في ذكرى وفاته الـ 170.. إبراهيم باشا ألباني نادى بالقومية العربية

الإثنين، 12 نوفمبر 2018 11:00 ص
في ذكرى وفاته الـ 170.. إبراهيم باشا ألباني نادى بالقومية العربية
إبراهيم باشا

 
القومية العربية أو العروبة في مفهومها المعاصر هي الإيمان بأن الشعب العربي شعب واحد تجمعه اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح وبأن دولة عربية واحدة ستقوم لتجمع العرب ضمن حدودها من المحيط إلى الخليج.
 
إيمان العرب بأنهم أمة قديمة وربما من الصعب معرفة بداياته، فكان يظهر افتخار العرب بجنسهم في الشعر العربي، وفي عهد الإسلام تجسدت القومية بشعور العرب بأنهم أمة متميزة ضمن الإسلام، وزاد هذا الشعور خلال العهد الأموي.
 
وفي العصر الحديث، جسدت هذه الفكرة بأيديولوجيات مثل الحركة الناصرية والتيار البعثي الذين كانا الأكثر شيوعاً في الوطن العربي خصوصاً في فترة أواسط القرن العشرين حتى نهاية السبعينات، والتي تميزت بقيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا وشهدت محاولات وحدوية أخرى كثيرة. 
 
ابراهيم باشا
 
اكتسبت القومية العربية مدًا جديدًا شعبيًا نتيجة ثورات الربيع العربي وظهور تيار شعبي عربي يدعو لوحدة عربية يقودها الشعب، وليس الأنظمة المتسلطة التي ركبت موجة القومية دون أن تنجز شيئاً يذكر في هذا الاتجاه.
 
القومية العربية مصطلح طالما يتم استخدامه من أجل حلم وطن عربي، مشترك فى الثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح، وهو جدير بأن يكون وطنا واحدا قويا، وفى المنطقة العربية خرج الكثير من القادة والزعماء، من أجل المناداة بهذا الحلم، ولعل من أبرزهم الراحل جمال عبد الناصر.
 
لكن ربما يكون أول من حلم بذلك، وعمل من أجله، كان إبراهيم باشا نجل محمد على باشا، والى مصر العثمانى، ومؤسس حكم الأسرة العلوية فى البلاد، حيث تحل اليوم ذكرى إبراهيم باشا الـ 170، إذ رحل فى 10 نوفمبر عام 1848، عن عمر ناهز حينها 59 عاما.
 
وبحسب كتاب «القومية و الديمقراطية والثورة» للكاتب عبد الكريم الحسنىي، إننا نجد أول إرهاصات القومية العربية كانت في بلاد الشام، بعد الحملة التي قام بها محمد على باشا، حينما تحدى الخلافة العثمانية، بقيادة نجله إبراهيم، والذي كادت تؤدى به إلى خلافة العرب جميعهم، لولا التدخل الأوروبي الذي تبع ذلك، ومن محمد على من تحقيق أهدافه.
 
 
ويوضح كتاب «دور إسرائيل في تفتيت الوطن العربي» للدكتور أحمد سعيد نوفل، فإن المصادر التاريخية تصدر أن إبراهيم باشا خلال وجوده بالشام، كان يجاهر علنا بأنه ينوى إحياء القومية العربية وإعطاء العرب حقوقهم، وأنه من خلال مخاطبتهم لجنوده، كان يذكرهم بمآثر الأمتين العربية والإسلامية ومجدهم القديم، رغم أنه من أصول ألبانية، وهذا ما يفسر سهولة فتح سوريا من قبل حملة إبراهيم باشا المصرية، وترحيب الأهالي بهم لاعتقادهم بأن الفتح المصري سيؤدى إلى تحرير العرب.
 
يؤمن القوميون العرب بالعروبة كعقيدة ناتجة عن تراث مشترك من اللغة والثقافة والتاريخ إضافة إلى مبدأ حرية الأديان. الوحدة العربية هدف القوميين العرب، وتعريف الوحدة العربية والذي ساد في حقبة الستينات وحتى الثمانينيات كان يتبنى الوحدة الاندماجية.
 
 وبعد فشل الأحزاب والقادة الذين رفعوا شعار الوحدة الاندماجية بات القوميون يطرحون مفهوماً جديداً للوحدة العربية يعتبر قريبا من المشروع الأوروبي، أي الدعوة للانصهار في كتلة ذات سياسة خارجية موحدة، وذات ثقل اقتصادي كبير يقوم على التكامل الاقتصادي والعملة الموحدة وحرية انتقال الأفراد والبضائع بين الأقطار المختلفة، بالإضافة لتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك للوصول إلى اتحاد عربي مع المحافظة على خصوصيات اجتماعية أو ثقافية قد توجد في بعض المناطق العربية.
 
ويذكر كتاب «عصر محمد على» لعبد الرحمن الرفاعي، ما نقله عن البارون لبو الكونت، بعدما تلقى عام 1823 إبراهيم باشا في طرسوس بالأناضول، حيث قال عن هذا اللقاء: كان إبراهيم باشا يجاهر علنا بأنه ينوي إحياء القومية العربية، وإعطاء العرب حقوقهم وإسناد المناصب إليهم سواء في الإدارة أو الجيش، وأن يجعل منهم شعبا مستقلا ويشركهم في إدارة الشئون المالية، ويعودهم سلطة الحكم كما يحتملون تكاليف.
 
وأكد الرفاعي، أن هذه الأفكار كانت تتجلى في منشوراته ومخاطباته لجنوده في الحرب في سوريا، فإنه كان يذكرهم بمفاخر الأمة العربية ومجدها القديم، ويتصل بهذا المعنى مجاهرته بأن كل البلدان العربية يجب أن تنضم تحت لواء أبيه، مشيرا إلى أنه في صلاته مع أهل البلاد كان يستخدم اللغة العربية، ويعد نفسه عربيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق