سلامًا على شباب آمنوا برسالة السيسي

الثلاثاء، 06 نوفمبر 2018 10:55 ص
سلامًا على شباب آمنوا برسالة السيسي
أمل غريب تكتب:

تزينت مدينة شرم الشيخ لاستقبال ضيوف منتدى شباب العالم في نسخته الثانية، وبدت في أبهى صورة بالأعمال الفنية الراقية التي انتشرت في أغلب الطرق الرئيسية لمدينة السلام، وكان المشهد العام مبهجًا وعظيمًا.
 
استقبلت المدينة منتدى شباب العالم، الذي أُقيم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبمشاركته طوال الفعاليات، إلا أن الأمر الذي كان لافتًا للنظر، وكان حديث كل ضيوف المنتدى، من شخصيات عامة وإعلاميين وكتاب وصحفيين وسياسيين ووفود شبابية، هو التنظيم شديد الدقة والإحكام الذي يديره خرّيجو الدفعات الثلاث الأولى للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، والذي كان المفاجأة الأقوى لكل ضيوف المنتدى.
 
قوة التنظيم، وحفاوة الترحيب، بدت ملامحهما منذ اللحظة الأولى لدخول صالة السفر في مطار القاهرة الدولي، وبابتسامة هادئة وكلمات رقيقة، تجد مجموعة الشباب الذين وقفوا في صالة السفر يستقبلون الوفود المشاركة التي تستعد للمغادرة في طريقها إلى مطار شرم الشيخ، ورغم صغر أعمار هؤلاء الشباب، إلا أنهم كانوا يُسيّرون إجراءات السفر كعقارب الساعة، بشكل يجعلك تشعر كأنهم خلية نحل، وكل منهم يعلم جيدا حدود دوره والمهمة المُكلّف بها، حتى أن الأسئلة الروتينية التي تدور في ذهنك ستجدهم يجيبون عنها قبل أن تطرحها، والمعوقات البسيطة جدًّا التي قد يقع فيها أي ضيف سهوًا، تعمل خلية النحل على حلّها بكل سهولة ويُسر، دون إشعارك أن هناك مشكلة، إلى أن يودِّعوك مغادرًا باتجاه طائرتك.. فهل ينتهي دورهم إلى هنا؟
 
بالطبع قد تعتقد أنه بمجرد إنهاء إجراءات المغادرة وركوب الطائرة عليك الاعماد على نفسك، بدءًا من مسارك في ممر السفر، إلا أنك تُفاجأ بشاب أو فتاة أنيقة ينتظرك كل منهم في كل 100 متر، مهمّتهم إرشاد الضيوف إلى الاتجاه الصحيح، حتى لا تضطر إلى سؤال أحد قد لا يكون على علم بالاتجاه الصحيح، أو يحاول إرشادك دون دراية ويُعرّضك لمأزق آخر، حتى هذا حرصت عليه فرق استقبال الوفود ووضعته في حسبانها، إلى أن تصعد بسلامة الله إلى باب الطائرة، وتبدأ التحليق في سماء أم الدنيا.
 
خلال الوجود في الطائرة، وإعلان قائدها الاستعداد لرحلة الإقلاع باتجاه شرم الشيخ، تُشعرك كل الأجواء الرائعة وحفاوة الاستقبال والترحيب التي مررت بها على أرض مطار القاهرة بالسعادة والحماسة، فتشعر بفخر حقيقي أنك لا تختلف كمصري في بلدك عن أي زائر من أيّة جنسية أخرى، لك كل الاعتبارات ونفس الاهتمام والتقدير، فيكفي أنك في حضرة منتدى شباب العالم الذي غيّر شكل الأرض ورسمها بلون السماء الصافية. 
 
بمجرد سماع النداء على الركاب استعدادًا للهبوط في مطار شرم الشيخ الدولي، ومع اللحظة الأولى التي تبدأ فيها جمع أغراضك بعد رحلة طيران استغرقت 60 دقيقة، تجد أرض المطار وسماءها امتزجا معًا باللون الأزرق، فمدينة السلام الشهيرة اختطلت زرقة سمائها بألوان الأتوبيسات التي ارتدت شعار منتدى شباب العالم بلونه الأزرق السماوي، في مشهد يأسر القلوب ويضخ فيها طاقة التفاؤل والأمل.
 
وقفت على سُلّم الطائرة أنظر للمشهد بكل فخر واعتزاز بأن وطني تتشرّف بحضوره والهبوط على أرضه أيّة جنسية، وستحكي عنه أجيال شابة تلمس روح الشباب في هذا البلد بعدما استعاد عافيته على يد رئيسه عبد الفتاح السيسي، فخر المصريين جميعًا، الذي يقف بين شباب العالم ليس كأب ولا ملهم ولا معلم فحسب، وإنما يبدو وكأنه إكسير الشباب للعالم، بسواعد أبناء وطنه الذين تعلّموا على يديه واستلهموا طريقه وانضباطه وحرصه على أدق التفاصيل.
 
أقلّتنا حافلات النقل الداخلي بمطار شرم الشيخ، والتي زيّنها شعار منتدى شباب العالم، إلى باب صالة الوصول، فكان في انتظارنا جيش آخر من الشباب، وقفوا جميعًا في مشهد رائع كأنهم لوحة فنية رُسمت بعناية شديدة، للإجابة عن أيّة استفسارات وتوجيه الضيوف لمكان الخروج، مرتدين ملابسهم الشبابية (تيشرت أبيض) تعبيرًا عن صفاء القلب، وبنطلون جينز (أزرق سماوي) في رمزية إلى سماء مصر وجوها، حتى بعد إنهاء إجراءت المغادرة، لن تجد شبرًا خارج صالة السفر إلا وينتظرك فيه الشباب، لإحضار السيارات التي ستُقلّنا إلى أماكن التسكين والإقامة في أرقى وأفخم فنادق مدينة شرم الشيخ.
 
أثناء الطريق لفندق الإقامة، كانت لافتات منتدى شباب العالم على الجانبين، امتزج لونها الأزرق بلون الأشجار، فرسمت معًا لوحة متناهية الإبداع، كما تراصت الأتوبيسات التي تقل الوفود أمام أماكن الإقامة بشكل مُنظّم وبديع، وللحظة تبادر إلى ذهني أن مرحلة الاعتماد على النفس بدأت، حينها وبحركة اعتيادية فتحت حقيبة يدي لأتأكد من وجود كل أوراقي الشخصية التي سأقدمها لإدارة الفندق، إلا أنه بعد تخطّي بوابة عبور الفندق تفاجأت بكتيبة شباب أخرى في انتظار الضيوف، قاموا بتسهيل إجراءات التسكين في الفندق، بل والأبهى أصطحابهم إلى الغرف وإعطاؤهم أرقامًا للتواصل مع أي من فريق المُنظّمين التابعين للمنتدى داخل الفندق، والتأكيد على التواصل معهم حال الاستفسار عن أي أمر.. فكرّرتها على أحد الشباب (أي أمر؟) فأجابني في أدب شديد وعلى وجهه ابتسامة ودودة (أي أمر حضرتك).
 
بعد جولة بسيطة داخل الفندق، تواصلت مع مسؤولي تنظيم وفود وضيوف منتدى شباب العالم، وأخبرني أحدهم أنهم خريجو الدفعات الثلاث من (البرنامج الرئاسي لتأهيل وتدريب الشباب للقيادة)، فكانت المعلومة التي أسعدتني وأشعرتني بالفخر، بسبب قدرة شباب بلدي على تنظيم مثل هذه الفعالية التي ينتظرها العالم ويحضرها شباب يمثلون 160 دولة، ومدى التنظيم الشديد والمشهد الحضاري الذي ظهروا به بشكل مُشرّف ويدعو للفخر، والأكثر من ذلك أن شباب البرنامج الرئاسي جميعًا يعملون بشكل (تطوّعي)، وبعض هؤلاء الشباب أساتذة في جامعات مصرية، وبعضهم يعملون في وظائف حكومية وفي القطاع الخاص، لكنهم حرصوا على المشاركة في أعمال التنظيم، إيمانًا بدورهم في خدمة وطنهم والنهوض به، وتوصيل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي للعالم، بأن مصر بلد الأمن والأمان ومهد السلام للعالم، فسلامًا واحترامًا وفخرًا بأبناء بلدي الذين بذلوا جهدًا جبارًا لا تقوى على تنظيمه كبرى الشركات العالمية المُتخصِّصة في إقامة المؤتمرات الدولية، وسلامًا لمُلهم الشباب وقائدهم، الرئيس عبد الفتاح السيسي، فخر الوطن العربي وقائد مصر الحديثة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق