تجرى بنسبة 52% سنويا فى مصر.. لماذا انتفض البرلمان ضد «الولادة القيصرية»؟

الأحد، 11 نوفمبر 2018 02:00 م
تجرى بنسبة 52% سنويا فى مصر.. لماذا انتفض البرلمان ضد «الولادة القيصرية»؟
الولادة القيصرية تثير الجدل فى مجلس النواب
محمد فرج أبو العلا

تجاوزت نسب إجراء الولادة القيصرية فى مصر سنويا نسبة 52%، لتكسر القاعدة التى وضعتها منظمة الصحة العالمية، بألا تزيد نسب الولادات القيصرية بأى مجتمع عن نسبة الـ15%، ما آثار جدلا واسعا تحت قبة البرلمان، حيث تقدمت النائبة إيناس عبد الحليم، باقتراح برغبة، لإلزام الأطباء بتقديم مستندات إجراء الولادة القيصرية، مشيرة إلى أن مصر أصبحت تحتل المرتبة الثالثة فى انتشار تلك الظاهرة.

البرلمان
البرلمان

اقرأ أيضا: مصر الثالثة عالميا.. هل ينجح مجلس النواب في وضع ضوابط لـ«الولادة القيصرية»؟

وأكدت النائبة إيناس عبد الحليم، أنه وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية، فإن الولادات القيصرية تكلف المجتمعات مبالغ طائلة وصلت فى مصر إلى نحو 15 مليار جنيه، تدفعهم الأسر دون أسباب، خاصة أن عدد الولادات يتجاوز 2 مليون و600 مولود سنويا، حيث تجرى الولادات القيصرية بالقطاع الخاص بنسبة 65%، ما يعنى أنها أصبحت "سبوبة" لبعض الأطباء، من خلال التحريض على إجرائها، بينما تجرى بالقطاع الحكومى بنسبة 35% فقط، موضحة أنه مازالت نسبة 16% من الولادات تتم بالمنازل حتى الآن، ما يشكل خطورة كبيرة على المجتمع، مسببا مضاعفات غير محسوبة على الأطفال وأمهاتهم.

الولادة القيصرية
الولادة القيصرية

وطالبت عضو مجلس النواب، بضرورة الحد من عمليات الولادة القيصرية، حيث نص اقتراحها على ضرورة أن يكتب الطبيب تقريرا قبل اتخاذ قرار أن تكون الولادة قيصرية، يوضح فيه الأسباب مشفوعة بالمستندات والأدلة، ومن ثم يودع التقرير بإدارة المستشفى أو المركز الطبى، ثم يحول إلى مجلس نقابة الأطباء، موضحة أنه حال ثبوت عدم ضرورة إجراء الولادة قيصرية، يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده.

اقرأ أيضا: تضاعفت عالميا بنسبة 21% خلال 15 عاما.. لماذا يحذر الأطباء من خطر الولادة القيصرية؟

وأشارت النائبة إيناس عبد الحليم، إلى أن عملية الولادة القيصرية لم تعد صعبة ومعقـدة، بل أصبحت عملية روتينية بفضل التطور الطبي، إلا أنها مليئة بالمخاطر على حياة الحامل، كما أنها ليست الأسلوب المثالى للـولادة إلا عند الضرورة، لافتة إلى أنة من الناحية العلمية هناك أسباب كثيرة للجوء للولادة القيصرية، منها سرعة إنهاء الحمل لخطورة معينة، أو تعذر الولادة الطبيعية، أو لأسباب تتعلق ببنائية حوض الأم وغيرها.

وفى ذات السياق، طالب الدكتور محمد العمارى، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، بضرورة تفعيل نظام «الكلينيكال أودت»، وهى الرقابة والمحاسبة للأطباء بالقطاعين الخاص والعام، إلى جانب التفتيش على المستشفيات، والوصول للأسباب التى بناء عليها يقرر الأطباء إجراء الولادة القيصرية.

من جانب آخر، رفض الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب، وضع تشريعات إلزامية على الطبيب، لأنها قد تنذر بفقد حياة مريضة، نتيجة انتظار الموافقة على تقريره، موضحا أن الأفضل هو العمل على تشجيع الولادة الطبيعية، مشيرا إلى أن الأزمة تتمثل فى أن البعض بدأوا يتخذون ذلك الأمر كتجارة، باعتبار أن سعرها أعلى من الطبيعية، مؤكدا أن ذلك يتطلب مواجهته بحملات توعية من قبل وزارة الصحة.

اقرأ أيضا: التوتر يؤدي إلى الولادة المبكرة.. كيف تتخلصي من شدة الأعصاب أثناء الحمل؟

واعتبر الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب، أنه كلما زادت المتابعة وقت الحمل، كانت هناك فرصة للحد من الولادة القيصرية، قائلا: "وصول نسب الولادات القيصرية لـ52% من إجمالى الولادات سنويًا تشير إلى إهمال كبير من السيدات فى المتابعة قبل الولادة، وأنه لابد من التوعية بأهمية المتابعة والولادة بالمستشفيات، لتفادى الولادة القصيرة التى قد تسبب مخاطر صحية للأم والطفل".

من جانبها، أكدت الدكتورة شادية ثابت، عضو لجنة الشئون الصحية بالبرلمان، أن ظاهرة الولادة القيصرية تمثل إشكالية كبيرة، وأن معظم الأطباء الجدد لا يعلمون كيف تتم الولادة الطبيعية، متابعة: "الولادة القيصرية من المفترض ألا تتعدى الـ5%، بينما تصل إلى أكثر من 52% فى الوقت الحالى، كما أنه يجب على كل طبيب أن يقنع السيدة بفوائد الولادة الطبيعية.

عضو لجنة الشئون الصحية بالبرلمان، أكدت أيضا أن الولادات الطبيعية تتميز بأنها آمنة عن القصيرة للأم والجنين، وأن أغلب الولادات القيصرية تتسبب فى دخول الأطفال الحضانات، مشيرة إلى أن الأزمة فى ضمير الطبيب من الأساس، ما يستلزم حملات توعية أخلاقية ودينية من أجل التصدي للظاهرة، معتبرة أن إلزام الطبيب بتقديم تقرير مسبب قد يؤدى إلى تحايل البعض من خلال ألف حجة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق