«الرواية في عصر المعلومات».. هل يتحول ملتقى الرواية القادم إلى مكلمة جديدة؟

الأربعاء، 14 نوفمبر 2018 06:00 م
«الرواية في عصر المعلومات».. هل يتحول ملتقى الرواية القادم إلى مكلمة جديدة؟
ملتقى القاهرة الدولى السابع للإبداع الروائي العربي
وجدي الكومي

فتحت وزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة، باب تسجيل المشاركات للروائيين العرب، في الملتقى الدولي السابع للإبداع الروائي العربي، الذي عنونه المجلس الأعلى الثقافة بـ"الرواية في عصر المعلومات".

اقرأ أيضا: افتتاح متحف نجيب محفوظ في مارس..أكان يجب على الوزيرة أن تزور المتحف حتى يتحقق الحلم؟

ومن المقرر أن يقام الملتقى في مصر خلال الفترة من 28 إبريل، حتى 2 مايو العام المقبل، تحت رعاية وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، وأمين المجلس الأعلى للثقافة الدكتور سعيد المصري.

ويتبقى يومان أمام الروائيين العرب للتسجيل والمشاركة في الملتقى بأبحاثهم حتى بعد غدا الجمعة، حيث كان باب التسجيل مفتوحا منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي.

كانت وزيرة الثقافة قد تشكلت لجنة علمية للإعداد للدورة السابعة للملتقى برئاسة جابر عصفور؛ الناقد الكبير، وزير الثقافة الأسبق، وتحت إشراف الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة وعضوية كل من: الروائيين إبراهيم عبد المجيد؛ ويوسف القعيد، واعتدال عثمان، والناقد الدكتور حسين حمودة؛ وأستاذ الأدب العربي ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة خيري دومة؛ وسعيد سالم؛ وشريف الجيار؛ ومحمد شعير.

ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي
ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي

وحدد المجلس الأعلى للثقافة، الجهة المنظمة للملتقى ككل عام، عدة محاور للملتقى هذا العام، ومنها، التقدم المذهل في علوم الاتصالات والرواية، وتحول أدوات الاتصال إلى مادة روائية، وتأثير البنية المعلوماتية على البناء الروائي، وتأثير وسائط الاتصال الحديثة على رواية الخيال العلمي والفانتازيا، والرواية وتداخل الأنواع، والرواية التفاعلية، والرواية العربية في عصر الصورة "رواية الجرافيك" و"ملامح التجريب في الرواية العربية الحديثة، ومستقبل السرد.

اقرأ أيضا: في ذكرى رحيل "أبو التعليم".. لماذا يستحق علي مبارك لقب "رائد النهضة المصرية الحديثة"؟

واللافت في المحاور المطروحة، رغبة المنظمين في ربط الأدب العربي المكتوب، بالتقدم التكنولوجي، وطموحهم للاستماع إلى شهادات من روائيين عن استفادتهم من علوم الاتصالات في الكتابة، أو تحول أدوات الاتصال إلى مادة روائية، أو تأثير البنية المعلوماتية على البناء الروائي، وكذلك تأثير وسائط الاتصال الحديثة على رواية الخيال العلمي والفانتازيا.

والذي يخشاه كاتب هذه السطور، وقارئ محاور الملتقى المزمع تنظيمه قريبا، أن تتحول جلساته إلى مكلمة فارغة، يتم خلالها قراءة مقالات غير مفهومة عن علوم الاتصال، وأدوات الاتصال "والواتس آب" و"الفيسبوك" دون أن يكون هناك ربط حقيقي بين ما يحدث على الأرض، وما يتم طرحه من أعمال أدبية، ربما لا يكون لوسائل الاتصال أي دور ملموس فيها.

هل قرأنا قريبا عملا أدبيا يدور كله حول الواتس آب مثلا..؟

ما معنى محور الملتقى الروائي الذي طرحه المنظمون بعنوان " تحول أدوات الاتصال إلى مادة روائية"؟

قرأنا من سنوات رواية الأستاذ إبراهيم عبد المجيد " في كل أسبوع يوم جمعة" وهي الرواية التي تتناول تجمع أبطال القصة على موقع للتواصل الاجتماعي، لكن الحبكة الأساسية في الرواية لم تكن على موقع التواصل الاجتماعي، ولم يكن همها أبدا المعلوماتية، وإنما كانت مهمومة بفكرة أخرى، وهي فكرة الاغتراب التي يعاني منها أبناء المجتمعات الذين يحبسون أنفسهم في الواقع الافتراضي.

اقرأ أيضا: تصريحات صفاء الهاشم تمثلها.. مصر تشارك "بدفاترها" في معرض الكويت الدولي للكتاب

ويشوب في الكثير من جلسات ملتقيات الرواية العربية الكثير من السيولة الكلامية، وينحرف بعض المشاركين عن المطلوب من محاور الملتقى، إلى تفاصيل، وحكايات فرعية، تسبب هشاشة تكون سببا في فشل الملتقى ككل، ويهدد حدوث الحضور الكثيف، بما يجلب ثقل الجلسات على قلوب حاضريها.

ومن المهم ألا ندفن رؤوسنا في الرمال ونحن نناقش فن الرواية، والأدب ككل، فلا مانع أن نتحدث عن علوم الاتصال، وكذلك أدوات الاتصال، والبنية المعلوماتية، والتكنولوجيا، لكن عبر ألسنة المتخصصين، الفاهمين، ولتوجه وزارة الثقافة الدعوة إلى خبراء من وزارة الاتصالات ليثروا النقاش بما لديهم وما في جعبتهم عن ثورة الاتصالات، وليجلسوا جنبا إلى جانب الروائيين والنقاد، فيتحدث كلُ بما لديه، فليسمع الروائيون من خبراء الاتصالات، وليسمع هؤلاء من الروائيين، لعلهم ينقلبوا روائيين، ولعل الروائيون يحبون الاتصالات فيكفوا عن الكتابة ويتحولوا إلى خبراء في الاتصالات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق