القضايا الأسرية.. كل ما تريدين معرفته عن المحاضر والإتهامات الكيدية بين الزوجين

الجمعة، 30 نوفمبر 2018 04:00 ص
القضايا الأسرية.. كل ما تريدين معرفته عن المحاضر والإتهامات الكيدية بين الزوجين
محكمة الأسرة
علاء رضوان

«أنا مدرسة 34 سنة، تزوجت منذ 8 سنوات من طبيب كبير زواج تقليدي جداً وبدون معرفة سابقة، وتم الزواج بسرعة في فترة لا تتجاوز 3 شهور بسبب ارتباط زوجي بالعمل بأحدي المستشفيات الكبرى بالمملكة العربية السعودية، وأنجبت منه طفل وحيد، وبعـد السفر مع زوجي واستقرارنا بالسعودية، فوجئت منه بتصرفات غير طبيعية، ومعاملة أقل ما توصف به أنها مهينة»..بهذه الكلمات بدأت «أيمان.ع » شكواها إلى «صوت الأمة» التي تحدثت فيها عن معاناتها مع زوجها.

وتابعت «أيمان»: «فضلاً عن البخل في كل تفاصيل حياته سواء عاطفياً أو مادياً، وهو الآمر الذى تحولت معه الحياة الي جحيم لا يطاق وعشت معه سنة لا أريد أن أتذكر تفاصيلها المريرة، وجاءني الفرج عن طريق حملي بطفلي الأول مما استلزم رجوعي إلي مصر للولادة، وهو ما مثل لي طوق نجاة للهروب منه ومن تلك الحياة البغيضة، وفور عودتي ووضعي لطفلي قررت الانفصال وقمت برفع دعوي طلاق للضرر، وتمكنت من الحصول علي حكم بالطلاق للضرر منه لسابقة تحرير محاضر تعدى ضده حال تواجدنا بالمملكة العربية السعودية، وبها شهادات من عدد من الجيران والأصدقاء بأنه دائم التعدي عليا بالضرب وإحداث إصابات متكررة بي، وهو الآمر الذي جعله يستشيط غضباً، ويهددني بأنه سيحيل حياتي إلي جحيم». 

124094-124094-124094-124094-العلاقة-الزوجية

واستطردت: «وبالفعل فوجئت به يقوم بزيارتنا بحجة رؤية صغيرة المولود، وعقب انصرافه بأيام فوجئت باستدعاء من قسم الشرطة، ووجود محضر محرر ضدي أنا ووالدي ووالدتي بادعاء تعدينا عليه بالضرب وإحداث إصابات وجروح به استلزمت التدخل الجراحي، ولم يتوقف الآمر عند هذا الحد، بل فوجئت أنه قام خلال مدة 45 يوم التي قضاها إجازة بمصر من تحرير عدد 8 جنح ضرب ضدي انا ووالدي ووالدتي، بلغت الأحكام الصادرة فيهم جميعاً 5 سنوات، مما اضطرنا إلي ترك منزلنا خوفاً من مباحث تنفيذ الأحكام التي تتعقبنا»، ياتري أقدر ازاي اثبت ببراءتي من هذه الاتهامات الكيدية؟ 

ويجيب علي تلك الأسئلة والاستفسارات المستشار القانوني محمود البدوي المحامي بالنقض والدستورية العليا، ورئيس الجمعية المصرية لمساعـدة الأحداث وحقوق الإنسان، بقوله أن ما قام به هذا الشخص من تصرف غير مسئول، وقيامه بتحرير عدد من جنح الضرب الكيدية ضد السائلة «مطلقته» مستغلاً في ذلك صفته الوظيفية كطبيب يستطيع الحصول على تقارير طبية غير حقيقية تثبت أن به إصابات على غير الحقيقة، وهو ما يسهل الرد عليه عقب التقرير بالمعرضة علي الأحكام الغيابية الصادرة بتلك الجنح، وتحدي جلسة جديدة لنظر المعارضة علي تلك الأحكام

39798-39798-المحامى-بالنقض-محمود-البدوى

وهنا-وفقا لـ«البدوى»-فى تصريحات لـ«صوت الأمة»، يمكن إثبات عدد من الدفوع القانونية والموضوعية التي من شأنها دفع هذا الإتهام الكيدي الكاذب .

وفي هذا الصدد تقول محكمة النقض: «لما كان من المقرر أن الأحكام يجب أن تبنى على الأدلة التي يقتنع منها القاضي بإدانة المتهم أو ببراءته، صادراً في ذلك عن عقيدة يحصلها هو مما يجريه من التحقيق مستقلاً في تحصيل هذه العقيدة بنفسه، لا يشاركه فيها غيرة ولا يصح في القانون أن يدخل في تكوين عقيدته بصحة الواقعة التي أقام قضاءه عليها أو بعدم صحتها حكما لسواه».

)   نقض 17/3/1983- س 34 – 79 – 392 )

(نقض 18/3/1968 – س 19 –62 – 334)

ومن الدفوع التي يجوز الإرتكان عليها لبيان كيدية تلك المحاضر هو الدفع بكيدية البلاغ وتلفيقة من قبل الشاكي «الزوج المبلغ» إستناداً الي علاقة الزوجية السابقة، وكذا الحكم الصادر ضده بالطلاق للضرر، نتيجة تعديه عليها بالضرب

48005-48005-48005-48005-48005-201707100510241024

كما يجوز الدفع بخلو محضر جمع الاستدلالات من ثمة مناظرة لإصابات الشاكي المكذوبة، لأنه في مثل تلك الحالات يتم عمل مناظرة لإصابات المجني عليه «الشاكي» بمعرفة محرر المحضر بقسم الشرطة، وهنا يجب أن تتطابق مع ما هو مذكور بالتقرير الطبي والذي يطلق عليه الدليل الفني بالأوراق، فضلاً عن بيان صفته الوظيفية التي تسهل له الحصول علي مثل تلك التقارير المصطنعة علي رغبة وهوى هذا الطبيب ومجاملة له من عدد من زملائه الأطباء، فضلاً عن  ان التقرير الطبي لا يعتبر دليل على ارتكاب الواقعة، وإنما قرينة على حدوث واقعة ضرب بمعنى انه سبب في تحريك جنحة الضرب وليس دليل لها-هكذا يقول «البدوى».

-وحيث أنه ولما كان أصل البراءة مفترض في كل متهم،  وهو افتراض لا يجوز أن يهدم توهما أو ينهار ظناً واستنتاجاً،  بل يتعين أن يُنقض بيقين جازم وبدليل مستنبط من عيون الأوراق، ومؤكداً بموازين العدل، فإذا ما كان ذلك وكانت أدلة الإثبات المقدمة قـد أصابها القصور وغابت عنها المصداقية وغلفتها الريب والشكوك على نحو لا تولد معه لدي المحكمة أي انطباع، أو إذا كان مبني على الجزم واليقين بارتكاب المتهم لهذه الواقعة، فقد أنحصر الدليل المقدم لإثبات واقعة الاتهام بحق المتهمة، وذلك في حالة إقامة الدليل على ما هو قائم من خلافات ومنازعات زوجية كانت سبب في تحرير تلك البلاغات الكيدية الكاذبة ضد السائلة .

 
 

  

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة