مجمع البحوث يكشف: هل يغفر الله لزوح توفي وعليه دين ولا تستطيع زوجته السداد؟

الأحد، 02 ديسمبر 2018 09:00 م
مجمع البحوث يكشف: هل يغفر الله لزوح توفي وعليه دين ولا تستطيع زوجته السداد؟
مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر

 
أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، على سؤال لأحد المواطنين ورد للجنة حول: زوجي توفى وهو عليه دين ولم يترك مالًا وأنا فقيرة لا أملك مالًا فهل يأثم؟ حيث إنى  كلما تذكرت بأن روحه مرهونة معلقة بدينه أحزن حزنا شديدا وأتضرع إلى الله بالعفو عنه.
 
وقالت لجنة الفتوى: نسأل الله للمتوفى الجنان والمغفرة الواسعة، ولا مانع شرعًا بل هو محمود أن تتضرع إلى الله بأن يغفر له وبتجاوز عن سيئاته وفاء له ولعشرتها معه ولتعلم السائلة الكريمة بأن الأصل هو وجوب الوفاء بالدين مطلقاً وللميت خاصة لما أخرج الإمام أحمد فى مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله (ص) أنه قال: «نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه».
 
وأضافت: وهذا الحديث يحمل  على من ترك مالا يقضي به عنه، وقد ذهب أهل العلم بأن من مات عاجزاً عن سداد دينه ولم يكن له مال يقضي عنه ورثته فيرجى ألا يتناوله هذا الحديث؛ لعموم النصوص الدالة على عدم التكليف بما لا يطاق وأن المشقة تجلب التيسير.
 
وتابعت لجنة الفتوى: وإذا ضاق الأمر اتسع والدليل على ذلك كله: قوله سبحانه وتعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)، وقوله سبحانه: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) كما لا يشمل من بيت النية الحسنة بالأداء عند الاستدانة ثم مات ولم يتمكن من الأداء».
 
وأكملت في ردها: «ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله» ونرجو من الله سبحانه أن يقضي ويؤدي عن المتوفي، وأن يرفع عنه الإثم فلتطمئن أرملته ويهدأ بالها فالله غفور رحيم ولتستمر في دعواتها له بالمغفرة الواسعة».
 
وتحت عنوان «مجالات الفتوى على مستوى العالم»، أطلق المؤشر العالمي للفتوى الصادر مؤخرًا عن دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم «إنفوجرافًا»، كشف خلاله عن ارتفاع نسبة فتاوى العبادات مقارنة بالمجالات الأخرى على مدار العام 2018.
 
 وبحسب المؤشر، شكلت فتاوى العبادات 42% من إجمالي 500 ألف فتوى متداولة في 33 دولة عربية وأجنبية، مرجعا ذلك إلى تعدد المسائل الخاصة بها وتنوعها من طهارة وصلاة وصوم وزكاة وحج، فضلًا عن حرص المستفتين على التعرف على أحكام عقيدتهم.
 
 وذكر المؤشر العالمي للفتوى، أن ذلك يحدث لا سيما خلال المواسم الدينية من حلول شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، ومواسم الحج والعمرة، والعشر الأوائل من ذي الحجة، وغيرها، حيث دارت أغلب الفتاوى حول أحكام الصوم والزكاة وأحكام الأضحية وكيفية أداء مناسك الحج ومبطلاته.
 
 وأوضح المؤشر، تصدر مصر قائمة الدول الأكثر إصدارًا لفتاوى العبادات، بعدما قدرت بما يقرب من 91 ألف فتوى من إجمالي العينة المرصودة، وقد يرجع ذلك إلى غزارة الإنتاج الإفتائي بمصر بشكل عام، واهتمام الجهات الإفتائية المصرية بالمبادرة في إطلاق الفتاوى لا سيما في المواسم الدينية، مع تنوع القنوات والوسائل التي تنشر من خلالها تلك الفتاوى.
 
وبحسب المؤشر، الذي تصدره وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء، فإن الفتوى تأثرت بكافة العوامل المحيطة بها، ودلل على ذلك ببروز الفتاوى التي دارت حول صلاة الخسوف، عقب ما شهدته العديد من الدول من ظاهرة خسوف القمر في يوليو الماضي.
 
هذا فضلًا عن ربط المستفتين بين عباداتهم والأجواء المحيطة بهم، الذي ظهر في الدول التي تشهد عدم توترات وعدم استقرار، حيث ربط البعض بين حكم الزكاة في مناطق بعينها، وأحكام الصلاة والزكاة للاجئين والمهاجرين في مناطق أخرى.
 
ووفقا للمؤشر، استحوذت فتاوى المجتمع والأسرة على ثاني أكثر المجالات المتداولة في الفتاوى بنسبة 15% بما يقرب من 75 ألف فتوى، تنوعت بين فتاوى الزواج والطلاق والتعامل بين الأبناء والآباء، وكان ارتفاع نسب ومعدلات الطلاق في العديد من الدول العربية سببًا في ارتفاع معدلها.
 
وذكر المؤشر، أن انتشار عدد من العادات في بعض الدول، كان سببًا في استحواذ فتاوى الشئون والعادات على المركز الثالث بنسبة 14% من إجمالي العينة المرصودة، كالذبح للسيارات الجديدة، وكذبة أبريل، ورش المياه على القبور، وزينة رمضان، وغيرها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة