا الشهر، بأنه سيبحث موضوع شح المياه مع كل من تركيا وإيران، وهو ما يؤكد شدة تأثر النهرين بالأنشطة التي يمارسها البلدان الجاران.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق