أمريكا تطلق النار على نفسها.. بوتين يسخر من العقوبات الأمريكي: فهل وجد الحل؟

الخميس، 29 نوفمبر 2018 09:00 ص
أمريكا تطلق النار على نفسها.. بوتين يسخر من العقوبات الأمريكي: فهل وجد الحل؟

تحالفات جديدة يشهدها العالم في الفترة الحالية، في ظل الصراعات الدولية في مختلف القضايا، ويأتي على رأسها الصراع الأمريكي ضد الصين وروسيا خلال الفترة الحالية، خاصة بعد الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد كل من بكين وموسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
 
وفي ظل الخلاف الأمريكي الصيني الروسي، يتشكل تحالف جديد بين موسكو وبكين، لمواجهة العقوبات الأمريكية التي يتم فرضها على روسيا باستمرار، بجانب الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضد الصين خلال الفترة الأخيرة، وفرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية.
 
السياسة الخارجية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية، يزيد من العداء بينها وبين عدد من الدول الأوروبية والأسيوية، على رأسها موسكو وكبين، خاصة بعد العقوبات الأخيرة التي فرضها واشنطن على روسيا، بسبب تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بجانب أزمة تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال ونجلته يوليا.
 
ويبدو أن التحالفات الروسية الصينية بدأت تأتي ثمارها، فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، (الأربعاء)، أن تمسك بلاده بالعملة الأميركية التي لا بد منها في التجارة الدولية، ضرورة للاقتصاد الروسي الذي تستهدفه منذ سنوات عقوبات أميركية.
 
وقال بوتن: «ليس لدينا هدف الابتعاد عن الدولار. الدولار هو الذي يبتعد عنا. الذين يتخذون هذه القرارات، لا يطلقون النار على أقدامهم بل أعلى بقليل»، فأثار بذلك ضحك الحاضرين.
 
وتطرح السلطات الروسية منذ فترة طويلة من دون أن تحقق نتيجة كبيرة، المشروع الشاق للحد من «دولرة» اقتصاد البلاد من خلال زيادة استخدام عملات صعبة أخرى في المعاملات الوطنية، فيما تتخوف البلاد من إعلان تدابير عقابية أميركية جديدة.
 
وأوضح الرئيس الروسي أن عدم الاستقرار هذا يثير رغبة عدد كبير من اقتصادات العالم، في إيجاد عملات صعبة للاحتياطات البديلة وإنشاء أنظمة دفع، مستقلة عن الدولار.
 
وفيما خفضت روسيا أخيرا حجم ديونها الأميركية، قال بوتن: «انظروا كم تتضاءل احتياطات الصرف في البلاد، بما في ذلك لدى الحلفاء الأميركيين. الأصول بالدولار تنخفض».
 
وطرح بوتن مثالا على ذلك شراء تركيا منظومة روسية مضادة للطيران من طراز اس-400، من دون استخدام الدولار، كما دفعت الهند، الزبون الآخر الكبير للمنظومة، ثمن مشترياتها بالروبل، كما أعلن مؤخرا نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف.
 
كان التحالف الأمريكي البريطاني ضد روسيا، ظهر جليا في مارس الماضي، ضمن سلسلة العقوبات التي فرضها الدولتين ضد موسكو، وطرد الدبلوماسيين الروسيين، ورد موسكو على تلك العقوبات بالمثل، واستمرار الهجوم بين تلك الأطراف في المحافل الدولية.
 
ورغم مساعي الرئيس الأمريكي، لتهدئة التوتر مع ورسيا، عبر اللقاء التاريخي الذي جمع بين دونالد ترامب، وفلاديمير بوتين الرئيس الروسي، في العاصمة الفنلندية هلنسكي، إلا أنه سرعان ما توترت العلاقات من جديد، خاصة بعد تقارير الاستخبارات الأمريكية التي أكدت تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة، وبدأت في أغسطس الماضي عقوبات جديدة تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية ضد روسيا.
 
أما الصين، فاشتعلت الحرب التجارية بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل سياسة دونالد ترامب، باستمرار فرض الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، بجانب رفض بكين هي ألأخرى نفس الرسوم على المنتجات الأمريكية.
 
وخلال الساعات الماضية، خرج الرئيس الأمريكي خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، ليشن هجوما جديدا على الصين، ويتهمها بأنها تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية مثل روسيا.
 
وفي ذات الجلسة، ردت بكين على اتهامات دونالد ترامب، على لسان وزير خارجيتها وانج يي، الذي رفض الاتهامات التي يطلقها الرئيس الأمريكي ضد الصين بالتدخل في الانتخابات البرلمانية الأمريكية، قائلا: تناولت حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل، والصين احترمت دائما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما، ونرفض الاتهامات الموجهة للصين ونطالب الدول الأخرى باحترام ميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية، كما أنه من حق كل الدول أن تقيم علاقاتها الاقتصادية والمشتركة مع إيران وأن تحترم الاتفاق النووي.
 
روسيا والصين سيجدان أنفسهما مضطران على التالف ضد الولايات المتحدة الأمريكية، لمواجهة الإجراءات التي تتخذها واشنطن ضد كل منهما، ومحاولة تفادي أي عقوبات أو حروب تجارية تشنها أمريكا عليهما خلال الفترة المقبلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق