رحلة المحمل إلى مكة.. صور نادرة التقطها عبد الغفار البغدادي أقدم مصوري الحجاز

الخميس، 08 نوفمبر 2018 02:00 ص
رحلة المحمل إلى مكة.. صور نادرة التقطها عبد الغفار البغدادي أقدم مصوري الحجاز
عبد الغفار البغدادي أقدم مصوري مكة المكرمة
وجدي الكومي

تعرض صالة سوثبي اللندنية للمزادات، مجموعة صور نادرة للبيع بمقابل يتراوح بين خمسة آلاف، و7000 آلاف جنيه إسترليني.ألتقطها المصور عبد الغفار البغدادي، لرحلة المحمل إلى مكة، عام 1880، وعام 1901.

الطريق إلى مكة صور عبد الغفار البغدادي
الطريق إلى مكة صور عبد الغفار البغدادي
 
صور رحلة الحج لعبد الغفار
صور رحلة الحج لعبد الغفار
 
عبد الغفار البغدادي رحلة المحمل
عبد الغفار البغدادي رحلة المحمل

اللافت ليس في بيع الصور، لأن صالة المزادات اعتادت أن تبيع النوادر، والأنتيكات، وكذلك المخطوطات المسروقة، والمنهوبة من مصر، وسوريا، والعراق، وغيرها من المعروضات الباهظة التي يهتم بجمعها الباحثون والدارسون.

اللافت هو القيمة المادية العالية الذي وضعته صالة المزادات لهذه الصور، وهو ما يشير إلى أنها كنز، يوثق لفترة من فترات التاريخ، وكذلك نمط حياة الناس في مكة، والحجيج المتدفق على المدينة في موسم الحج.

اقرأ أيضا: الناشرون الجدد.. هل يسحب أمازون البساط من الناشرين التقليديين أم يطور الصناعة؟

كما أن قيمة الصور الباهظة الثمن، يرجع أيضا إلى جودتها، وقيمة ملتقطها المصور عبد الغفار البغدادي، فهو أول مصور مكي، من أبناء شبه الجزيرة العربية، مارس مهنة التصوير، وحمل الكاميرا على عاتقه، وصاحب قوافل الحجيج، وحيث مارس التصوير في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، في الفترة بين 1302، حتى 1318 هجرية، أو ما بين 1880 وحتى عام 1901، وهي التواريخ التي تحملها الصور التي خلفها، وصارت من المقتنيات التي يتخطفها جامعو الانتيكات، ومحبي اقتناء النوادر، وكذلك الدارسين الذين يلهثون وراء أعماله للتعرف في دراستهم عن طابع الحياة في تلك الفترة.

وحينما نقرأ للمستشرق سنوك هورخرونيه، كتابه المهم صفحات من تاريخ مكة المكرمة، نجد أن المستشرق الهولندي هورخرونيه يذكر عبد الغفار البغدادي، أن الصور الفوتوغرافية في كتابه التقطها عربي دربه على التصوير، هو عبد الغفار، وأنه كان طبيبا مشهورا في مكة، يعمل بتصليح الساعات، والبنادق، وتقطير الزيوت العطرية، والصياغة، وصهر الذهب، والفضة وصناعة الحلي الخفيفة، ومع كل هذه الأعمال، كان متفوقا في مهنة الطب، على الكثير من أصحابها، وكان له خبرة واسعة في مجال طب العيون، وهناك عدة وثائق تشير إلى أنه عين طبيبا للمحكمة الشرعية في مكة، وأخرى تخبرنا أنه تعلم صناعة طب الأسنان.

يقول سنوك هورخرونيه عن كسوة الكعبة، أو المحمل: استمر قدوم كسوة الكعبة المشرفة من مصر سنويا، حتى قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914، حيث دخلت تركيا تحالفا مع ألمانيا ضد إنجلترا، وخشيت الحكومة العثمانية ألا تأتي الكسوة من مصر، فعملت كسوة وأرسلتها بالسكة الحديدية برا من إسطنبول إلى المدينة المنورة، غير أن الحكومة المصرية لم تمنع إرسال الكسوة المعتادة.

اقرأ أيضا: في ذكرى ميلاده.. "ألبير كامو" الأديب الفرنسي الغريب والباحث عن معنى للحياة

ولأهمية مكة المكرمة في التاريخ الإسلامي، والعربي، ولكونها مركز هبوط الوحي، والرسالة، تدفق عليها المصورون، وكان أوائل المصورين الذين التقطوا لها صورا قديمة، محمد صادق، وهو مصور مصري، الذي صورها عام 1880، أي بالتزامن مع وجود عبد الغفار البغدادي في مكة، حيث قام محمد صادق بخمس رحلات إلى الحجاز، أولها عام 1861، وذكر محمد صادق عن عبد الغفار، أنه ألتقاه في رحلته الثالثة، وأنه حضر معه بعد ذلك إلى مصر، وتعلم صناعة الأسنان من طبيب الخديو، ولما عاد، حصل على إذن من الشريف عون أن يكون من جملة الطوفين.

بلغ عدد صور عبد الغفار البغدادي 1880 صورة، تلقي كلها الضوء على طبيعة مكة في فترة حياة عبد الغفار، ومن المنتظر أن تطرح صالة المزادات 29 صورة من صور عبد الغفار للبيع يوم الثلاثاء القادم 13 نوفمبر، مقابل المبالغ سالفة الذكر.

عبد الغفار بن عبد الرحمن بن عبد الغفار بغدادي
عبد الغفار بن عبد الرحمن بن عبد الغفار بغدادي

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق