مأساة الأباء والأجداد.. صرخة أسرة في وجه قانون الأحوال الشخصية بسبب «سجن الرؤية»

الخميس، 15 نوفمبر 2018 11:00 م
مأساة الأباء والأجداد.. صرخة أسرة في وجه قانون الأحوال الشخصية بسبب «سجن الرؤية»
قانون الرؤية - أرشيفية
علاء رضوان

«بدموع تنهمر علي وجنتيه تسير بين التجاعيد الذي رسمها الدهر علي وجهه، أتاني رجل سبعيني بمكتبي يحدثني عن سجن الرؤية، فقلت له وماهو ذلك السجن الذي تتحدث عنه، فقال لي إن حفيدي سجين رؤية؟؟ وكم يبلغ عمر حفيدك، فأقر بأنه لم يتخطي الست سنوات، ما أثار انتهابي لروايته، وبدأت أنصت إليه باهتمام بالغ شغوف لأن أسمع الحكاية».. كانت هذه الكلمات بداية سرد المحامى والخبير القانونى أحمد عبد القادر، لواقعة تكشف مسألة سجن الرؤية فى القانون المصرى.  

بدأ الشيخ في سرد حكايته، وكانت كالتالي: "أنا يابني راجل كبير وقد اقترب مني الموت ولم أري حفيدي منذ ولادته إلا مرة واحدة، وأخشي أن تنطوي صفحات حياتي دون أن تختم برؤية حفيدي فقد تزوج أبني من أحدي السيدات منذ ما يقرب من ثمانية أعوام، وبعد العام الأول دب الخلاف في حياتهم ترتب عليه هجرها لمنزل الزوجية بعد والدتها وذهابها إلي منزل والدها، ولم أتمكن منذ ذلك الوقت في رؤية حفيدي الذي يبلغ من العمر الآن ستة أعوام أم جدته، فلم يختلف وضعها كثيرا، بل ازداد سوء كونها لم تري حفيدها إلي الآن". 

95669-image

قاطعت الرجل -الكلام لـ«عبد القادر»- أثناء الحديث وسألته ولما لم تلجأ إلي المحكمة للمطالبة بحق الرؤية نظر هذا الرجل  لي، وتعالي بالضحكات التي أختلطت بدموع عينه التي تظرف من تحت عدسات سميكة لنظارته وظرف ظرفة كان يمكنها اشعال سيجارتي وحدثني يابني أنا أبني واخد حكم بالرؤية 3 ساعات في الاسبوع في أحدي مراكز الشباب حفيدي أصيب بحالة نفسية هو وأبيه من هذا الرؤية فقد أضرتهم أكثر مما نفعتهم، فالولد عندما يحضر موعد الرؤية كأنه في سجن، فالولدته تخشي عليه أن يسرقة والده فتقرض قيودها علي مكان الرؤية بقدر الامكان أن لم تكن ملازمة للصغير وقت الرؤية وكأن أبني وأبنه في زيارة في السجن والسجان يقف لهم بالمرصاد.   

اقرأ أيضا: هل تحدد محاكم الأسرة أماكن أو أوقات معينة لتنفيذ حق الرؤية؟.. اعرف التفاصيل

 كل هذا يجعل اللقاء الآبوي فاتر محاط بالقيود التي تفرضها الحاضنة، وعند أنتهاء مدة الرؤية يكون الفراق قد حان بين الإحبة، فحفيدي يطلب من والده أن يمكث معه طويلا لم يشبع من غريزة الأبوة ومازال ابني يريد المكوث في حضن أبنه «يابابا خليك معايا شوية»، «بابا عايز أروح معاك» يقطع اللقاء بالدموع وكأن الاب يعاقب علي سوء الاختيار  لزوجته في شخص ابنه . 

57695-57695-2018_4_25_14_39_57_130

يستكمل صاحب الروية حديثة الرؤية سجن أحكام الرؤية تضر الصغير وأبوه نهيك إلي أن الحاضنة تنفذ الحكم مرة وتنقطع مرات فلا قانون يحمي الاب أو الابن من بطش الحاضنة فلا يسمح للأب بأن يأخذ أبنه للمبيت معه يوم أو يومان وعندما يلجأ الأب إلي المحكمة بشأن طلب الحكم له بالاستضافة يأتي حكم المحكمة بكلمات جامده حادة كنصل السكين حيث تقرر بأنه ليس في القانون أي مواد تبيح للاب أستضافة ابنه، أي قانون هذا الذي يحرم أب من أبنه فالقانون فرق بين الأب وأبنه فالمركز القانوني للحاضنه اقوي بكثير من موقف الأب.

انتظر الرجل -بحسب «عبد القادر»- قليلا وصمت عن الكلام، وقال: كل مرة زوجتي تطلب من ابني أن يحضر حفيدها وهو راجع من الرؤية، لتراه حتي ولو  لدقائق «يابني قول لمراتك اننا والله ما هنخطف الواد بس أشوفه والمسه وتخده تاني.. طيب خليها تيجي معاك أشوف الواد وتبقي تخده وتمشي قولها كما تدين تدان». 

26922-british-pop-singer-cheryl-cole-who-506x337

إلي هنا أنقطع حديث هذا الرجل وأنهي كلامه بأن قرر هتقدر تساعدني يابني كلمات الرجل أوقفت تفكيري أساعده كيف أساعده وقانون الأحوال الشخصية لم يوفر له أي ضمانات أو حقوق بشأن اصطحاب الصغير خارج المكان المحدد للرؤية، قانون الأحوال الشخصية لم ينظم حق الأب في الاستضافة، ولم ينص عليها كثرت قوانين الاحوال الشخصية، ولكنها في قالب بعيد عن تلك المشكلات فلا عقاب علي الحاضنه أن هي امتنعت عن تنفيذ حكم الرؤية حتي وأن اسقطت الحضانه منها فإنها ستنتقل إلي أمها وكأنه انتقال صوري. 

اقرأ أيضا: مستشارك القانوني.. هل هناك جنحة لعدم تنفيذ حكم الرؤية على الأم الحاضنة؟

وفقا لـ«عبد القادر»- لم أظهر أمام الرجل العور الذي ينطويه قانون الاحوال الشخصية بشأن حق الرؤية والاستضافة وحق الأب علي وجة العموم وقولت له حاضر ياحج بأذن الله خير ربنا يحلها من عنده أن شاء الله تشوف حفيدك تهلل وجه الرجل ومسح عيناه «بجد يا استاذ» أن شاء الله، وأنصرف الشيخ عن مكتبي وترك ورائه حمل ثقيل القاه علي عاتقي إلي هنا فقد انتهي الحكاية، وردد قائلاَ: «لم تنتهي الحكاية فهي أول صرخة تطلق في وجه قانون أصبح واجب أن ينظر إليه بعين الاعتبار». 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق